قال الرئيس السوري بشار الاسد في خطاب الاربعاء: إن سوريا تتعرض لمؤامرة "تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية"، وذلك في أول خطاب يلقية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 مارس. مواطنون سوريون في مقهى يشاهدون خطاب رئيسهم وقال الأسد في خطاب أمام مجلس الشعب -لم يعلن فيه الإعلان عن رفع حالة الطوارىء المعمول بها منذ عام 1963- إن "سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية". وأضاف: إن مدبري المؤامرة "خلطوا بين ثلاثة عناصر الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية"، معترفا بأن "معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلبَّ". وتابع "أعداؤنا يعملون كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سوريا". لكن الأسد شدد على أنه "لا نقول إن كل من خرج متآمر (...) المتآمرون قِلّة". وقال:"يعمل كل أعدائنا بشكل منظّم لضرب الاستقرار في سورية وتُزايد الدور السوري بمبادئه يقلق الأعداء "، مؤكدا أن سورية تعرضت لامتحان وفي كل مرة تزداد مِنعة. وأضاف :"ليس كل من خرج في المظاهرات متآمرا كي نكون واقعيين، ولكن حصل تغرير لهم من قبل بعض الأطراف التي تريد ضرب الاستقرار في سورية ". وأعرب عن أسفه للأحداث التي مرت بها سورية وضحايا هذه الأحداث ، مؤكدا أن التحولات التي تحدث في المنطقة ستترك تداعياتها وسورية ليست بمعزل عن هذه الأحداث، لكن مع ذلك حصل ما يعزز وجهة النظر السورية بشأن الحالة الشعبية العربية التي كانت مهمشة لعقود، الآن عادت إلى قلب الأحداث في منطقتنا. «ليس كلّ من خرج في المظاهرات متآمراً كي نكون واقعيين، ولكن حصل تغرير لهم من قبل بعض الأطراف التي تريد ضرب الاستقرار في سورية «.فتنة الفضائيات وأكد أن هذه التحولات تزيد الآمال في رأب الصدع العربي ، "ونعتقد أن التحولات ستؤدي إلى تغيير مسار القضية الفلسطينية من مسار التنازلات إلى التمسك بالحقوق ". وأكد الأسد في كلمته ، أن الفتنة في سورية بدأت قبل أسابيع بتحريض عبر الفضائيات ، ففي بعض الفضائيات أعلنوا عن تخريب أماكن قبل تخريبها بساعات. وقال :"عندما كشف الشعب السوري بوعيه الشعبي والوطني المؤامرة أصبحت الأمور سهلة، وكان الردّ من قبل المواطنين أكثر من الدولة، وعادت الوحدة الوطنية سريعا إلى سورية". هدف التفتيت واعتبر أن ما يحدث في سورية يأتي في أطار سلسلة من الخطوات ، تهدف الخطوة الأخيرة منها إلى تفتيت سورية حتى تزول آخر عقبة أمام إسرائيل. وأضاف :"بدأوا بالتحريض بالفضائيات والانترنت ، ثم موضوع التزوير ، تزوير المعلومات والصورة وكل شيء. وبعدها أخذوا محورا آخرا، وهو المحور الطائفي وتحريض الطوائف على بعضها البعض ، وليعزِّزوا ذلك ارسلوا ملثمين ليدفعوا الناس للخروج إلى الشارع تحسبا لهجوم الآخرين. ثم دخلوا بالسلاح وقتلوا الأشخاص". وأكد الرئيس السوري ،أن المحرِّضين على الفتنة "امتلكوا هيكلة واضحة وبدأوا بمحافظة درعا". وقال :"البعض يقول (درعا) لأنها حدودية. وأنا أقول: إذا كانت حدودية فهي في قلب كل سورية ،وإذا لم تكن في وسط سورية فهي في قلب سورية، والوفاء لكل السوريين ،وهذا تاريخها. وهي النسق الأول في مواجهة إسرائيل والدفاع عن الوطن". وأضاف: "وبالتالي لا تحمِّلوا أهل درعا ما حصل ولكنهم يحملون مسئولية في وأد الفتنة.. وسيقومون بتقويض القلّة القليلة التي تريد تخريب الوحدة الوطنية". وأشار الأسد إلى أن الدماء التي نزفت دماءٌ سورية، ويجب أن نبحث عن الأسباب والمسببين ونحاسبهم ، كما يجب أن نعمل بأقصى سرعة لرأب الصدع. واعتبر الأسد، أن جانبا ممّا يحدث اليوم مشابهٌ لأحداث عام 2005 وهي عبارة عن حرب افتراضية "لنشعر أن الأمور انتهت وأنه ليس أمامنا سوى الاستسلام". وقال :"أجهضناها عام 2005 بالوعي الشعبي، ولكن اليوم ولانتشار الأنترنت كان الوضع أصعب، ويجب أن نعزّز أكثر الوعي الشعبي الوطني لأنه الرصيد الذي يحمي سورية".