قال وزير الإسكان الإسرائيلي الجديد أوري أرييل: إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجديدة ستواصل توسيع المستوطنات اليهودية بنفس الوتيرة التي كانت عليها الحكومة السابقة. وأوضح أرييل - وهو مستوطن يهودي وعضو في حزب البيت اليهودي المؤيد للمستوطنين خلال مقابلة مع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي - في الأراضي المحتلة «سيستمر البناء وفقا لما كانت عليه سياسة الحكومة حتى الآن». وقال: إن الحكومة ستبني في الضفة الغربية تقريبا مثلما فعلت سابقا، مشيرا إلى أنه لا يرى سببا لتغيير ذلك. استقبال بالاستيطان وأكد في تصريحاته التي تأتي قبل يومين من زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي حث إسرائيل على وقف الاستيطان في الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها إن إسرائيل خصصت الجزء الأكبر من خططها لعمليات بناء المساكن للمناطق الأقل سكانا داخل حدودها في صحراء النقب في الجنوب ومنطقة الجليل في الشمال، وأكد إن البناء في الضفة الغربية «ليس الهدف الرئيس» بالنسبة لخططه للإسكان، وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات غير شرعية وفقا للقانون الدولي، وجمدت محادثات السلام منذ عام 2010 نتيجة خلاف حول بناء المستوطنات. خطط نتنياهو وعجل نتنياهو بخطط الاستيطان من جديد بعد أن حصل الفلسطينيون على موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع التمثيل الفلسطيني في الأممالمتحدة، في تحرك عارضته إسرائيل بوصفه «خطوة منفردة تقوض جهود السلام»، وأعلنت إسرائيل في ديسمبر ويناير عن خطط لبناء أكثر من 11 ألف مسكن جديد في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، لتضاعف مرتين تقريبا عدد المساكن التي شيدت في ظل حكومة نتنياهو السابقة منذ مارس 2009، التي بلغت 6800 مسكن، وفقا لإحصاءات حركة السلام الآن. تعزيز ثقل المستوطنين ووفقا لمحللين، فإن الحكومة الجديدة في إسرائيل التيادت اليمين أمس الاثنين عززت ثقل المستوطنين اليهود بتخصيص عدد من الحقائب الرئيسية لمدافعين شرسين عن الاستيطان، فإضافة إلى وزير الإسكان أوري أرييل، يُعرف وزير الدفاع الجديد والجنرال السابق موشي يعالون بأنه من أكثر داعمي المستوطنين، ومن أشد المعارضين لأي تجميد للتوسع الاستيطاني، وواصلت الصحف الإسرائيلية انشغالها ببرنامج الحكومة الإسرائيلية , مرجحة أن تسفر عن حكومة يمين تمضي قدما في الاستيطان بالضفة الغربية. حكومة مؤمنة بالقوة ورأى ألوف بن، في هآرتس، أن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو حصل على حكومة مؤمنة بالقوة نحو الخارج، وقومية نحو الداخل ستعمل بجد كبير على توسيع الاستيطان في الضفة الغربية, مضيفا أن رئيس الوزراء أنعش نفسه من الضربة التي تلقاها في صناديق الاقتراع، ونجح في أن يستخرج أكبر قدر في التفاوض الائتلافي الذي أجراه مع يئير لابيد ونفتالي بينيت، وتابع الكاتب «أن الثعلب القديم علّم المبتدئين السياسيين درسا, فحينما انتهت الحيل الدعائية وترتبت المكعبات لمصلحة نتنياهو بقيت سياسة الخارجية والأمن في يد الليكود بيتنا ورُكل لابيد إلى وزارة المالية، وسيكون البيت اليهودي شريكا ثانويا»، ووفق الكاتب فقد تميّز التفاوض الائتلافي باشتغال مبالغ فيه بالسخافات مثل الأشياء التي تكرهها سارة نتنياهو -زوجة نتنياهو- وعدد من الوزراء أو إنتاج «صورة نصر» من غير الحريديين، ودُفعت شؤون جوهرية كسياسة الخارجية والأمن إلى خارج المباحثات ما عدا تحذير نتنياهو الأسبوعي من التهديد الإيراني والخطر السوري. خصم شريك وأضاف ألوف بن أن نتنياهو نجح «في جعل خصمه - شريكه لابيد قزما وفي عرضه على أنه سياسي فارغ باحث عن التكريم والشهرة، وفي نهاية الأسبوع الماضي استسلم لابيد لحملة ضغوط إعلامية وتولى المهمة المثقلة التي أراد التهرب منها. وفشل أيضا في تطهير الحكومة من حقائب وزارية لا معنى لها مثل «القدس وأماكن الشتات»، وخلص إلى أن لحكومة نتنياهو الثالثة هدفا واضحا هو توسيع المستوطنات وتحقيق حلم «مليون يهودي في يهودا والسامرة»، وبالتالي «منع بمرة واحدة وإلى الأبد إنشاء الدولة الفلسطينية»، مضيفا أن «مهمة نتنياهو المركزية ستكون الحصول على هدوء سياسي يُمكّن من توسيع المستوطنات بكلفة ضئيلة من التنديد الدولي، ويستمر في الحيلة الناجحة من الولاية السابقة وهي التهديد بالهجوم على إيران وسوريا الذي يجذب انتباه الأمريكيين»، وتحت عنوان «تحدي لابيد» استعرضت الصحيفة في افتتاحيتها التحديات التي ستواجه وزير المالية المقبل يئير لابيد (رئيس «هناك مستقبل») فهو «سيضطر إلى تقليص 20 مليار شيكل في السنة ونصف السنة القريبين، ويرفع الضرائب.. (وهي) مهمات ستتطلب منه الوقوف أمام موجات انتقادات عسيرة ستوجه إليه من كل صوب، سواء من المعارضة أم من الجمهور الغفير الذي سيتضرر من الإجراءات التشددية، بما في ذلك الطبقة الوسطى». أما صحيفة يديعوت فاعتبرت في افتتاحيتها أن نتنياهو أحرز «نصرا قياسيا مدهشا محا بضربة واحدة كل الهزائم السياسية التي مني بها في الأسابيع الأخيرة وهي الضربة التي تلقاها في الانتخابات، وفشل محاولة إبعاد بينيت ولابيد، والاستسلام على الرغم منه للحلف الذي عقده هذان الاثنان، وانتكاس الحلف مع الحريديين والانتفاضة التي تلوح نذرها في داخل كتلة الليكود». لا بوادر حسن نية من جانبه, قالت مصادر مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي المعين موشيه يعلون: إنه سيعارض تقديم بوادر حسن نية للفلسطينيين لإقناعهم باستئناف المفاوضات، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر أن يعلون يعارض تجميد البناء في المستوطنات أو نقل مناطق أخرى إلى السيطرة الأمنية الفلسطينية أو إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، وأشارت المصادر إلى أن يعلون يعتبر مثل هذه الخطوات بمثابة « ابتزاز من جانب السلطة الفلسطينية قبل استئناف المفاوضات». زيارة أوباما ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال زيارته إسرائيل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرتين، قبل لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبعده، وأن يبحث في اللقاء الثاني استئناف العملية السياسية والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وقالت صحيفة «معاريف» أمس : إنها اكتشفت أمر اللقاء الثاني بين أوباما ونتنياهو الذي لم يعلن عنه سابقا مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ولا البيت الأبيض الأمريكي، وأن الرئيس الأمريكي سيطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اللقاء الثاني على نتائج زيارته إلى رام الله ولقائه مع عباس، وسيعقد اللقاء الأول بين نتنياهو وأوباما فور وصول الأخير إلى إسرائيل، غدا الأربعاء، وسيستمر 5 ساعات، ويتوقع أن يتمحور حول البرنامج النووي الإيراني والأوضاع في سوريا، وتتخلله مأدبة عشاء ومؤتمر صحفي، ويتوجه أوباما الخميس إلى رام الله للقاء عباس، وسيسعى إلى معرفة موقف الرئيس الفلسطيني حيال احتمالات استئناف المفاوضات بين الجانبين. ووفقا للصحيفة، فإنه يتوقع أن يقول أوباما لعباس: إن إسرائيل ليست مستعدة في هذه المرحلة للاستجابة لمطالب السلطة الفلسطينية، وبينها تجميد الاستيطان وإطلاق 123 أسيرا من حركة فتح يقبعون في سجون إسرائيل منذ الفترة التي سبقت اتفاق أوسلو، ليتسنى بعد ذلك استئناف المفاوضات بين الجانبين، وسيلتقي أوباما مجددا - بعد عودته من رام الله - مع نتنياهو، وقبل خطابه في «مباني الأمة» في القدسالغربية، ليطلع الأخير على نتائج محادثاته مع عباس، وسيحاول التوصل إلى اتفاق معه حول ما يصفه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي «بإعادة تحريك العملية السياسية». وكانت صحيفة «هآرتس» نقلت عن أوباما قوله خلال لقاء مع شخصيات عربية - أمريكية : إن حكومة إسرائيل ليست جاهزة في هذه المرحلة لتنفيذ تنازلات، وسيلقي أوباما خطابا أمام نحو ألف طالب جامعي إسرائيلي في «مباني الأمة»، ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية فإنه سيسعى إلى التحدث مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي حول قضايا تتعلق بإيران وسوريا والسلام مع الفلسطينيين، ودعا عضو الكنيست نحمان شاي - من حزب العمل - الطلاب الجامعيين إلى مقاطعة خطاب أوباما بسبب تجاهله طلاب المركز الجامعي في مستوطنة «أريئيل» من خلال عدم دعوة ممثلين عنهم للاستماع إلى الخطاب.