مع انتهاء مباريات الدور الأول لدوري زين، يكون فريق الفتح قد وضع نفسه كأحد فرسان هذا الموسم الكبار، حتى ولو لم يفز ببطولة الدوري في نهاية الأمر، مع أنني أرشحه بنسبة كبيرة ليكون بطلاً للدوري. لقد ألغى الفتحاويون أسطوانة الأربعة أو الخمسة الكبار الذين تتوزع بينهم البطولات، وهم أيضاً الأكبر سناً، وهما صفتان لا تتوفران في فريق الفتح، فهو الأصغر سناً، وبالتالي فهو ليس من الكبار حتى على مستوى الانجازات أو الجمهور. لكنه مع ذلك يسير وفق رؤية واضحة وهدف محقق، جعلته يتصدر الدوري في جولات، ويزاحم على الصدارة في جولات أخرى، لا يخشى الفرق التي يقابلها حتى وإن تفوقت عليه خبرة وإمكانات، مع احترامه لكل فريق يقابله سواء كان كبيراً أو صغيراً. وللحق، فإن هذه الثقافة التي بثتها إدارة الفتح في الفريق، أسهمت في تفوق داخل الملعب، مكن الفريق من الفوز على فرق لديها رصيد كبير من البطولات وترسانة من النجوم وخزائن بها الملايين من الريالات، في حين قد لا يوجد في خزينة الفتح غير بضعة آلاف من الريالات ! ومع ذلك حضر الفكر الإداري، وفي علم الإدارة يسبق الفكر المال، وكم من أندية رياضية تجاوزت موازناتها ال100 مليون، وبعد أيام تحولت إلى أندية مديونة، وكل ذلك بسبب أنها تفتقد للإدارة، والاتحاد أكبر مثال على ذلك، مع كامل التقدير لإدارته ! وهناك جانب آخر يشدني إلى فريق الفتح، فالثقافة باتت موزعة بين الجميع - إدارة، جهاز فني، لاعبين -، فلا يمكن أن ترصد وأنت تستمع لأي منهم عن خروج عن الاتفاق على أن الفريق لا يفكر في بطولة الدوري، وهذا هو السر الذي قد يوصلهم إلى الهدف الحلم. وقبل أن ينتهي الدوري، فهذا - هو الفتح - ليس لديه أموال الكبار، وليس لديه إعلام، وليس لديه ممثلون في اللجان، ولاعبوه ليسو نجوم شباك، ولا هم من فئة «فايف ستار»، ولكنه فريق تقوده إدارة بفكر مختلف، ومدرب واقعي! لقد أعجبني تصريح لنجم الفريق الفتحاوي حسين المقهوي بعد مباراة فريقه مع الاتحاد والتي انتهت بفوز الفتح «نحن لا نفكر في بطولة الدوري، ولكننا نفكر فقط في الفوز في مباراتنا المقبلة»، وبالفعل تمكن الفريق من الفوز على الاتفاق، والآن التفكير في المباراة التالية! ربما أتفق مع من يقول أن الفتح ليس عليه ضغوط من جمهور أو إعلام كما هو الحال في الأندية الكبيرة، ولكن تلك عوامل مساعدة على التفوق المستمر، إذا ما وجدت الإدارة الناجحة التي تؤمن بالعمل المنظم، وتخطط بفكر وأسلوب احترافي! أهلاً بفريق الفتح، كأحد الكبار في ملاعبنا، وشكراً لإدارته التي يقودها «مهندس» استطاع أن يرسم خريطة طريق لفريقه في الدوري، فهل إدارات الأندية لدينا بحاجة إلى مهندسين بكفاءة العفالق ؟ أعتقد ذلك! [email protected]