يحدد الفيلسوف المسلم الراغب الأصفهاني الغرض الذي من أجله خلق الإنسان بثلاثة أمور: عبادة الله، وعمارة الأرض، واستخلافه عليها انطلاقاً من قوله تعالى ( ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) وإذا كان الإنسان يسلم بقدرة الله الرقابية على أفعاله وأقواله في هذه الخلافة فما باله لا يعمل على تحقيق شرف التمام في هذه الخلافة أو على الاقل تقديم بعض ما تتطلبه منه وخاصة فيما يتعلق بالآخرين وما يطلبونه منه. يقول د. فاروق عبد المعطي نقلاً وشرحاً عن الأصفهاني ( لما كان شرف الأشياء بتمام تحقيق الغرض من وجودها، ودناءتها بفقدان ذلك المعنى لجأنا للاستعاضة في الأدوار؛ فإن الفرس إذا لم يصلح للعدو والجري اتخذ للحمولة والسيف إن لم يصلح للقطع اتخذ منشاراً وبالمثل من لم من الإنسان يصلح لتحقيق ما لأجله أوجد فالبهيمة خير ولذلك ذم الله تعالى اولئك الذين فقدوا هذه الفضيلة فقال عنهم ( إن هم كالأنعام بل هم أضل ). إن العدالة نبع للتغيير والعطاء والسلام والحق ولو حاولت التوقف عند تلك المعاني لأعياك إحصاء ما يمكن أن تقدمه بتوافرهم لو وجدوا او لو حاولت البحث عنهم وتقديمهم. ودع عنك تلك النجاحات الزائلة التي تبدأها أنت ويكملها غيرك واسأل هل أنا مجرد انسان عابد لله أم عابد عامل بمتطلبات تلك العبادة ؟ وهنا يبرز السؤال الذي نقرأه على كل الوجوه من أنت ؟ وهل تكفي هيئتك للدلالة عليك ؟ هل تكفي أقوالك ؟ أم لابد من النظر إلى أفعالك وما أكثرها ولكن أقواها تلك التي ترتبط بالآخرين وتوضح لهم طبيعتك وتجيب على تساؤلهم عنك بمن أنت، وماذا تريد؟ السؤال في رأيي يبحث عن إجابة تبدأ بالعدالة فالناس لا تريد كلاماً جميلاً ومنمقاً ووعوداً مزخرفة تعقبه أقوال تناقضه بطريقة المثل الشعبي ( لاقيني ولا تغديني ) فالجائع الذي ينتظر كرمك لن يشبع من قولك: حياك الله بعين نفرش لك وبالأخرى نغطيك إن القليل من العدالة يدفعك للتوازن فلا تكثر من الكلام حتى توفر وقتك وجهدك للعلاج وتقديم العمل. إن العدالة نبع للتغيير والعطاء والسلام والحق ولو حاولت التوقف عند تلك المعاني لأعياك إحصاء ما يمكن أن تقدمه بتوافرهم لو وجدوا او لو حاولت البحث عنهم وتقديمهم. ودع عنك تلك النجاحات الزائلة التي تبدأها أنت ويكملها غيرك واسأل هل أنا مجرد انسان عابد لله أم عابد عامل بمتطلبات تلك العبادة ؟ هل أنت موظف نشيط ناجح وكيف عرفت ذلك هل أنت أب وقائد وابن بار ثم انظر إلى ماهية ذلك النشاط والنجاح والقيادة والبر هل تبصرت فيهم وكنت صادقاً ؟ لو فعلت لما كان (ديوجن ) يحمل المصباح في وضح النهار ليبحث عن انسان !! ولما فقدنا القدرة على التواصل تحت أشعة الشمس ولما كنا لانتوقف إلا عند ما نراه عيباً في الآخرين وننكر ذلك على انفسنا ولحاولنا أن نكون كمن قال عن نفسه: وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا وهذا المختلف هو ما تكثر تفاصيله وعلينا تتبعه في أنفسنا لأنه ممتد إلى كل من حولنا فهل كل ذلك لنا أم ضدنا كأفراد وجماعات. Twitter: @amalaltoaimi