فجر رئيس الائتلاف السوري، الشيخ أحمد معاذ الخطيب، مفاجأة من العيار الثقيل أمس، بإعلان استقالته من رئاسة الائتلاف بعد أقل من 5 أشهر من إنشاء الائتلاف ككيان سياسي بتوافق دولي يخلف المجلس الوطني. وأرجع الخطيب، في بيان الاستقالة، إلى الظروف الدولية غير المواتية، التي تحاول فرض واقع مرير «وهو ترويض الشعب السوري وحصارُ ثورته ومحاولة السيطرة عليها». واعتبر أن «كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية ، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه ، وتهجير مئات الألوف ، والمآسي الأخرى ليس كافياً كي يُتخَذ قرارٌ دولي بالسماح للشعب أن يدافع عن نفسه». وأضاف في إشارة لإملاءات سياسية يتعرض لها : «من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه ، ومن يأبَ فله التجويع والحصار. ونحن لن نتسوّل رضا أحد ، وإن كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنَمُت كما نريد نحن، وإن باب الحرية قد فُتح ولن يُغلق ، ليس في وجه السوريين فقط بل في وجه كل الشعوب». وهاجم الخطيب، نظام بشار الأسد، بقوله «لقد أضاع النظام برعونته أثمن الفرص من أجل مصالحة وطنية شاملة ، وحاولت العديدُ من الجهات الدولية والإقليمية جرَّ المركب السوري إلى طرفها». من جهته، أرجع مدير المكتب الاعلامي لرئيس الائتلاف بالقاهرة، محمد علي، الاستقالة لتقاعس المجتمع الدولي، وعدم جدية خطوات مساندة ودعم الشعب السوري. ورداً على سؤال ل(اليوم) بعلاقة استقالة الخطيب، بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة غسان هيتو، رفض التعليق، واكتفى بأن لا معلومات لديه. من جهة أخرى، علمت (اليوم) من مصادر قريبة من الائتلاف السوري، أن اسم الشيخ سالم بن عبد العزيز المسلط، رئيس مجلس القبائل العربية السورية، مرشح بقوة لرئاسة الائتلاف، خلفاً للخطيب. ورحّب مسؤول العلاقات بالجيش الحر، أحمد الأشقر، باستقالة الخطيب، وقال إنها خطوة لتصحيح مسار الثورة السورية، مشيراً إلى أن الخطيب، أدرك الهوة بين العمل السياسي والكفاح على الأرض .