استبق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حفلة اطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن الاسبوع المقبل، وأعلن ان موقف حكومته من استئناف الاستيطان «لم يتغير»، مكرراً مطالبه بالاعتراف ب «يهودية اسرائيل» وانهاء الصراع والتوصل الى ترتيبات امنية ملموسة في اي اتفاق سلام مستقبلي. وفيما توجه الرئيس حسني مبارك الى باريس للقاء الرئيس نيكولا ساركوزي قبل ان يتوجه الى واشنطن للمشاركة في اطلاق المفاوضات، استقبل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قبيل سفره الى واشنطن للغاية نفسها، وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وبحث معه في «الجهود الهادفة الى حل الصراع في سياق اقليمي يضمن تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة»، داعياً إياه الى «ضرورة التعامل مع المفاوضات بالجدية اللازمة لضمان معالجتها بأسرع وقت ممكن لجميع قضايا الوضع النهائي». ومن المقرر ان تنطلق المفاوضات المباشرة الخميس المقبل غداة حفلة عشاء في واشنطن يحضرها الرئيس باراك اوباما. ورجحت مصادر مصرية ألا يلقي كل من عباس ونتانياهو كلمة في حفلة العشاء، موضحة ل «الحياة» أن المفاوضات الفعلية ستنطلق في لقاء ثلاثي أميركي – إسرائيلي – فلسطيني، تحضره وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. على أن تبدأ جولات المفاوضات بشكل ثنائي في المنطقة. في غضون ذلك، تزداد الفجوة بين مواقف اليمين واليسار في اسرائيل اتساعاً، خصوصا إزاء الفلسطينيين، وهو ما عكسته التحركات والتصريحات امس. فمن جهة، دعا الزعيم الروحي لحزب «شاس» الاسرائيلي الحاخام عوفاديا يوسف الرب الى ان يبتلي الفلسطينيين ورئيسهم محمود عباس (ابو مازن) بوباء يقضي عليهم، قائلا في عظته ليل السبت - الاحد: «ليهلك اعداؤنا ومبغضونا ... ابو مازن وكل هؤلاء الاشرار ... لينزل الباري عز وجل الطاعون بهم، وبالفلسطينيين الاشرار اعداء اسرائيل». ورأى معلقون اسرائيليون ان هذه الشتائم مؤشر الى موقف «شاس» المعارض لأي وقف للبناء في المستوطنات او تقديم اي تنازلات في المفاوضات المباشرة. في المقابل، اتسعت رقعة المقاطعة الثقافية للاحتلال الاسرائيلي، واتخذت هذه المرة زخماً محلياً عندما وقع 53 فنانا وممثلا اسرائيليا عريضة اكدوا فيها رفضهم تقديم عروض في مستوطنة «آرييل» الأضخم في الضفة الغربية والتي يعيش فيها 18 ألف مستوطن، وتريد اسرائيل ضمها في اي تسوية سياسية. واثارت العريضة غضب اليمين الاسرائيلي، وعلى رأسه نتانياهو الذي قال في الاجتماع الاسبوعي لحكومته ان «اسرائيل ضحية حملة دولية لنزع الشرعية عنها، واي مقاطعة غير مقبولة، خصوصا داخل اسرائيل وعندما تأتي من اشخاص تموّلهم الدولة». وفي موضوع المفاوضات، قال نتانياهو ان موقف الحكومة من استئناف البناء في المستوطنات بعد انتهاء مهلة التجميد «لم يتغير». وقال: «ننوي التقدم بجدية وبشكل مسؤول بهدف التوصل الى اتفاق سلام... يقوم على ثلاثة مبادىء»، لكن «قبل كل شيء، يجب الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، وان ينص الاتفاق على نهاية النزاع». واعتبر ان مثل هذا الاعتراف سيتيح استبعاد «طلبات اضافية»، في اشارة الى مطالبة الفلسطينيين ب «حق العودة» للاجئي العام 1948. واضاف: «يجب التوصل الى تسويات امنية ملموسة على الارض تضمن ان لا يتكرر في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ما حدث في لبنان وفي غزة بعد الانسحابين الاسرائيليين»، في اشارة الى هجمات ضد اسرائيل انطلاقا من تلك الاراضي. واوضحت اوساط نتانياهو انه يحمل معه الى واشنطن موقفاً واضحاً برفض المطلب الفلسطيني بمواصلة تجميد الاستيطان، على اساس انه «يرفض مبدئياً اي شرط مسبق لاستئناف المفاوضات». في الوقت نفسه، افادت تقارير صحافية ان الحكومة ناقشت خطوات مختلفة لبناء الثقة مع الفلسطينيين عشية المفاوضات، مضيفة ان نتانياهو ربط منح هذه التسهيلات بحصول تقدم في المفاوضات.