اتصل بي صديق يخبرني أن جامعةً ما تفكر في إلغاء قسم تقنية المعلومات في كلية الإدارة للتركيز على علوم الحاسب ، رغم أن تقنية المعلومات واستخدام تطبيقاتها أصبح ذا أهمية حرجة إن قمنا أو قعدنا ! هل هناك من يعتقد فعلاً أننا ننتج تقنية حتى نلغي مجرد تعليم استخدامها استخداماً احترافياً؟! عندما ننظر إلى استخداماتنا لأكثر الأدوات التقنية الشخصية تكلفة وهو الجوال الذي يصرف كل منا "دم قلبه" ليتأكد أنه يقتني أكثر الأجهزة الجوالة ذكاء وجمالاً وذاكرة وألواناً ثم يلقمه شريحة تنافس في مصاريفها ايجار الشقة.. عندما ننظر سنجد أن الاستخدامات في مجملها تواصل مع الآخرين عن بعد تواصلاً إجتماعياً، وليس بالضرورة أن يكون التواصل ايجابياً يوطد العلاقات بل هناك من احترف الدخول على وسائل التواصل الاجتماعي للمطارحات الرقمية والغزوات الافتراضية حتى لتجد "تويتر" يموج بنقاشات لا تخلو من أقذع الأوصاف. أعود لموضوعي وهو كيف بعد كل هذه المصاريف على جهاز الجوال والشريحة، ولك أن تعلم أن مصاريف الاتصالات عندنا من بين الأعلى باستثناء التجوال الدولي إن كنت من أصحاب حسابات "الراقين المتميزين".. بعد كل هذه التكاليف ثم ينتهي بنا الأمر لاستخدام الجهاز فقط لمتابعة "هوشات" تويتر ومبارات كرة القدم كل منا في غرفته، أي أنك قريب من البعيد وبعيد من أهلك ممن تشاركهم ذات المنزل! هذه حالة من الانزواء الرقمي لا يمكن ان تستمر، أما أحد اهم أسبابها فهو أننا استسلمنا أن هناك من يعتقد أن هذه طبيعة الأشياء. بالقطع هذه ليست طبيعة الأشياء، إذ لابد من إدارة هذا العصر التقني الجديد وأدواته المعلوماتية الشخصية والاجتماعية إدارة علمية قائمة على وعي وسياسات ومنهجيات هي حالياً محل اهمال فادح من جانبنا.. لن أحدثكم عن السويد بل أنظر للهند ومبادراتها في توظيف التقنية المعلوماتية لتحقيق التواصل الاجتماعي ومقاومة الانزواء الاجتماعي. الخلاصة، نحن بحاجة لكل متخصص في الاستخدامات الواعية للمعلوماتية وإدارتها إدارة مقتدرة سواء في كليات إدارة الأعمال او كليات علم الاجتماع وعلم النفس.. وإلا فإن استمرارنا فيما نحن فيه من "السبهللة" سيجعلنا نعاني من علل اجتماعية قاتلة نتيجة لتفتت المجموعات الحقيقية سواء أكانت مجموعات عمل او مجموعات أهل وأقارب ام أصحاب.. توتير: @ihsanbuhulaiga