استنكر الكثير من أهالي حي الحزم والسياسب والديرة في مدينة المبرز بمحافظة الأحساء انتهاك حرمة إحدى المقابر في المحافظة بداعي مشروعات تطويرية أدى إلى نبش القبور من الحيوانات بعد انهدام اجزاء من سور المقبرة الجنوبية بالمبرز، الأمر الذي أثار غضب الأهالي من عدم مراعاة مشاعرهم . «اليوم» انتقلت لموقع المقبرة والتقت بعدد من أهالي الحي فوصف خالد السليم ما حدث في المقبرة بأنه تعد صريح على حرمة الموتى، موضحاً أنه عندما قامت آليات المقاول بهدم السور على الداخل تسبب ذلك في سقوط السور على القبور وكان باستطاعة المقاول هدم السور إلى خارج المقبرة في أسوأ الاحوال، مضيفاً أن السماح للسيارات والمعدات الثقيلة «الشيول» بالدخول إلى المقبرة والسير على القبور دون أي مراعاة للمشاعر، سبب استفزازا للمواطنين. وروى شهود عيان ل»اليوم» أن هناك الكثير من الشباب الذين يجلسون بالقرب من المقبرة في الليل يرمون بمخلفاتهم في المقبرة وتم نصحهم ولكن لم يستجيبوا مما حول المقبرة إلى مرمى للنفايات، هذا بالإضافة إلى تشغيل الموسيقى والرقص ولعب الكرة بالقرب من هذه المقبرة بلا خشية وخوف من الله. وبين العديد من أهالي المبرز أن الأعمال التطويرية التي تنفذها أمانة الأحساء لتسوير المقبرة يعد تقديراً وإكراماً للموتى، إلا أن عدم الاهتمام بحرمة الموتى أثناء التطوير يعد تجاوزا كبيرا لا يمكن أن يسكت عليه أحد ممن شاهد المنظر، وشاهد كيف أصبح منظر القبور بعد سقوط السور عليها، وطالبوا أمانة الأحساء بتقديم الاعتذار وإعادة كرامة موتاهم بتسوية القبور وتعديلها، بعدما تعرضت للطمس وتعرض بعضها للهدم وللنبش من قبل الكلاب الضالة والقوارض المنتشرة في المقبرة، كما طالبوا بتحديد المتسبب في عمل مثل هذا الأمر بإسقاط السور على الموتى ومحاسبته محاسبة شديدة حتى لا يتجرأ غيره إلى التعدي على حرمة الموتى في قبورهم . من جهته بين أمين الأحساء فهد الجبير ل»اليوم» أن الأمانة وانطلاقاً من أولويات اهتماماتها خصصت برنامجاً سنوياً لتنفيذ مشاريع تسوير المقابر «بحوائط البريكاست» بحيث يعتمد ذلك على الحاجة الفعلية وأولوية التسوير للمقابر, وفيما يتعلق بمقبرة المبرز الجنوبية فإن أنقاض البناء ناتجة عن هدم السور القديم للمقبرة وذلك ضمن مشروع تسوير المقابر, وقد تم التنسيق مع المقاول المنفذ للمشروع بإزالة الأنقاض, وستبدأ معدات الأمانة استكمال أعمال رفع الأنقاض من داخل المقبرة، مشيرا إلى أن حرمة الموتى أمرها عظيم ولا نرضى لأحد المساس بها، مضيفاً أن أمانة الاحساء ومن خلال وكالة الأمانة للخدمات وبالتعاون مع جمعية البر في الاحساء ومركز إكرام الموتى سعت كذلك إلى تجهيز القبور وتهيئتها مساعدة منها لأهل المتوفين، وقامت بتغيير الطوب الذي يوضع على القبر إلى نوع من البريسلين القوي والذي يعمل على مدى طويل فيحمي القبور من الهبوط أو تعرضها للنبش من قبل الحيوانات، هذا بالإضافة إلى تنوير العديد من المقابر وتهيئة مغاسلها ومكان العزاء من أجل المحافظة على حرمة الموتى، ولا شك بأن ما تم في المقبرة الجنوبية وغيرها من المقابر من سقوط الأسوار أثناء عملية التطوير غير متعمد وجرت إزالته فور تضايق العديد من أهالي الأحياء المجاورة لهذه المقبرة.