أكد الرئيس السوري بشار الأسد امس أن بلاده تتعرض لمؤامرة كبيرة امتدت خيوطها من دول قريبة ، ودول بعيدة ، ولها عناصر في الداخل. وقال بشار ، في كلمة أمام البرلمان السوري ،:"يعمل كل أعدائنا بشكل منظم لضرب الاستقرار في سورية وتزايد الدور السوري بمبادئه ، يقلق الأعداء "، مؤكدا أن سورية تعرضت لامتحان وفي كل مرة تزداد منعة. وأضاف : "ليس كل من خرج في المظاهرات متآمر كي نكون واقعيين ولكن حصل تغرير لهم من قبل بعض الأطراف التي تريد ضرب الاستقرار في سورية ". واعرب عن أسفه للأحداث التي مرت بها سورية وضحايا هذه الأحداث ، مؤكدا أن التحولات التي تحدث في المنطقة ستترك تداعياتها وسورية ليست بمعزل عن هذه الأحداث لكن مع ذلك حصل ما يعزز وجهة النظر السورية بشأن الحالة الشعبية العربية التي كانت مهمشة لعقود الآن عادت إلى قلب الأحداث في منطقتنا. وأكد أن هذه التحولات تزيد الآمال في رأب الصدع العربي ، "ونعتقد أن التحولات ستؤدي إلى تغيير مسار القضية الفلسطينية من مسار التنازلات إلى التمسك بالحقوق ". وكان الرئيس بشار قد قوبل ولدى وصوله إلى قاعة البرلمان السوري باستقبال حافل وعاصفة من التصفيق. واكد الاسد ان البقاء بدون اصلاح "مدمر" لكنه حذر من ان الضغط للتسرع فيه "سيكون على حساب النوعية". وفي كلمته الاولى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 آذار/مارس، قال الاسد ان "البقاء بدون اصلاح مدمر للبلد"، مؤكدا في الوقت نفسه "علينا ان نجنب اخضاع الاصلاح لظروف انية عابرة كي لا نحصد نتائج عكسية". ولم يعلن الرئيس السوري في كلمته الغاء العمل بقانون الطوارئ المعمول به منذ 1963 كما لم يعلن عن الاطار الزمني لحزمة الاجراءات التي اعلن عنها الخميس على لسان مستشارته الاعلامية بثينة شعبان وبينها الغاء قانون الطوارىء واعداد مشروع لقانون الاحزاب وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد. وقال الاسد ان "الاعلان عن اي جدول زمني هو موضوع تقني والضغط سيكون على حساب النوعية"، موضحا "نريد ان نسرع والا نتسرع". وأكد الأسد ، في كلمته ، أن الفتنة في سورية بدأت قبل أسابيع بتحريض عبر الفضائيات ، ففي بعض الفضائيات أعلنوا عن تخريب أماكن قبل تخريبها بساعات. وقال : "عندما كشف الشعب السوري بوعيه الشعبي والوطني المؤامرة أصبحت الأمور سهلة وكان الرد من قبل المواطنين أكثر من الدولة وعادت الوحدة الوطنية سريعا إلى سورية". واعتبر أن ما يحدث في سورية يأتي في اطار سلسلة من الخطوات ، تهدف الخطوة الأخيرة منها إلى تفتيت سورية حتى تزول آخر عقبة أمام إسرائيل. وأضاف "بدأوا بالتحريض بالفضائيات والانترنت ، ثم موضوع التزوير ، تزوير المعلومات والصورة وكل شيء. وبعدها أخذوا محورا آخر وهو المحور الطائفي وتحريض الطوائف على بعضها البعض ، وليعززوا ذلك ارسلوا ملثمين ليدفعوا الناس للخروج إلى الشارع تحسبا لهجوم الآخرين. ثم دخلوا بالسلاح وقتلوا الأشخاص". وأكد الرئيس السوري أن المحرضين على الفتنة "امتلكوا هيكلة واضحة وبدأوا بمحافظة درعا". وقال "البعض يقول (درعا) لأنها حدودية. وأنا أقول إذا كانت حدودية فهي في قلب كل سورية وإذا لم تكن في وسط سورية فهي في قلب سورية والوفاء لكل السوريين وهذا تاريخها. وهي النسق الأول في مواجهة إسرائيل والدفاع عن الوطن". وأضاف "وبالتالي لا تحملون أهل درعا ما حصل ولكنهم يحملون مسؤولية في وأد الفتنة.. وسيقومون بتقويض القلة القليلة التي تريد تخريب الوحدة الوطنية". وأشار الأسد إلى أن الدماء التي نزفت دماء سورية ويجب أن نبحث عن الأسباب والمسببين ونحاسبهم ، كما يجب أن نعمل بأقصى سرعة لرأب الصدع. واعتبر الأسد أن جانبا مما يحدث اليوم مشابه لأحداث عام 2005 وهي عبارة عن حرب افتراضية "لنشعر أن الأمور انتهت وانه ليس أمامنا سوى الاستسلام". وقال "أجهضناها عام 2005 بالوعي الشعبي ولكن اليوم ولانتشار الانترنت كان الوضع أصعب ويجب أن نعزز أكثر الوعي الشعبي الوطني لانه الرصيد الذي يحمي سورية".