يفتتح المهندس لؤي حكيم المعرض الشخصي للفنانة الدكتورة غادة النجار الذي حمل عنوان" زمانك يا إسكندرية" اليوم الأحد بصالة اتيليه جدة للفنون الجميلة ويستمر المعرض لمدة عشرة أيام.. عن أعمالها يقول الفنان والناقد عبدالله ادريس: إن التشكيلية غادة النجار تحيلنا عبر لوحاتها إلي بيئة ومناخات الإسكندرية مدينتها وملهمتها وهي ما لبثت تستدعي ذاكرتها البصرية ومشاهدتها من هذه المدينة العريقة .فتبدو المشاهد البحرية لسفن الصيد والبحارة مقرونة باضاءات الأصفر وعتمة الأزرق ,هذا الهارموني اللوني هو نتاج امتزاج ذاكرة التشكيلية ببيئتها مقابل بيئة إقامتها بجدة والتي تتشابه مع الإسكندرية إلي حد كبير.. ويضيف ادريس:"في محاولتها لإقصاء المشهد الواقعي دون محاكاة تعمد الفنانة إلي إعادة صياغة هذا المشهد عن طريق المساحات الهندسية المتناغمة والمتناسقة ويجمع فيما بينهما اللون الذي يمحو حدود الخطوط وتحديد المساحات لتصل باللون إلي مسافات من البعد الموسيقي والنفسي والروحي وكأنها تريد الابتعاد عن التعبير التقليدي بالظل والضوء والمنظور".. ويتعدد المشهد في أعمال التشكيلية غادة من المشاهد البحرية لبيئة الإسكندرية إلى مشاهد القري والأرياف ونماذج الموروث الشعبي لملابس القرويات والعادات السائدة بالريف المصري.. التشكيلية غادة النجار مسكونة بالمشهد البيئي والتراثي في شكل وقالب فني يرتكز للون والمساحات البنائية فيما تطل الذات الشخصية للفنانة من خلال هذا المشهد في محاولة لتأكيد حضورها وترك بصمتها وهو ما يأتي في أعمالها القادمة.. هذا ويري التشكيلي والناقد طلعت عبدالعزيز أن غادة النجار تصارع بالزمن أمواج الإسكندرية وإذا كان الفن التشكيلي يشكل جزءًا لا يتجزأ من المتعة البصرية والرفاهية الحسية عندما تعبر اللوحة من خلال الرؤية لتترجم كافة الحواس مجتمعة هذا المشهد وتتفاعل معه مستحضرة التجربة الحسية من خلال الرؤية .. لتشكل احساسا بالجمال ومتعة المكان وذكريات الزمان .. ويضيف: " بهكذا تعبير نقلتنا التشكيلية غادة النجار إلى تنشيط حاسة الشم لرائحة الإسكندرية وترابها الزعفراني ومتعة العين بمشاهد البحر إلى شوارعها التاريخية ومبانيها العتيقة .. التي تروي قصة كفاح ونضال عاصمة من أهم عواصم العالم تاريخا وحضارة .. فتفاعلت حواسنا الجمعية من خلال رؤيتها اللونية على مسطح اللوحة . لقد حفلت سنوات الغربة في حياتها في الربط بين موطنها ولقمة العيش عندما تهجر وقت راحتها( قنينة الاختبار بحثا عن حقيقة داخل الجسد الإنساني) إلى البحث عن ماض وذكريات شوارع الإسكندرية وصياديها ورمالها الذهبية وشوارعها وحاراتها بفرشاتها وألوانها العاكسة لروحها الجميلة. - المتأمل للوحات غادة النجار في انتهاجها للمدرسة التكعيبية البسيطة يدرك القيمة الفنية والمعمارية للأسكندرية واستلهام اساطيرها الأغريقية وهي تخاطب القيم اللمسية لمكونات اللوحة لتحفز المتلقي علي المزيد من التفكير والذكريات .. كما وأنها تحكي سيرة ذاتية للفنانة من خلال التطور الطبيعي لأعمالها.. فهي شاعرة وصاحبة كلمة تسيطر علي منتجها الفني بشكل واضح .. وصاحبة عين تسمع وأذن تقرأ بحساسية الطبيبة الماهرة التي تنطلق مشاهداتها اليومية الوظيفية عبر الميكروسكوب لتكتشف الحقيقة الغائبة عن العين المجردة يذكر أن التشكيلية غادة لها العديد من المشاركات الجماعية في كل من الإسكندرية ومصر وفازت ببعض الجوائز المهمة ولها مقتنيات لدي بعض المؤسسات والأشخاص.