نتفق جميعنا أن الفضاء التلفزيوني فضاء واسع يحتمل ما لا يحتمله فضاء . وساحات ترامت أطرافها انطلقت وتنطلق من خلالها الأفكار ، والمشارب ، والعقائد لتآزر في نهاية المطاف إلى شاشات صغيرة بين متناول أيدي العامة والخاصة صغيرهم وكبيرهم دون عناء أو كلفة تُذكر إلا عناء وكلفة الضغط على الريموت كنترول . ومما بات معروفا أيضا أن هذا الفضاء التلفزيوني أصبح سهل الثمن لمن يطلب له فيه مكانا يبث من خلاله عقيدته الفاسدة و فكره المشبوه . أو ينشر منه انحرافاته ، وأخلاقياته اللا خلّاقه .. وبمرارة يُقال : إن هذه الشريحة وللأسف انتشرت انتشار النار في الهشيم .. والمؤسف أكثر انتماءاتها العربية ، وهويتها الإسلامية . إن الفضاء التلفزيوني عندما بدأ ببث موجاته نحو كوكبنا لم تكن موجاته تلك آنذاك غير سموم ، وأدواء تبثها قنوات منحلة هنا ، أو مؤدلجة هناك. ولم يكن وقتها للأفكار الهادفة قنوات تتموقع في تلك الفضاءات لتزاحم بخيرها الشر. وتكافح بدوائها الداء. ولعل في هذا الصدد أذكر ، وأتذكر وقت البداية أن قوما استعجبوا من غياب تلك الشريحة الهادفة من خوض غمار البث الفضائي إلا انني استيقنت وقتها كما استيقن الكثيرون أن من باحة الفأل ينطلق المأمول ، ويصبح المأمول واقعا كما أراد له متفائلوه . وفي الأسبوع الماضي تلقيت اتصالا كريما من لدن سعادة الشيخ / حمد الغماس رجل المبادرات الخيّرة ، والأهداف السامية ، ورجل الأعمال المعروف لمن لم يعرفه يطلب مني المشاركة في حضور الملتقى الثالث للقنوات الفضائية الهادفة والذي ستنعقد ورشه ، وندواته في اسطنبول التركية فلبيّت شاكرا ، ورأيت عجبا ، وعلمت أن أصحاب الأهداف يقولون فيفعلون . ويعملون فيبدعون . لأنهم يبذلون النفس ، والنفيس . والغالي ، والثمين من أجل نجاح أفكارهم وأهدافهم. والحالة هذه تنطبق على أولي الأهداف السامية ، والأفكار الخلّاقة كحال أولئك السامين ممن حضر وشارك في ذلك الملتقى ، أو سابقيه . لقد تحولق العشرات من ملّاك القنوات الفضائية الهادفة في هذا الملتقى ، ومعهم العشرات من الإداريين ، والفاعلين في تلك القنوات ليتحدوا وقد اتحدوا. وليعتصموا بحبل التطوير لمؤسساتهم وقد فعلوا. لقد تعانقت في ذلك الملتقى أفكار رواده ، ومرتاديه. وتصافحت قلوبهم. واحتضن كل فرد منهم نجاح أخيه . وانشغلوا جميعا في حل عقبات مؤسساتهم الهادفة مع بعضهم . واتفقوا ، وتعاهدوا أن لا يبقوا إلا يدا واحدة ، وعلى قلب رجل واحد في المنشط والمكره لأن الأمر وببساطة أمر سامٍ يهم عقيدة ، وأخلاق ، وعادات أفراد مجتمعنا قاطبة . ويؤيده الناس كلهم سوى من شذ عن المثل ، والقيم ، والأخلاق وهم بحمد الله قلّة قليلة . هذه لمحة عابرة عن ذلك الملتقى الهادف استعرت قلم الصحفي وأنا أكتبها لكم لأنقل الخبر لكم بعين الصحفي ؛ وأعدكم في المقال الآتي إن شاء الله أن نتشارك سويا في قراءة ما بين سطور التوصيات الختامية لذلك الملتقى الهادف .. دمتم بخير . [email protected]