تعقدت الأمور في مصر السبت، عقب جمعة مثيرة، تصاعدت فيها دعوات العصيان المدني، لتصل ذروتها اليوم، موعد ما أعلنه "تحالف إنقاذ الثورة"، عن بدء الدعوة لعصيان مدنى فى محافظتي القاهرةوالجيزة، تحت شعار «عصيان لحين اسقاط النظام»، احتجاجاً على سوء الأحوال في البلاد فى ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين. وحددت القوى الثورية ميدان طلعت حرب الشهير في قلب العاصمة المصرية، وأمام محافظة الجيزة، بؤرة للانطلاق نحو مؤسسات الدولة الحيوية لتعطيل العمل بها، فى الوقت الذى تتواصل فيه مفاوضات القوى الثورية لإقناع موظفى مؤسسات الدولة، وعلى رأسها: ماسبيرو ودار القضاء العالى، بالانضمام للعصيان. وأضاف، إنه كان الأفضل إجراء تشاور بين القوى السياسية بشأن الموعد الأنسب للانتخابات ولا تنفرد به الرئاسة، وذلك في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها مصر، وأعرب عن توقعه بزيادة الانقسام السياسي في البلاد بسبب هذا القرار مما يضيف اضطرابا إلى اضطراب. ارتباك رئاسي جاء ذلك، في وقت تتضارب فيه الأنباء حول مصير قرار الرئيس محمد مرسي، بالدعوة للانتخابات البرلمانية، ابتداء من 26 أبريل المقبل، مع ترجيحات باحتمال تعديل المواعيد، باعتبار أن القرار الرئاسي لم يأخذ في الاعتبار، عطلة الأعياد المسيحية، الأمر الذي أثار غضب الكنيسة المصرية، وإعلان الرئاسة في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، على استحياء، مراعاة يوم "شم النسيم" دون أن تتطرق لذكر الأعياد المسيحية، ما أدى لزيادة الغضب، واتهام الرئاسة بعدم الاعتراف بالمناسبات الخاصة ل"شركاء الوطن". وسربت أنباء، أن الرئاسة تعكف حالياً، للبحث عن مخرج للمأزق، وأنها تدرس تعديل موعد الانتخابات البرلمانية، التي أعلنت عنها الخميس، والمقرر إجراؤها يوم 27 إبريل، لتزامنها مع أعياد المسيحيين، بحسب مصادر بالرئاسة. وقالت المصادر: "إن هذا الموقف، يأتي استجابة للاتصالات التي تلقتها الرئاسة من "رموز مسيحية"، بتعديل موعد إجراء الانتخابات لتزامنه مع أعياد المسيحيين وأعياد الربيع أيضًا". هجوم ضارٍ من جهتها، شنت القوى الثورية، هجوماً ضارياً على الرئاسة، وطاقم الاستشاريين، الذين حسب وصفهم يجهلون المناسبات الاجتماعية لمختلف التيارات الوطنية وهاجم بعض قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى قرار إجراء الانتخابات، قبل الاستجابة لمطالبهم لضمان نزاهتها. وحذروا من أن ذلك «سيزيد الوضع اشتعالا». وقال عمرو موسى، زعيم حزب المؤتمر، والقيادي بجبهة الإنقاذ، إن موعد إجراء الانتخابات كما حددته الرئاسة غير مناسب في رأيه لمصلحة المصريين، وقال ل(اليوم) إن الموعد يلتقي مع تواريخ متوقعة لانهيار الاحتياطي النقدي المصري مما يتطلب التركيز على مواجهة الكارثة الاقتصادية ونتائجها الاجتماعية. وأضاف، إنه كان الأفضل إجراء تشاور بين القوى السياسية بشأن الموعد الأنسب للانتخابات ولا تنفرد به الرئاسة، وذلك في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها مصر، وأعرب عن توقعه بزيادة الانقسام السياسي في البلاد بسبب هذا القرار مما يضيف اضطرابا إلى اضطراب. تصعيد مدني ميدانياً، دعا المعتصمون في ميدان التحرير، إلى تنظيم "عصيان مدني" في العاصمة اعتباراً من اليوم الأحد, وواصلوا إغلاق المداخل المؤدية إليه؛ فى أعقاب رفض غالبية المعتصمين مبادرة كانوا قد اتفقوا عليها تقضي بإعادة فتح الميدان مقابل وضع وزارة الداخلية جدولا زمنيا لرفع الحواجز الخرسانية الموجودة بمنطقة وسط القاهرة بعد تعرضهم لاعتداءات الجمعة أمام دار القضاء العالي. تأزم في بور سعيد أما في بور سعيد، فقد تأزمت الأوضاع، أمس، لليوم السابع على التوالي، بتوقف العاملين بترسانة بورسعيد عن العمل، بعد رفض قيادات الهيئة مشاركتهم، الأمر الذى جعل النقابة العمالية تتدخل للسماح للعمال بالعصيان، للتضامن مع أهالي بورسعيد، ما دفعهم إلى تحطيم المكتب الاداري لهم داخل الترسانة. ومن ناحية أخرى واصل، أبناء بورفؤاد قطعهم لطريق التفريعة المؤدي الي ميناء شرق بورسعيد، أضافة إلى استمرار توقف العمل بالميناء، بسبب تضامن العاملين بالحاويات مع أهالي بورسعيد في مطالبهم، وقام بعض المتظاهرين بغلق أبواب جمارك بورسعيد، وطالبوا موظفي الجمارك بالمشاركة في العصيان المدني، الأمر الذي أدي إلى إخراج الأمن بعض الموظفين من مبنى الجمارك وإغلاق الأبواب بشكل كامل. كما قطع متظاهرون ببورسعيد طريق مدخل المحافظة الجنوبي، بعد منطقة الرسوة، وقاموا بمنع الآلاف من العاملين من التوجه لمصانعهم بمنطقة الاستثمار، ما أدى إلى عدم تمكن سيارات السفر المغادرة بورسعيد من إتمام رحلاتها للقاهرة والمدن الأخرى بمصر. احتجاج بالأقصر ووصلت الدعوات، إلى الأقصر، جنوب البلاد، حيث دعا العديد من أبناء مدينة سفاجا إلى وقفة احتجاجية سلمية اليوم أمام المجلس المحلى لعرض مطالبهم وبعدها الدخول فى اعتصام مفتوح وبدء آليات التصعيد العام.