باتت «الجوهرة» الملاذ الآمن للشاحنات، الأمر الذي فوت الفرصة على أهالي الحي (الواقع في المعارض جنوبي جدة) الاستمتاع بهدوء حيهم، في وقت أصبح الضجيج واهتزازات الأبنية هي القاسم المشترك لمن سكن في تلك المنطقة. وأمام شاحنات تمتد أطوال أقصرها إلى أكثر من ثمانية أمتار، تحولت الحركة المرورية في الشوارع المحيطة بالحي أشبه بخلية نحل يستحيل معها العبور السهل سواء في أوقات الذروة مع الذهاب للمدارس والدوام الحكومي أو العودة، في وقت استباح السائقون الأحواش المجاورة لتخزين قطع الغيار والإطارات بالإضافة إلى العديد من الورش التي تقتات على أعطال تلك المركبات. وفيما تحول الحي إلى أشبه بمدينة صناعية أخرى استغرب الأهالي كيفية عدم التدخل من الجهات المختصة لتوفير أبسط الأجواء المناسبة في الأحياء. وأكد المتحدث الإعلامي لمرور محافظة جدة المقدم زيد الحمزي أن تواجد الشاحنات داخل الأحياء مخالفة مرورية واضحة، وفي حال التكرار يتم حجز الشاحنات، معتبرا أن دوريات المرور والفرق السرية تتابع حركة الشاحنات، لمنع عبورها في أوقات الذروة المحددة. لكن الأهالي اعتبروا زيادة تواجد الشاحنات في الحي يؤكد أن المتابعة غير دقيقة أو هناك نقص في عدد المراقبين من رجال المرور، مشيرين إلى أن الشاحنات يمكن أن يلحظها القاص والداني، وتساءل حسين عبده عسيري عن الإجراء الذي يجب أن يتخذ في هذا الأمر بقوله: «لا نلاحظ أي تواجد مروري في الشوارع، فكيف تتم الرقابة وتحرير المخالفات على الشاحنات المخالفة». ويعتقد أحمد فايع عسيري أن الإزعاج لم يتوقف عند حد العابرين بل امتد إلى القاطنين داخل منازلهم، فالأتربة والغبار المتطاير من عبور الشاحنات على الأراضي الترابية شكلت سحابة تكتم الأنفاس. واعتبر عبداللطيف الحارثي الأحواش المجاورة قنابل موقوتة، فهي ليست مستودعات آمنة لتخزين الإطارات، وفي حالة أي حريق (لا سمح الله) فمن المؤكد أن الكارثة أكبر، ما لم تتدخل الجهات المختصة لحسم الأمر مبكرا.