انتقل الفساد في المملكة من حالة تنخر في جسد المجتمع وعظام الاقتصاد إلى حالة من الجرأة (الغليظة) لتهريب الفاسدين. والدليل أن هيئة الرقابة والتحقيق طلبت من وزارة التربية والتعليم عبر خطاب رسمي، كف يد المتهمين في قضية «فساد تعليم حائل»، إلا أن ذلك لم يمنع الوزارة، وبعد أربعة أيام من تسلمها لخطاب الهيئة من السماح لأحد المتهمين بالسفر لخارج المملكة في مهمة عمل، وترشيحه للمهمة رغم تلقيها خطابا سابقا في 12 من ذي الحجة المنصرم يحمل أسماء 9 من القياديين بإدارة التربية، ويطالب بكف أيديهم عن العمل. وياسلام سلم كما تقول جدتي، رحمها الله، كل ما ألمت بها مصيبة غير متوقعه. عيني عينك يُرسل (فاسد) في مهمة خارجية ليواصل فساده ومخرومية ذمته، ويحدث هذا بالرغم من الخطاب الرسمي السابق لإرساله وبالرغم من صياح المجتمع من ألم سرطان الفساد. ولأنه دائما وأبدا وراء الأكمة ما وراءها فإن هذا (التهريب) المتعمد لشخص تحوطه الشبهات يعني أن هذه الشبهات قد تطال آخر أعلى منه وربما أعلى ممن هو أعلى وهكذا إلى أن نصل إلى الحقيقة بعد سنوات أو عقود. وحين نصل يكون الفاسدون قد طاروا بفسادهم وحلقوا بعيدا بسعادة بالغة عن عيون الشرفاء والمخلصين والطامعين أو الطامحين إلى وطن بلا فساد. لقد بلغ (الفساد) الزبى حتى أصبح قابلا لحياكة المؤامرات والتربصات والفزعات لإنقاذ المشتبه بهم من الحساب ومقصلة المجتمع الطيب. وإلى أن يحدث الله أمرا كان مفعولا سيظل الفاسدون يُفسدون وسيظل كبراؤهم يهربونهم إلى الخارج في مهمات رسمية ليستكملوا نهب أموال وحقوق المواطنين. @ma_alosaimi