هذه العبارة ترددت كثيرا فور إطلاق العمري صافرته معلناً خسارة الهلال من الفتح للمرة الثالثة على التوالي والثانية هذا الموسم، مما أفقدته صدارة الدوري – حتى الآن - ورغم أن الفتح هو من تسيد اللقاء وحصد نقاطه.. إلا إننا سمعنا تبرير المحللين والنقاد بان الهلال خسر لأنه كان سيء..!! فقد درج أن تسمع المحللين والنقاد يبررون خسارة الفرق الكبيرة والجماهيرية من أمام فرق الوسط ويشبعونها تحليل، دون أن يتم ذكر الفريق المتفوق إلا بكلمات محددة، وكأنه من عالم أخر، لما هذا التقليل من شأن هذه الفريق..؟ وهذا الموسم برز فريق لم يكن في حساب أي من المحللين بأنه سيتزعم فرق دوري زين من أول أسبوع ولم يتنازل عنها إلا بتقدم الهلال المنافس القريب له في عدد المباراة ألملعوبه.. إلى عصر الجمعة الماضية ليفك نجوم الفتح هذا الارتباط بقيادة المايسترو العربي فتحي الجبال وتفرده بالصدارة الدوري رغم تبقي لقاء مؤجل للفتح.. ومن بداية الموسم والى اللقاء الأخير ( أمام النصر ) لم يفتى المحللين والنقاد والتي تزخر بهم البرامج التلفزيونية منها والإذاعية، وكتاب الأعمدة يرددون عبارات مستهلكة واكل الزمان وعليها وشرب.. ( النفس القصير .. عدم وجود البديل .. الفريق لا يملك شخصية البطل .. الفريق سيترجل عن صهوة جواده سريعاً.. 13 لاعب يلعبون فقط ...... وغيرها ). متناسين بان هنالك عمل متميز يسير على منهجية مدروسة وفكر رياضي متحضر واقعي يعلم إمكانياته ويحسن توظيفها في المكان والزمان المناسبين، ويحترم خصومه ويضع كل واحد منهم في مكانة ليذيقهم مرارة الخسارة بكل اقتدار وجسارة.. وما يميز العاملين بالنادي من إدارة وجهاز فني وإداري ولاعبين روح القتالية والحماس والإصرار على تحقيق الهدف الغير معلن ( بصناعة مجد للفريق ولأنفسهم بتحقيق كاس الدوري ) ينقل الفتح من مصاف أندية الوسط – التي تبحث عن المناطق الدافئة – إلى مصاف الأندية الكبار التي تتنافس على البطولات المحلية والقارية.. من حق إدارة الفتح الحلم والطموح بكاس الدوري وفقد عملوا على تحقيق ذلك داخل المستطيل الأخضر، وتركوا لغيرهم العمل في صفحات الجرائد وفي أركان البرامج الرياضية الفضائية، هذا الحق حاول وسيحاول البعض سلبهم إيه بترددهم للاسطوانة المشروخة التي أصمت أذانهم قبل أذاننا، وكان الحق في الطموح والوصول إلى الأمجاد حصراً للفرق الجماهيرية فقط..!! إدارة نادي الفتح قدمت دروساً مجانية - بما قامت به - لمعنى الطموح المشروع والمدروس وفق الإمكانيات المتوفرة، داعمة ذلك بالفكر والروح الرياضية التنافسية العالية، والثقة بالنفس التي زادت من رونق وجمالية فريق العمل.. فمنح الثقة للمدرب فتحي الجبال للإشراف على الفريق طوال هذه السنوات كان من ابرز قراراتها، هذه الثقة التي سخرها الجبال لخدمات الفريق ولتحقيق أهداف الإدارة المعلنة وغير المعلنة، متفوقاً على اكبر المدربين الذين حلوا وارتحلوا من الدوري السعودي، وكأنهم طيور مهاجرة..تأتي جياع وترح سمنا.. هذا الاستقرار مكن المدرب العربي المتميز من إعادة صناعة وصياغة نجوم لم تستطع فرق تحت إشراف مدربين عالميين - تعاقدوا معهم بالملايين – من أبراز إمكانياتهم وموهبتهم، لكن الجبال بما يملكه من لمسة سحرية افتقدها الكثير ممن درب أنديتنا.. فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يتوقع احد بان يكون إلتون خوسية - الذي رفضت إدارة النصر استمراره مع الفريق قبل 3 مواسم - يكون ابرز محترفي الدوري السعودي، فقد تفوق بموهبته على أكبر وأغلى لاعبي الدوري السعودي وتفوق عليهم في كل شيء.. وقاد فرقه بلامساته السحرية إلى قمة الدوري.. أمجاد كرة القدم لا تصنع بالأسماء والملايين فقط.. فالملايين دون فكر مفسدة.. فالفكر هو من يسير ويوظف الملايين لخدمة الخطط المدروسة وممنهجة لتحقيق الأهداف المنطقية والواقعية المأمولة.. تحقيق الفتح لكاس الدوري سيضيف لكرة القدم السعودية مفهوم جديد بان اعتلى القمم يتحقق بإعلاء الهمم .. والوصول للقمم ليس حكرا على الأسماء الرنانة ولا بالتغني على الإطلال المزدانة.. وقديما قالوا " من يخشى صعود الجبال يعش بين الحفر ".. على الخير والأمجاد نلتقي