أكد الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة في تصريح بمناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013م أن المدينةالمنورة تحتل مكانة جليلة ومنزلة رفيعة بين حواضر العالم وتحظى بهذه القدسية والخصوصية في قلوب المسلمين جميعًا لتصبح زيارة المسجد النبوي الشريف ومجاورة المدينةالمنورة وشرف السكن بها قرة عين لكل مسلم في أرجاء الأرض. وقال سموه إن طيبة الطيبة هي دار الهجرة ومهبط الوحي ومأرز الإيمان ومدارج النبوة ومثوى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فيها مسجده الشريف ثاني المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال والصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه، ومن قصده للتعليم أو للتعلم كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومسجد قباء، حيث الصلاة فيه تعدل عمرة وبقيع الصحابة والشهداء كما أنها تزخر بالمعالم التاريخية والمعاني الإيمانية، وفي هذه البقعة المباركة قامت أول دولة إسلامية ومنها انطلقت الدعوة إلى الإسلام الحنيف وسارت جيوش المسلمين لفتح الأمصار، كما أنها شهدت أهم وقائع السيرة النبوية العطرة. وعدّ سموه فضائل طيبة الطيبة الجمّة من أهمها أنها حرم آمن كما في الحديث الشريف ((ما بين لابتيها - حرتيها - حرم)) ودعوة الرسول «صلى الله عليه وسلم» لأهلها بالبركة في مكيالهم وشفاعته يوم القيامة لمن صبر على لأوائها وأن الملائكة تصطف على نقابها لذود الطاعون والدجال عن دخولها، فهنيئًا لك طيبة الأرض والأهل ومجاورة المصطفى «صلى الله عليه وسلم والآل»، والصحب الكرام «رضي الله عنهم». وقال: «اليوم ونحن نحتفل باختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام يجتمع أمام ناظرينا عبق الماضي للمسيرة الإسلامية الراشدة المظفرة مع ألق الحاضر بما توافر لهذه المدينة العظيمة في نطاق المسجد النبوي الشريف كما في نطاق منابر العلم والدعوة والثقافة والحضارة بما يجعلها جديرة باستثمار هذه المناسبة على النحو الأمثل، بل لعلي لا أعدو الحقيقة حين أقول إن هذه المقوّمات والمعطيات تؤهّل المدينةالمنورة وأختها الكبرى مكةالمكرمة لتكونا عاصمة أبدية للثقافة الإسلامية تنطلق منهما رسالة الإسلام الحق وهدايات الإيمان والحضارة وتضيء منهما مشاعل الهداية والخير والإحسان ومنهج الوسطية والاعتدال والأمن والسلام العالمي، وتنبثق منهما رايات الرحمة للعالمين والتسامح والإصلاح والحوار بين بني البشر أجمعين في زمن كثرت فيه الفتن والتحديات وعصفت فيه زوابع المحَن والمتغيّرات وبحث العالم عن صمامات الأمن والأمان وأطواق النجاة والسلام ولن يجدها إلا في ظل الإسلام ومرابعه العظام وإن الأنظار لتتجه صوب المدينةالمنورة لتحيي هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة التي تستحضر البُعد الإسلامي والحضاري والإنساني والعالمي على مدى أربعة عشر قرنًا من الزمان وأنها تمثل الحدث الأكبر في مدينة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» لهذا العام، وتمتلك من المقوّمات الحضارية ما يؤهّلها دومًا بفضل الله ثم بفضل جهود القيادة الرشيدة لهذه الرسالة العظيمة». وفي ختام تصريحه سأل سموه الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز «حفظهما الله» على جهودهما الكبيرة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والعُمّار والزوار وأدام الله على بلادنا الحبيبة نعمة الإسلام والإيمان والأمن والأمان في ظل القيادة الرشيدة «أدام الله عزها».