لفت نظري خبر شكوى عدد من أحياء القطيف من حفلات التفحيط التي تنشط هناك وتؤذي الناس وتهدد سلامتهم وسلامة أبنائهم، وما لفت نظري أكثر في هذا الخبر هو هذه العقوبات (المتسامحة) في حق المفحطين الذين يتسببون في الإصابات والإعاقات والوفيات، وقد بدت المفارقة هائلة بين ما يترتب من غرامة على مفحط مستهتر ومُشهر أو (قاذف) على وسائط التواصل الاجتماعي. غرامة التشهير والقذف على هذه الوسائط تصل إلى 500 ألف ريال. أما إذا فحط مستهتر بسيارته فالنص يقول: إن العقوبة السجن مدة لا تقل عن ستة أشهر، وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف ريال للمفحط الذي يتسبب في إصابة أحد، إضافة إلى مخالفة من يتسبب في وفاة أحد بالسجن مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن عشرة آلاف ريال، ومن ثم إحالة القضية للجهات الشرعية لأخذ الحق الخاص والنظر في مصادرة المركبة. والسؤال هنا : ما الفرق بين من يصيب كرامة إنسان أو يكسر قدمه وبين من يجرح عرض إنسان أو يقتله، خاصة أن المتسبب في الحالتين مستهتر (متجرئ) استباح كرامات الناس وحقوقهم وأجسادهم وحيواتهم؟! أعتقد أننا ما زلنا، بشكل أو بآخر، نهون من الارتكابات والجرائم المرورية، لذلك بقيت حالة المرور لدينا تعاني السوء والتخلف وبقيت تحصد هذه الآلاف من الأرواح سنويا، بينما (تشل) وتصيب مئات الآلاف من أجساد الشباب الغضة.!! ما أطالب به - ويشاركني الكثيرون فيه - هو أن تعاد دراسة كل العقوبات والغرامات المرورية وتشدد بشكل رادع، وأن يعاد النظر في عقوبات المفحطين بحيث تماثل تلك العقوبة التي اعتمدت في حق المشهرين والقاذفين، ووقتها سنرى كيف سيكف المستهترون عن غلوائهم في التسبب في إصابات الناس وخطف أرواحهم لمجرد شهوة التفحيط. @ma_alosaimi