وجه الرئيس السوري بشار الأسد أصابع الاتهام إلى من وصفهم ب«الأعداء» باستهداف سورية، واعتبرهم أذكياء في اختيار الأساليب، مقابل غبائهم في اختيار الوطن والشعب. وجزم أن وأد الفتنة واجب، ولا مكان لمن يقف في الوسط. وأفصح الأسد في جلسة أمام البرلمان في أول تصريحات علنية أمس منذ اندلاع الاحتجاجات جنوبي سورية وامتدادها إلى وسط البلاد والمناطق الساحلية، عن أن بلاده تتعرض لمؤامرة تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية. واسترسل أنه لا يمكن القول بأن كل من خرج للشوارع يعد متآمرا، فالمتآمرون قلة، لافتا إلى أن الشعب السوري مسالم، ولكن إذا فرضت عليه المعركة اليوم فأهلا وسهلا بها. واستطرد قائلا إن مدبري المؤامرة خلطوا بين ثلاثة عناصر الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية، معترفا بأن معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب، مشيرا إلى أن البقاء بدون إصلاح مدمر، بيد أنه حذر من أن الضغط للتسرع فيه سيكون على حساب النوعية. وتابع «أعداؤنا يعملون كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سورية». وبشأن السياسة الداخلية، أوضح الأسد أن «البوصلة بالنسبة لنا هو المواطن»، مؤكدا أن بلاده تعيش حالة وحدة وطنية غير مسبوقة، معتبرا أنه تم التغرير ببعض الأشخاص الذين خرجوا في المظاهرات الأخيرة. وأشاد الرئيس السوري ببلدة درعا في جنوب سورية، والتي كانت على مدى الأسبوعين الماضيين مسرحا لاحتجاجات أدت إلى سقوط أكثر من 60 قتيلا، قائلا إن أهل درعا هم أهل الوطنية السابقة والعروبة الأصيلة والشهامة وهم سيعملون على تطويق القلة القليلة التي أرادت الفوضى وتخريب الوحدة الوطنية. واختتم الرئيس السوري كلمته دون الإعلان عن رفع حالة الطوارئ المعمول بها منذ عام 1963. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أفادت أن الرئيس السوري «سيلقي خطابا مهما موجها إلى الشعب السوري يتناول فيه القضايا الداخلية والأحداث الأخيرة في البلاد». وأتت كلمة الأسد غداة موافقته على استقالة الحكومة السورية برئاسة محمد ناجي عطري وتكليفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة، والتي سيكون من مهامها البدء في تنفيذ برنامج الإصلاحات. ومن الإجراءات التي أعلن عنها على لسان مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، دراسة إلغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ عام 1963، إعداد مشروع لقانون الأحزاب، زيادة رواتب الموظفين في القطاع العام، وتبني إجراءات لمكافحة الفساد. كما تأتي الكلمة غداة مسيرات شهدتها دمشق وعدد من المدن السورية تأييدا للأسد، وللتأكيد على الوحدة الوطنية وفشل «المشروع الطائفي» الذي تتعرض له بلادهم.