ذكرت تقارير صحفية أن النمر العربي عاد للظهور المفاجئ في السعودية وتحديداً في قرية «ردهن» القريبة من جبل غفوه في رجال ألمع مسبباً حالة من الخوف والرعب في نفوس الأهالي. لا أدري عن أي نمر يتحدثون، ولكن بالنسبة للكثير منا فالنمور لم تختف لتظهر ثانية فصباحنا اليومي يبدأ مع نمور الشوارع بمجرد ركوب أحدنا سيارته، يشعر وكأنه ضمن قطيع من الغزلان مرعوبة من نمر هائج جائع يجري خلفهم مطابقاً لما نشاهده في «برامج البرية» مع فارق بسيط أن النمر والغزال خلقهما الله عز وجل «لاحق وملحوق» ويكيّفان حياتهما على هذا الأمر، ولكن لا أعرف تفسير نقل هذا الصراع الفطري إلى شوارع المدن! وحتى لا أبدو متحايلاً يدّعي مثالية تنافس مثالية نجوم برامج الإفتاء الفضائية فأعترف بأنني كنت نمراً أثناء فترة مراهقتي ولكن أقل إيذاءً ووحشية من النمور الحالية! الهيئة السعودية للحياة الفطرية نشطة في هذا المجال وتقوم بالإمساك بالنمور التي تشكل خطورة كبيرة على السكان والماشية على حد سواء، وطالما أن الإمساك بها أصبح الحل الوحيد للحفاظ على أرواحنا لا أدري لماذا لا نقوم بتطبيق هذا الحل مع نمور الأسهم والميزانيات! وأعود للنمور العربية التي يصعب مشاهدتها بسبب لون جلدها القريب من الرمال الصفراء وتقتات على الماشية المستأنسة التي لا تعرف في هذه الدنيا سوى الأكل والشرب ولا يهمها شيء آخر، ذكرني هذا التعريف بفترة تداول الأسهم السعودية قبل سنوات عندما دخل السوق بعض المستأنسين والمستأنسات رغبة منهم في ثراء سريع ولم يحسبوا أن هذا السوق لا يختلف كثيراً عن حياة البرية في شيء فمثلما تمتلئ الأخيرة بنمور عربية يصعب مشاهدتها يمتلئ السوق أيضاً بنمور عربية سعودية يصعب معرفتها بسبب اختبائها خلف أسماء أخرى لتكون واجهة لهم، وربما استفادوا من فكرة فيلم كرتوني يتنكر فيه ذئب بزي شاة ليقترب من «الماشية» لافتراس إحداها، وأكثر ما أخشاه مع الطفرة الاقتصادية الحالية عودة دخول هذه الماشية المستأنسة لهذه السوق! وهنا أيضاً نمور موسمية تنتظر فريستها وقت ظهورها والفريسة هنا الميزانية السنوية التي ما إن تظهر أرقامها الفلكية إلا ويسيل لعاب هذه النمور ولكنهم استفادوا من تجربة نمور الأسهم وأصبح لديهم أسلوب مختلف ومبتكر في الانقضاض على هذه الفريسة الشهية، فهم لا يكشّرون عن أنيابهم المرعبة ولا يجازفون بمواجهة مباشرة مع الفريسة حتى لا تكشف أمرهم وتهرب منهم، وبالتالي يعقد هؤلاء النمور اتفاقات مع حيوانات لا تثير رعباً شديداً ومباشراً للفريسة أمثال الثعلب والذئب والطير الجارح ليتقاسموا الفريسة ويتركوا عظام «الميزانية» لصغار الطيور! عودة ظهور النمور العربية لها من يتدبر حلولها فالهيئة السعودية للحياة الفطرية نشطة في هذا المجال وتقوم بالإمساك بالنمور التي تشكل خطورة كبيرة على السكان والماشية على حد سواء، وطالما أن الإمساك بها أصبح الحل الوحيد للحفاظ على أرواحنا لا أدري لماذا لا نقوم بتطبيق هذا الحل مع نمور الأسهم والميزانيات؟! تويتر: @nabeelalmojil