كلنا نشبه البحر من جانب أو آخر. جنونه وسحر هدوئه، عمقه وبساطة سطحه. الغياب فيه فراق يبتلعنا، والقرب منه ترحال في مدن الحب والجمال، والنظرة إليه ترقب ورجاء. وفي ذات لقاء أفاق في حضن الفراق سأل مساعد الرشيدي حبيبته وهو يتعجب من حالها ويبحث عن نقطة التقاء بينها والبحر: تشبهين البحر؟! قالت أشبه البحر وتخافه؟! قلت يتشرد سنا نجمه ولا تظما مرايا تقربين لماه؟! قالت بيننا فرق ومسافه قلت كم يبعد سواد الرمش عن سود المنايا يسألها ليؤكد لها أنها شبيهة بالبحر، فهو موقن بذلك وإن نفت أو دافعت أو استفزت مشاعره بدلال السؤال الذي قُدّ من عجب (أشبه البحر وتخافه؟!) ولكنه يخافه فعلاً فقد غاب فيه طويلاً وما كان البحر ليشعر به أو بكل المتشردين على ضفافه وبين أمواجه وعلى لمعة صفحته. ومازال يريد منها اعترافاً وتأكيداً فيعيد السؤال بطريقة أخرى لعلها توافقه على ما يؤكده (تقربين لماه؟) حق له أن يفخر بقصيدته فهى ملأى بعميق المعاني ومتسعة لكل المشاعر رشيقة في حرفها طويلة في بنائها. ولم لا فالقصيدة للشاعر تؤويه وتتكفل به مهما تعاقب عليها الليل والنهار في مسيرته وإن لاح له طيف محبوبة تجمل بنظرتها وتغنج بضحكتها وقرّبه منها مرة بعد مرة على شفا الموت قانعاً ومستسلماً لما كان وما سيكون معترفاً بسطوة الحسن فيها عليه.فتنفي مجدداً غير أنه يمنحها شيئاً من ألمه في إجابة شعرية ساحرة متسائلة عن الفرق بين الموت غرقاً في البحر أو على (جال) رمش. وعلى طريقة المضياف العربي يعتذر الشاعر لحبيبته انه لا يجد ما يليق باللقاء ليقدمه لها وحيرته فيمن يدعو من أجل احتفاله بها سوى الجراح التي تجددت وكأنها تذبح لها مرة أخرى في حضور الحنايا. تصوير مميز ورائع يشف عن روح أرهفها الألم حتى غدت الجراح من أصول الكرم في مضارب العشق وإن بدا كرماً قاسياً ولكنه الوسيلة المثلى ليطلعها على سوء حاله بعدها فقد كسر غصن روحه وغصن عشقه بعد أن استبد به حزن الجفاف الذي طال بطول زمن الفراق يالحبيبة لا تلوميني على قل الكلافه ماذبحت إلا الطعون وما عزمت إلا الحنايا سامحيني لوهزعت الغصن واحزني جفافه الضلوع اللي على خبرك.. على خبرك ظمايا ولكنه بقي قوياً يتماسك رغم التبعثر فيصف لها حاله من بعدها قائلاً: يومها ضاق الخيال بيمتي رفض وصلافه ادّرج مثل النهار اللي لمح ظله وشافه اطّرق مثل المشيب اللي غزا رووس الخطايا عاشق هزه هواه وشاعر ما اهتز قافه قادها عيطا نشاش عضودها فج وملايا وين ماريع عليه الليل والرمضا خلافه لحف القمرا طرف بشته ونجماته عرايا كل ذاك الألم لم يعقه عن المسير كنهار لا يغيب ويتبادل الحضور مع ظله أو مشيب لا يتوقف امتداده، عاشق أضناه الهوى فاهتز وأربا شعراً بقصيدة فيها من صفات الناقة الجميلة في عين صاحبها الكثير فهي طويلة رشيقة متسعة وملأى. وحق له أن يفخر بقصيدته فهى ملأى بعميق المعاني ومتسعة لكل المشاعر رشيقة في حرفها طويلة في بنائها. ولم لا فالقصيدة للشاعر تؤويه وتتكفل به مهما تعاقب عليها الليل والنهار في مسيرته وإن لاح له طيف محبوبة تجمل بنظرتها وتغنج بضحكتها وقرّبه منها مرة بعد مرة على شفا الموت قانعاً ومستسلماً لما كان وما سيكون معترفاً بسطوة الحسن فيها عليه. فرغم القسوة مازال جمالها يزين قصائده وما بقي له إلا أن يطمئن على بقاء لحظة ما في ذاكرتها.. لحظة لقاء جمعت بينهما على شاطئ بحر يشبهها فصاغ بيته الأخير ببراعة شاعر وذكاء عاشق ليربط أول القصيدة بآخرها ويفوز منها بالاعتراف بس أنا عندي سؤال ان كان ما فيها كلافة تذكرين البحر؟ قالت: والمسه بين الحنايا Twitter: @amalaltoaimi