سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكثر من 70% من السعوديين يتضايقون من كتابة الرسائل أثناء القيادة و52% يرفضون التحدث بصوت مرتفع في الهاتف النقال الأدوات التقنية تهدد العلاقات الاجتماعية وتخترق خصوصية الآخرين
في استطلاع نادر ولكنه مؤثر حول تأثير الادوات التقنية من أجهزة وبرامج وتطبيقات على حياة الناس اصبح واقعا ملموسا لا يمكن تجاهله، ويرى الخبراء بأن تقنية الهاتف الجوال لم تعد جديدة، وأن التسارع التقني يسير في اتجاه تطوير التطبيقات الرقمية المرافقة للجوال، وبشكل خاص المرتبطة بشبكة الانترنت والتي استطاعت أن تتداخل في عمق النسيج الاجتماعي، وفي ذات السياق فإن العديد من الدراسات الاجتماعية تشير إلى التأخر الكبير في إيجاد القواعد السلوكية المعنية بتنظيم استخدام هذه التطبيقات ضمن المحيط الاجتماعي. ووفقا لاستطلاع " موبايل إتيكيت " المتخصص والذي أعدته شركة " أنتل " وحمل آراء أكثر من 15000 شخص في 16 دولة في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، والذي أظهر تنامي السلوكيات الغير مقبولة اجتماعياً لاستخدام الجوال، حيث يعتقد غالبية من شاركوا بالاستطلاع بأن انتشار الجوال أدى إلى انتهاك الخصوصية الشخصية، علاوة عن تسببه في إزعاج الآخرين في الأماكن العامة وفي أكثر الأماكن خصوصية مثل غرف النوم. ولقد تركز الاستطلاع حول " أكثر الممارسات إزعاجاً عند استخدامهم الأجهزة المتصلة بالانترنت" عبر 71% من الأشخاص المستطلعة آراؤهم في المملكة العربية السعودية عن إنزعاجهم من قيام قائد المركبة بكتابة الرسائل أثناء القيادة، فيما عبر 52% من المشاركين عن رفضهم التحدث على الهاتف بصوت مرتفع في مكان عام، وأظهر 44% امتعاضهم من سماع نغمات الهاتف المزعجة والعالية، علاوة عن رفض 42% لمشاهدة محتوى غير مناسب في مكان عام، ولم يتوقف رفض المجتمع لهذه السلوكيات في الأماكن العامة بل امتد إلى غرف النوم حيث اعتبر 26% أن تفحص الجهاز بشكل دائم على سرير النوم أمر مبالغ فيه وينتهك خصوصية الراحة. كتابة الرسائل اثناء القيادة عمل خطير ويضايق السائقين الاخرين ويرى السيد/ عبدالعزيز النغيثر مدير عام شركة " أنتل " بالمملكة العربية السعودية إن وسائط التقنية وجدت لتحسين حياة البشر وتسهيل أعمالهم اليومية، إلا أن الاستخدام السيئ لها قد يولد نتائج سلبية ذات أثر مدمر على السلوكيات الأسرية الطبيعية وإضعافاً لبنية المجتمعات وهويتها، ومن جانب آخر فإن هذه الانعكاسات السلبية قد تمتد إلى روح الإبداع والابتكار وتكوين ما يسمى بالفراغ الفكري. وتكمن الحلول المتوازنة في تكوين الوعي الصحيح وتعريف المستخدمين بكيفية التعامل المثالي مع هذه التقنيات، وهذا أمر بالغ الأهمية لمختلف الشرائح العمرية في المجتمع وخاصة لدى صغار السن، علاوة على دعم هذه السلوكيات بإيجاد أرضية قانونية تحافظ على صون القيم الاجتماعية و تضمن حقوق الآخرين وحرياتهم، مما يدعم استمرارية الاستفادة من الثورة التقنية المذهلة . التقنية في مواجهة الحياة الاجتماعية أجمعت الغالبية ممن شملهم الاستطلاع أن كثرة التطبيقات المرافقة للجوال تقوم على إخراج مستخدميه من أجواء المحيط الاجتماعي مما يعكر صفو التواصل الاجتماعي ويتسبب في حدوث إحراج بسبب تجاهل المتحدثين والانهماك في استخدام الجهاز المحمول، الامر الذي لا يلقى قبول 44% نتيجة قيام أصدقائهم بكتابة الرسائل النصية أثناء تواجدهم في المقاهي أو الأماكن العامة. وترى مجموعة أخرى أنه ليس هناك ضرورة لاستخدام الجوال لساعات طويلة ولكن شريحة كبيرة من الناس في العالم العربي تلجأ إليه كنوع من "البرستيج" الاجتماعي. بل إن هناك استخدامات خاطئة لها عواقب وخيمة خاصة وسائط الترفيه المؤذية، حيث عبر 48% عن امتعاضهم من فوضى التقاط الصور ووضع أسماء أشخاص على صور أو روابط غير لائقة دون موافقتهم، مما دعا المسؤولين عن العديد من المرافق إلى وضع لافتات عند دخولهم لأماكن معينة مثل المساجد، وحضور الندوات وغيرها، وضرورة إغلاق أجهزته عند إقلاع الطائرة وهبوطها، علاوة عن وضع الجوال لدى إدارة قصور الأفراح لضمان عدم تصوير المدعوات.