حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



null

كشفت ل «عكاظ» القيادات الأمنية في منطقة المدينة المنورة عن ملامح الخطط التنفيذية والتشغيلية في الحج، وأبرزت في ملتقى نظمته «عكاظ» المعوقات التي تعترض تنفيذ الخطط كل عام، وفيما ثمنت فاعلية دور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس لجنة الحج في المدينة في استحداث برنامج إدارة الشراكة في أعمال الحج «بنيان»، أوصت بضرورة إعداد استراتيجيات واضحة لمسار التنمية في المنطقة، وفق دراسات تشارك فيها الجهات الأمنية .. فإلى تفاصيل الملتقى:
• «عكاظ»: أقر اجتماع اللجنة الأمنية في منطقة المدينة المنورة أخيراً اعتماد الخطة الأمنية لموسم الحج الجاري .. ما أبرز الملامح التي تميزت بها الخطة عن خطط الأعوام الماضية؟
يجيب مدير عام الدفاع المدني في منطقة المدينة المنورة اللواء صالح المهوس: الخطة التشغيلية في الأجهزة الأمنية متكررة في عمومها، ونتيجة الممارسة وإتقان العمل أصبحت نقاط الضعف مكشوفة مقابل نقاط القوة، واختلاف الخطط يقترن حتما بالظروف المحيطة بالمنطقة، فالفصول المناخية مثلا تفرض تغييرات عديدة على الخطة، فمثلا نأخذ بالحسبان في خطة الحج هذا العام الأمطار والسيول وتبعاتها لأننا في موسم أمطار، بينما لو صادف الحج فصل الصيف لتمحورت الفرضيات حول ضربات الشمس، الأمراض التي تجد من الحرارة مناخا خصبا لانتقال العدوى، والوفيات.
ويتداخل مساعد مدير شرطة منطقة المدينة المنورة للشؤون الإدارية العميد سعود الأحمدي: بدأ العمل في تنفيذ الخطة الأمنية منذ العاشر من ذي القعدة، ويستمر حتى العاشر من محرم المقبل، إذ تم إعداد وتأهيل أكثر من ثمانية آلاف رجل أمن لتنفيذها بدقة، ليس في حدود الجوانب الأمنية فقط بل تتعداه إلى المرورية والإنسانية، وجاء من أبرز ملامحها هذا العام تكثيف الانتشار الأمني والمروري في المنطقة المركزية وأماكن وجود الحجاج، متابعة سير قضايا الموقوفين من الحجاج في حال وجودها وإعطاؤها الأولوية، التواجد الميداني لتقديم الخدمات الأمنية والمساعدات، كإيصال وإرشاد التائهين وكبار السن والمرضى، بالإضافة لاستحداث ثمانية مراكز ونقاط أمنية مؤقتة، تتوزع في مدينة حجاج البر، مدينة حجاج البحر، نقطة تحويل طريق القصيم القديم، طريق القصيم السريع، طريق الهجرة، طريق ينبع، نقطة أمن الشهداء، هذا بجانب دعم الجهات المعنية ذات العلاقة بالحج لتنفيذ خططها، والمشاركة مع اللجان المعنية بأعمال الحج.
ويأخذ الحديث مدير عام المرور في منطقة المدينة المنورة العميد سراج آل كمال: المرور جزء من الخطة الأمنية الشاملة، ولا شك أن نجاح الخطة الأمنية يعتمد بشكل كبير على نجاح الخطة المرورية، ونسلط الضوء على الدروس المستفادة من أخطاء الأعوام الماضية في إعداد الخطط الآنية، ونحاول توظيفها في تعزيز الاحترافية في الإعداد والتنفيذ من الواقع والطبيعة، وهناك معوقات كثيرة تعترضنا في تنفيذ هذه الخطط، ونحاول جاهدين تجاوزها ومعالجتها بشكل جذري.
بدوره، يبرز مدير العمليات في القوة الخاصة لأمن الطرق في منطقة المدينة المنورة العقيد حسين المسيحلي دور أمن الطرق قائلا: تعد القوة الخاصة لأمن الطرق كل موسم حج خطة مرورية أمنية، بمفهوم الأمن الشامل على الطرق، كمباشرة الحوادث، تقديم المساعدات الإنسانية، ضبط الحالات الجنائية. ونحن في كل عام نتابع السلبيات والإشكالات في الخطط المعدة، ونحاول تفاديها في خطط جديدة، حيث يجري حصر أسباب الحوادث والأعطال الفنية في الحافلات والنقاط المتعلقة بالسائقين وسلوكهم، ويبدأ تطبيق خطة الحج قبل بداية الموسم بأسبوعين لضمان تهيئة العاملين في الميدان بطبيعة العمل نفسياً وجسدياً، مع العلم أنه يتم إسناد قوة المدينة بقوات وآليات من مناطق أخرى تعمل في موسم الحج فقط. والمدينة المنورة أصبحت ملتقى للطرق من الشمال والجنوب والشرق والغرب، لذا فهي تشهد كثافة مرورية طيلة العام، وخاصة طريق مكة المكرمة أو الهجرة، نظرا لمكانتها المقدسة، وكونها هدفا للزائرين والمعتمرين والحجاج، وفي موسم الحج تتضاعف الحركة المرورية خاصة حجاج البر القادمين من الشمال، من الأردن، سوريا، تركيا، ودول شرق أوروبا، ونحن القوة المسؤولة عن مراقبة ومتابعة هؤلاء الحجاج من المنافذ الحدودية حتى خروجهم إلى مكة، بمساندة الجهات الأمنية الأخرى. والقوة الخاصة لأمن الطرق منوطة بالإشراف على ست طرق، هي الهجرة، القصيم الجديد، القصيم القديم، تبوك، ينبع، العلا. ولضمان الوجود الأمني والمروري في الطرق تم توزيع 16 مركزا في هذه الطرق، بواقع ثلاثة مراكز تقريبا في كل طريق، وتنطلق من كل مركز دوريتين، وتغطي كل دورية 40 كم، وتم هذا العام وضع نقاط تفتيش مفاجئة في أوقات مختلفة، بالإضافة لنقاط تهدئة في فترات الذروة وزيادة الحركة المرورية، بواقع نقطة واحدة كل 50 كم، بهدف التنبيه على السائقين وتحقيق الانسيابية في الحركة، وكذلك متابعة العوامل الجوية ومؤثراتها على الطرق، ونزود يوميا بتقارير من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، نحيط بها العاملين في الميدان، في حالة وجود أية عوائق كالرياح والأمطار أو انعدام الرؤية، ويتم إبلاغ السائقين من بداية الطريق، وفي حالة حصول كوارث فيتم التنسيق مع الجهات الأمنية والخدمية في شق طرق بديلة، وإبلاغ النقابة العامة للسيارات لإلغاء جدولة الرحلات وعدم ترحيل الحافلات، وتوفير الحماية الأمنية للمراكز الصحية الموسمية والهلال الأحمر ومواقع الإسناد الخاصة بنقابة السيارات.
ويعطي المقدم قائد مدينة تدريب الأمن العام في المدينة المنورة عبدالرحمن المشحن ملمحا عن خطة مدينة التدريب قائلا: مدينة تدريب الأمن العام جهة أمنية تعمل ضمن المنظومة الخاصة في خدمة زائري المسجد النبوي الشريف، من خلال دعم القطاعات الأمنية بالأعداد الكافية من ضباط وأفراد وطلبة مدينة التدريب، يتم ذلك بعد الاستعداد المبكر لهذه المهمة وفق برامج إعدادية تتناسب مع المهمات، وقبل تقديم الدعم لهذه القطاعات يتم عقد دورات تدريبية وبرامج في مدينة تدريب الأمن العام بالتعاون مع الجامعات مثل جامعة طيبة، من ضمنها برنامج تعظيم المشاعر المقدسة، التعامل مع السائح، الإسعافات الأولية، محاضرات تلقيها القيادات الأمنية لتوضيح طبيعة العمل الميداني والطريقة المثلى للتعامل مع زائري المسجد النبوي، زيارة المواقع التي تساعد رجل الأمن على اكتساب الخبرة، عقد دورات عديدة تخصصية لجميع تخصصات رجال الأمن، من ضباط وصف ضباط وأفراد، بهدف رفع كفاءتهم، بالإضافة لبرامج التوعية الدينية بفضل خدمة زائري الحرم، ولا شك أن المشاركة في أعمال الحج بحد ذاتها تعد تأهيلا مسبقا لهم في تولي مسؤولياتهم الأمنية مستقبلا، بالإضافة لدوراتهم واكتسابهم الخبرة والمعرفة واحتكاكهم بمن سبقهم من رجال الأمن العاملين في الميدان.
«عكاظ»: وما آلية توزيعهم على هذه القطاعات؟
يجيب المقدم عبدالرحمن المشحن: مدينة تدريب الأمن العام في المدينة تدعم الجهات الأمنية العاملة في الحج بما لا يقل عن 1400 رجل أمن، يتم توزيعهم حسب الأعداد المخصصة للقطاعات الأمنية وفق توزيع خاص من قبل مديرية الشرطة بإشراف مباشر من مدير الشرطة اللواء عوض بن سعيد السرحاني، ومن هذه القطاعات الشرطة، المرور، المهمات والواجبات الخاصة، الضبط الإداري، البحث الجنائي. وبعد انتهاء موسم الحج الأول وهو ما قبل الحج يتم نقل طلاب مدينة تدريب المدينة إلى مكة للمشاركة في تنظيم المشاة، وأصبحت هذه المهمات من اختصاص شؤون التدريب بشكل واسع، كونها تملك خبرات متراكمة في حركة المشاة وانتقالهم في المشاعر المقدسة، وإدارة الحشود في الحرم المكي، وذلك بقوى بشرية تبلغ تسعة آلاف من جميع مدن التدريب في المملكة.
• «عكاظ»: دائما ما تتردد عبارة «الاستفادة من أخطاء الأعوام الماضية» عند الحديث عن الخطط التشغيلية والتنفيذية، فإلى متى تظل هذه العبارة لازمة؟
يقول اللواء صالح المهوس: أصارحك القول إن هناك مخاوف تفرضها عليك الظروف التي نعيش فيها، وهي أبلغ من كونها عائقا، لطالما أخلصنا في استشعار الحدث وأهميته وفي أداء الأمانة بالوجه الأكمل والمسؤولية التي أوكلت إلينا، فالمخاوف التي تواجهنا في هذا الموسم كثيرة جدا، من أبرزها الكوارث الطبيعية، الأمطار الغزيرة الخارجة عن المألوف التي قد تتسبب في فيضانات واحتجاز البشر وغرقهم، الزحام، انهيار المباني، والتدافع والدهس كما حصل في مشعر منى قبل سنوات.
• «عكاظ»: هل من ضمن هذه المخاوف الهزات الأرضية؟
اللواء صالح المهوس: لسنا في مأمن من الهزات الأرضية، سواء المدينة وغيرها؛ لأنها تحدث فجأة، وما يحاذي البحر الأحمر كلها مناطق زلزالية، وفيها التقاء الصفيحتين العربية والأفريقية، وكلها منطقة اهتزازات مستمرة، ولكن يمتصها البحر، وهذا لا يدعو للقلق، إنما يدعونا نحن للتأهب والاستعداد، ووضع الاحتمال الأسوأ في فرضياتنا، كي يتسم تنفيذ الخطة بالفاعلية.
العميد سراج آل كمال: الهاجس الأكبر في عملنا هم المشاة، لأن تنفيذ البنية التحتية للمنطقة المركزية لم يكتمل بعد، ومشروع الطريق الدائري الأول لم ينجز أيضا، بالإضافة إلى ما يزيد عن 40 في المائة من الحجاج يسكنون خارج الدائري، وبالتالي هذا يحتم علينا استحداث خطة تؤمن سلامة وأرواح الزائرين في رحلاتهم الخمس اليومية، ما بين السكن والحرم ذهابا وإيابا في كل صلاة، تكمن في إزالة أربع إشارات مرورية من الدائري الأول لانسيابية الحركة المرورية، تثقيل الحركة قصدا بخلق مطبات حديثة عليها معابر مشاة، وضع حواجز حديدية بين طريق أبي ذر والمدخل الشرقي لإجبار الحجاج على العبور من خلال قنوات محددة للمشاة، منع دخول المركبات الصغيرة المنطقة المركزية قبل الصلاة وبعدها بزمن نصف ساعة، وهذا نتج عنه انخفاض نسبة حوادث الدهس إلى أكثر من 70 في المائة بواقع ثلاث حالات يومية بعد أن كانت تتجاوز العشر حالات. وثاني المعوقات بالنسبة لعمل المرور هو حركة دخول الحافلات إلى المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي، حيث تبلغ أعدادها في وقت الذروة 3700 حافلة في اليوم الواحد، بالإضافة للحركة الترددية ل 200 حافلة بين مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي والمنطقة المركزية، وكل حافلة تمر بثلاث مراحل؛ مرحلة دخول المنطقة المركزية، تنزيل الركاب، وتفريغ العفش والحمولة، وهذا دفعنا لمطالبة لجنة الحج باستحدث آلية لفصل حركة الركاب عن العفش، لضمان سرعة خروج الحافلة من المركزية. ومن المعوقات التي تواجهنا أيضا قلة سيارات النقل العام والأجرة، فهي لا تتواكب أبدا مع أعداد الحجاج والزائرين في المركزية، إذ لا يوجد في المدينة سوى شركة ليموزين واحدة فقط، ولا تتجاوز عدد سيارات الأجرة الخاصة والعامة 500 سيارة، مقابل وجود 700 شركة ليموزين في جدة و850 في الرياض، ما دفع السيارات الخصوصي والوانيتات لسد هذه الثغرة إلى أن أصبح الوانيت ملمحا بارزا في خدمات النقل في المدينة. والعائق الذي يواجهنا في فصل الشتاء الآن بحكم تأخر وقت صلاة الفجر هو ازدواجية الحركة المرورية بين الحافلات الصغيرة التي تقل الحجاج للمزارات الدينية بعد الصلاة وآلاف السيارات القاصدة للمدارس والجامعات والكليات والإدارات.
• «عكاظ»: يبدو أنكم تواجهون معوقات كبيرة عميد سراج؟.
العميد سراج آل كمال: ولم انته بعد، فالمدينة المنورة هي المدينة الوحيدة في المملكة التي لا توجد فيها محطة نقل من ثماني سنوات، منذ بدء المشروع المجاور لمسجد السبق، والنتيجة انتقال الأعباء إلى حمل المرور، فأصبحت سيارات الأجرة في الشارع، والحافلات في الشارع، بينما لا تجد ذلك في مكة وجدة، وتشعر بحجم المعاناة إذا وقفت عند باب الكومة، وشارع أبي ذر وعند النقل الجماعي، ورأيت عشرات السيارات الخصوصية التي يستخدمها السائقون في نقل الركاب بطرق غير نظامية.
• «عكاظ»: المشاريع الجاري تنفيذها في الطرق الشريانية والرئيسة في المدينة ألا تشكل عائقا للحركة المرورية في المنطقة؟
يوضح العميد سراج آل كمال: بصراحة هذه إحدى ضرائب التطوير، فالمشاريع التنموية التي تشهدها المدينة الآن هي أمنيات ترددت منذ سنوات، ولا شك أنها تعيق الحركة المرورية، لكن في سبيل أن نحصد ثمرات تنفيذها مستقبلا في ضمان الانسيابية وفض الاختناقات، وإضافة محاور جديدة على خطط الأعوام المقبلة، لأن الخطط لا تعد إلا من الواقع بإيجابياته وسلبياته، فالخطة قبل البدء بتنفيذ المشاريع تختلف عنها أثناء التنفيذ كما تختلف عنها بعد الإنجاز.
وحول ذلك يبين العقيد حسين المسيحلي: يأتي من أول الأمور التي لا أكاد أطلق عليها معوقا بقدر ما هو تحد، الجمع بين متابعة الحافلات والمسافرين الذين لا صلة لهم بالحج، خاصة مع فترة الإجازة، إذ تشهد الطرق كثافة مرورية مهولة، بجانب حركة الشاحنات الترددية لنقل المواد النفطية والغذائية والأعلاف، بل قد تجد شاحنات لنقل السيارات وهي فارغة بلا حمولة وتزاحم الحافلات بشكل يحدث توترا في الحركة.
«عكاظ»: دعونا ننتقل إلى المخالفات والأخطاء
• التي ترصدها الجهات الأمنية في الحج بصورة ملفتة، ولنبدأ بالدفاع المدني خاصة فيما يتعلق مساكن الحجاج.
يجيب اللواء صالح المهوس: الدفاع المدني بدأ من العام الماضي بتطبيق لائحة الجزاءات والعقوبات عن طريق محاكم خاصة به، وتم إصدار جزاءات متمثلة في غرامات مالية على حالات قليلة جدا في مساكن الحجاج هذا العام، وكانت ضمن الجولات التفتيشية التي تسبق فترة الحج، أما في فترة الحج فلا يتم منح رخصة إسكان للحجاج إلا وقد توافرت كافة اشتراطات السلامة، مع حفظ حق التظلم لدى المحكمة الإدارية والاستئناف خلال 30 يوما وإلا يعد حكما نافذا، والتلاعب على الأنظمة أصبح الآن معدوما تماما وسط الإجراءات المشددة على هذه المساكن، وتحددت بداية منح التراخيص من شهر صفر، أي عقب انتهاء موسم الحج بفترة أسبوعين، وفي المدينة جرى التفتيش على نحو ألفي مبنى، بطاقة استيعابية تقارب 400 ألف حاج.
• «عكاظ»: وماذا لدى الشرطة إذن تجاه ظاهرة النشل والسرقات خاصة في المسجد النبوي والأسواق المحيطة به؟
يؤكد مساعد مدير شرطة منطقة المدينة المنورة للشؤون الإدارية العميد سعود الأحمدي: النشل لم يعد ظاهرة الآن كما كان في السابق، بل أصبح حالات فردية، بفضل تطوير أساليب مكافحة الجريمة، والسيطرة التامة على الوضع الأمني في المنطقة، بتغطية المسجد النبوي بالكامل وجميع المناطق المحيطة حوله، والميادين العامة، والأسواق بالكاميرات ووسائل الرقابة الإلكترونية، ونشر فرق بحث سرية، تتجرد من الزي العسكري والمدني السعودي، وتتقمص شخصيات الحجاج أنفسهم في المظهر والملابس، وتتوزع في أماكن تجمعات الحجاج، وفي المساجد والمزارات الدينية، والقوى البشرية مدربة ومؤهلة لتنفيذ مهماتها.
من جانبه، يشير العقيد حسين المسيحلي إلى أنه لم ترصد قوة أمن الطرق حتى اليوم أية حوادث للحافلات منذ بداية الموسم، وتم التشديد هذا العام على فحص أوراق السائقين بعد أن تم اكتشاف أن بعضهم ليس بمهنة سائق أساسا، وبعضهم لا توجد لديه خلفية في القيادة الصحيحة والسليمة، بحكم أن الشركات تستقدمهم للعمل الموسمي من دول مجاورة.
ويرجع العميد سراج آل كمال ذلك النجاح في عدم تسجيل حوادث للحافلات إلى تنظيم الحركة الحافلات ومغادرتها، بعد تحديدها ومنع مغادرتها من المدينة بعد الساعة 11مساء.
• «عكاظ»: ولكن لماذا الطرق مخترقة بعشرات المركبات التي تقل حجاجا مخالفين دون تصاريح؟.
العقيد حسين المسيحلي مجيباً: جميع الجهات الأمنية تؤدي هذا الأمر، لضبط المخالفين وحصرهم، والكشف عن المكاتب الوهمية من خلال نقاط التفتيش في المداخل والمخارج المؤدية إلى الطرق، والقبض على السائقين وتسليمهم إلى جهات الاختصاص، وتم منذ بداية هذا الموسم اكتشاف مكاتب وهمية عن طريق بيانات بأسماء الحجاج في حوزة السائق، يقدمها أثناء التفتيش على أنها حقيقية وصادرة من مكاتب معتمدة، ظنا بأن حيلته سوف تنطلي على رجال الأمن، فينكشف أمره من خلال قاعدة البيانات المتوافرة في أجهزة الحاسب الآلي الميدانية، عندها تتم إعادتهم وتسليم السائق للجهات المختصة.
• «عكاظ»: وماذا عن حوادث السقوط من الفنادق كما حصل في موسم العمرة في رمضان الماضي، وحالات الحرائق التي سجلت بسبب تماس كهربائي؟.
يجيب اللواء صالح المهوس موضحاً: بالنسبة للسقوط نحن طالبنا الفنادق بالالتزام بتنفيذ حواجز النوافذ من مواد غير قابلة للاحتراق أو الانصهار، لا خشبية ولا من الألمنيوم الذي ينصهر عند درجة 800 مئوية، حفاظا على عدم انتقال الحريق من طابق لآخر، وأما الحرائق فالتجهيزات المتوافرة في فنادق المركزية قادرة على احتواء الحريق دون تدخل فرق الدفاع المدني، إذ أصبح إطفاؤها أوتوماتيكيا. ولهذه التجهيزات فحص دوري، وجولات تفتيشية لا يمكن منح رخصة إسكان إلا بعد تقديم شهادات سنوية.
• «عكاظ»: رصدت الجهات الأمنية في الموسم الماضي حالات متعددة لتزييف شيكات سياحية، وعملات ورقية، لدرجة أن البنوك والمصارف اضطرت لعدم استقبال أوراق مالية من الحجاج، فما التدابير التي اتخذها الأمن هذا العام للقضاء على هذه الآفة؟
يؤكد العميد سعود الأحمدي: لا يتم التعامل مع حالات التزييف والتزوير إلا بعد ثبوتها في الميدان، ولم تعد في هذا الموسم حاجة لدى البنوك ومحال الصرافة إلى تقديم بلاغ للشرطة عن كشف حالة تزييف عملة، إذ تم نشر فرق سرية أمام هذه البنوك والمحال، يقف رجال الأمن حولها بمعرفة العاملين وملاك المصارف أنفسهم، فإن رصد أحدهم ورقة نقدية مزيفة ما عليه سوى الإشارة إلى رجل الأمن السري الموجود بالقرب من المصرف، ليتم القبض على الجاني في الحال وتثبيت الحالة عليه، ومن ثم التحقيق معه بإحالته لشعبة التزييف والتزوير في الشرطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.