في ظل تطور فضاء الإعلام المرئي وتعدد القنوات التلفزيونية وظهور سلسلة من الأقمار الصناعية التجارية للاتصالات والبث والتي يحتوي نطاقها على العديد من القنوات والتي تبث الكثير من الغث والسمين أخلاقياً واجتماعياً وثقافياً وصحياً غابت معها أصول وقواعد العمل الإعلامي حيث كان من المفترض من ملاك هذه القنوات لعب دور مهم نحو توجيه رسائل إعلامية هادفة ، وأن تقوم بدورها الوظيفي في التوجيه والتثقيف وتنمية العلاقات الإنسانية وزيادة التماسك الاجتماعي إلا أنها أبت ذلك واتجهت إلى قنوات السحر والشعوذة والقنوات المذهبية والطائفية والقبلية. كما أن الفوضى الإعلامية وغياب الضمير الحي لدى ملاك الأقمار الصناعية التجارية أتاحا لكل شخص يتقدم لهم بطلب لإطلاق قناة تجارية، ويدفع الرسوم المالية، أن يصبح لديه قناة فضائية. هذه الفوضى يجب الوقوف لها بحزم بحيث لايسمح لأي قناة بالبث إلا من خلال حصولها على ترخيص رسمي من وزارة الإعلام في الدولة التي تتبع لها لكي نستطيع بعد ذلك السيطرة على الفضاء المرئي الذي بدأت معه بعض الأبواق تنشر أفكارها المسمومة من خلالها، فوسائل الإعلام المرئية التي يتابعها المجتمع تؤثر (حتماً) في الطريقة التي يفكر ويعمل وفقاً لها وبالتالي تأثيرها في السلوك الاجتماعي فحارس البوابة الذي غاب عن الكثير من القنوات التلفزيونية بات مطلباً ملحاً للتمسك بجدوى وجوده لكن هذه المرة ليس من ملاك الأقمار الصناعية التجارية ولا من أصحاب القنوات الفضائية ولكن من وزارات الإعلام في الدول العربية خاصة وأن الكثير من الأسر لم تعد تأمن ترك الأطفال وحدهم يشاهدون التلفاز وسط مجموعة كبيرة من القنوات الفضائية التي تخلت عن أهم القيم والمبادئ لأي عمل إعلامي وكذلك لنجاح تجربة وزارة الثقافة والإعلام في السعودية في القضاء على هذه الفوضى الإعلامية بحيث لايمكن لأي قناة فضائية من البث الفضائي إلا من خلال حصولها على ترخيص وهي بذلك تقدم مثالاً رائعاً يحتذى به نحو تنظيم العمل الإعلامي المرئي. * إعلامي