دعوني أقُل وبكل شفافية: ألا يمكننا التقاط العديد من الأخطاء الفادحة التي لم نعالجها، بل من الواضح أننا لن نسعى لمعالجتها رغم أنها واضحة وضوح الشمس، ثم ألا يتوجّب علينا أخذ العظة والعبرة والمبادرة بإصلاح بعض الأخطاء الفادحة في البيئات المحيطة بمدارسنا؟!!. مشهد مفجع بالفعل ما شاهدناه مطلع الأسبوع المنصرم، حين فقدنا طالبَين بريئين دهستهما شاحنة، فتناثرت كتبهما، كما تناثرت اشلاؤهما أمام إحدى المدارس بالمنطقة الشرقية، وأمام أعين زملائهما، رحمهما الله رحمة واسعة، ولكن قبل أن يصبّ الجميع غضبه على سائق الشاحنة - المدان دونما شك - ويتناسون أسبابًا أخرى، لها من المسؤولية بقدر ما يتحمّله سائق الشاحنة!، دعوني أقُل وبكل شفافية: ألا يمكننا التقاط العديد من الأخطاء الفادحة التي لم نعالجها، بل من الواضح أننا لن نسعى لمعالجتها رغم أنها واضحة وضوح الشمس، ثم ألا يتوجّب علينا أخذ العظة والعبرة والمبادرة بإصلاح بعض الأخطاء الفادحة في البيئات المحيطة بمدارسنا؟!!. إنني أشفق على المعلم الواقف في شمس الظهيرة أو في الصباح الباكر ليعمل رجل مرور أمام مدرسته، وهو مظهر عجيب غريب لا تراه إلا في شوارعنا، وإني لأتساءل وبدهشة متناهية: هل عجزنا عن توفير رجال أمن في المدارس الحكومية من ضمن مهامهم تنظيم الحركة المرورية حول المدارس؟أما أبرز تلك الأخطاء.. فالاختيار العشوائي لمواقع المدارس، وهو عشوائي لأنه لا يراعي التخطيط الآمن للبيئة المحيطة بالمدرسة، والتي ينبغي لها أن توفر حركة مرورية آمنة، وتحقق السلامة لحياة الطلاب ومعلميهم، فبعض المدارس تقع مباشرة على طرقاتٍ رئيسية وسريعة وخطيرة أيضًا، بينما حرص كثير من الدول على أن تنتقي للمرافق التعليمية - بوجهٍ خاص - المواقع الملائمة، وتعمل على تخطيط ماحولها تخطيطًا سليمًا. وكي أكون واقعيًا ومتماشيًا في رأيي مع الوضع القائم، سأغضّ الطرف عن مواقع المدارس التي قد لا يكون حلها ممكنًا الآن، ولكن لا يمكننا أبدًا أن نغض الطرف عن الأخطاء الفادحة التي ترتكبها مدارسنا حين تكلف معلميها بإدارة حركة المرور أثناء انصراف أو قدوم الطلبة من وإلى مدارسهم، فما علاقة المعلم بهذا الأمر؟، فإنني أشفق على المعلم الواقف في شمس الظهيرة أو في الصباح الباكر ليعمل رجل مرور أمام مدرسته، وهو مظهر عجيب غريب لا تراه إلا في شوارعنا، وإني لأتساءل وبدهشة متناهية: هل عجزنا عن توفير رجال أمن في المدارس الحكومية من ضمن مهامهم تنظيم الحركة المرورية حول المدارس؟، وهو نظام معمول به في الكثير من الدول، حيث تكون المدرسة مسؤولة عن رعاية طلابها عبر رجال أمن مدرّبين على تنظيم الحركة حولها، ومكلفين بحفظ سلامة طلابها. إذن فإن شحّ رجال الأمن في مدارسنا لا مبرر له إطلاقًا، وتجاهلنا لأمر مهم كهذا هو من أبرز مسببات هذا الحادث الشنيع، بل إنه سهل لهذا السائق المتهوّر هذا التصرف اللا مسؤول، كونه لم يراعِ حُرمة المدرسة، أو سلامة تلاميذها، فاندفع بشاحنته بسرعة وتهوّر ليقطف أعمار هذين القمرين، اللذين حاولا باجتهادات طفولية قطع الطريق، فلم يفلحا، وكان لابد من الاجتهاد من قِبلهما لأن البيئة المرورية المحيطة بمدرستهما لم توفر ما يضمن سلامتهما. أختم مؤكدًا على أن هذه الحادثة الأليمة ينبغي لها أن توجِد حلولًا ناجعة وسريعة، أقلها سعي وزارة التربية والتعليم لتوفير العدد الكافي من رجال الأمن في كل مدرسة، لتكون أولى مهامهم ضبط الحركة المرورية حول مدارسنا، علمًا بأنني أتحدث عن أمر مفروغ منه وبدهي، بيد أنني أؤكد على ضرورة توفير العدد الكافي من هؤلاء الموظفين وتدريبهم تدريبًا يليق للقيام بمثل هذه المهمة، على أقل تقدير كي نترك للمعلم (المنهك) فرصة للقيام بدوره التعليمي، وهذا حسبه. [email protected]