منذ بداية الدوري الجميع يردد ان بطولة الدوري لأصحاب النفس الطويل، هو ما يميز الفرق كبيرة الميزانية والتي تملك العديد من الأسماء التي تكلف خزينة النادي الكثير من الملايين، وإنهم سيتولون زمام الصدارة من فريق صغير الإمكانيات، قليل الانجازات، ضعيف الميزانية، فميزانية النادي تعادل قيمة عقد لاعب واحد من لاعبي هذه الأندية طويلة النفس.. مشكلة هؤلاء أنهم نسوا أنهم يتحدثون عن رجال يعملون بجد واجتهاد، وبخطة مدروسة وبأهداف وآمال وأحلام كبيرة، وضعت لها الاستراتيجية المناسبة، وهيأت لها الإمكانيات المناسبة والمطلوبة لتحقيق هذه الآمال والأحلام، كل ذلك كان بعيدا عن أضواء الصحافة والإعلام، وبهرجة الانجازات الكذابة بتحقيق فوز على إحدى فرق المقدمة.. فالجميع كان يصنف الفتح انه من أندية الوسط التي تحلم بالمناطق الدافئة وترضى ان تكون من ضيوف الحفل الدائمين، إلا أن رجال الفتح يحملون في صدورهم آمالا وأحلاما تراودهم منذ صعودهم لمصاف دوري زين، هذه الأحلام أنشأت تساؤلات ماذا يميز أندية المقدمة عنا نحن أبناء الفتح..؟ وهل يحق لنا تحقيق بطولة الدوري من أمام هذه الأندية بملاينها ونجومها وتاريخها وجماهيرية وإعلامها ..؟ وكيف نحقق ذلك ..؟ هذه التساؤلات تلاطمت على إثرها أموج من النقاشات والحوارات، ولم تسلم من التهكمات والتندرات.. فهذا يتساءل مستغرباً ( الفتح يحقق كاس دوري زين..!! ) وذاك يعلق متهكماً ( هذا لا يمكن أن يحدث ولو كانت " الكرة مربعة " ).. وآخر يفند ( هذا الفريق لا يملك الأموال ولا الإمكانيات ولا التاريخ الطويل مع البطولات )، والمحللون يرددون صبح مساء ( تحقيق هذه البطولة يحتاج للنفس الطويل..!! ).. الجميع كان يصنف الفتح انه من أندية الوسط التي تحلم بالمناطق الدافئة وترضى ان تكون من ضيوف الحفل الدائمين، إلا أن رجال الفتح يحملون في صدورهم آمالا وأحلاما تراودهم منذ صعودهم لمصاف دوري زين. نعم الفتح لا يملك الملايين ولا يملك سجلا طويلا مع البطولات ولا يملك قاعدة جماهيرية توازي الأندية الجماهيرية.. لكنهم يملكون " الفكر " الذي يوظف المال المتوفر ويسخر الإمكانيات المتوفرة لتحقيق الأحلام والآمال الكبيرة.. فالمال دون فكر " مفسدة ".. وإمكانيات دون توظيف " مضيعة ".. هذا الفكر استطاع قلب المعادلات وتصحيح النظريات وإقرار نظرية جديدة اسمها "الفتح هنا " كيف لا وقائده وربانه مهندس متميز.. أما بالنسبة للنفس الطويل فحدث ولا حرج من تميزهم بالنفس الطويل سموا " بالحرسون "، وهو غير مستغرب على من تربى على الغطس في عيون الاحساء وبحرها فتشاهده سمكا صغيرا يلعب قرب الشاطئ يوحي لك بسهولة صيده إلا انه ينتفض ويهرب بسرعة البرق من بين يديك.. هذه الصورة حرصت إدارة المهندس المبدع عبدالعزيز العفالق على ترويجها للإعلام وتخديرهم بأدواتهم، التي يسعون بها التقليل من شأن هذا الفريق الكبير بأعماله وأفعال رجاله، وظل يلتهمه واحدا تلوى الآخر، إلى أن أصبح حوتا يدب الرعب في قلوب منافسيه، قبل أن يلتهمهم بفن وإبداع بطرق متعددة.. كل ذلك لم يكن وليد الصدف.. ولم يكن نتيجة لهبوط مستويات الفرق الأخرى كما يسعى البعض للترويج له.. فكرتنا منذ أكثر من عشرة أعوام وهي فاقدة للمستويات المتميزة ولم يتصدر أي من فريق الوسط قائمة الدوري على العكس فقد تناوب على الصدارة كل من الهلال والشباب والاتحاد..وكنا نسمع نفس الاسطوانة المشروخة.. " حراسين " الفتح قدموا الإخلاص والتفاني والجد والقتالية على الكرة مهرا لحب الجماهير التي لم تفتأ تساند الفريق في حله وترحاله.. وها هم يقدمون اكبر بطولة سعودية هدية شكر وعرفان لهذه الجماهير الوفية.. كما يقدمون لمن قلل منهم درسا باحترام عمل الآخرين مهما صغر حجمهم فالعبرة بالانجاز .. ألف مليون تريليون – وليسمح لي مصطفى الأغا باقتباس كلمة – زرليون شكرا للفتح إدارة وجماهير ومدرب ولاعبين على هذه الدروس الكبيرة من كبار " قولا وفعلا"..