بحضور عدد من فناني المملكة والخليج، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ندوة حوارية موسعة حضرها جمع من الشخصيات الفنية والثقافية مساء الثلاثاء الماضي تحت عنوان «الفن والسلوك الاجتماعي» بمشاركة الفنان المعروف عبدالناصر الزاير. أدار الندوة الكاتب المسرحي حسين آل عبدالمحسن الذي عرف بضيف الامسية مبينا انه يشغل منصب مراقب التخطيط والبرامج في مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بدولة الكويت. كما ترأس قسم المسرح بثقافة وفنون الدمام، وقام بالكتابة والتمثيل والتلحين والإخراج للتلفزيون والمسرح والإذاعة في الخليج والدول العربية الأخرى وذلك في العديد من البرامج والمسلسلات والمسرحيات من أشهرها «افتح يا سمسم» و»سلامتك» و»افتح يا وطني» و»أبناء الغد» والمسلسلات الكارتونية: «عدنان ولينا» و»جازورا» و»ميمي الصغيرة»و»زعتور».. في بداية كلمته قدم الفنان الزاير شكره لمنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف على إتاحته الفرصة له من خلال هذا اللقاء، وبدأ حديثه بالإشارة الى أن الفنون بشكل عام تؤثر سلبا أو إيجابا على السلوك الاجتماعي، مضيفا أن الفن هو انعكاس لواقع المجتمع، مؤكدا على دور الفن في تقديم الحلول وليس في طرح المشاكل فقط. وبين الفنان الزاير أن المطلوب هو أن يؤثر الفن على السلوك الاجتماعي كي يعطي قيمته الإنسانية العالية، وليس العكس. وعرج على البرنامج الشهير «سلامتك» مبينا انه مثل بالنسبة للعائلة العربية قيمة عالية من خلال السلوك الانساني في مناقشته لامور تهم العائلة مثل اهمية الفحص الدوري عن الأمراض، والأمور التي تخص المرأة والطفل، وهو ما أثر إيجابيا في السلوك الاجتماعي. وفي المقابل أشار الزاير إلى وجود عدة أمور أثرت سلبا على السلوك الاجتماعي من قبيل بعض المسرحيات وغيرها من استهزاء وسخرية للذات أو للآخر، كما انتقد الزاير بعض المنتجين الخليجيين الذين يقومون بإنتاج برامج سلبية من واقع مجتمعاتهم دون أن تقدم معالجات ذات قيمة. وأوضح الزاير أن من بين المدارس الفنية المهتمة بالتفاعل الاجتماعي تلك التي تنحى الى أن تكون صادمة للمجتمع في طرحها لقضاياه، موضحا أنه لا يميل إلى هذا النوع من المنهجية كونه يقدم أعمالا توجيهية وتربوية، مضيفا أنه من الصعوبة أن يقدم الفن بصورة إيجابية وبطريقة ذكية وجذابة أيضا. وقال الزاير إن كثرة القنوات الفضائية أدى لتنوع البرامج المقدمة والتي لم تكن تعرضها القنوات الخليجية الرسمية سابقا مشيرا إلى أن تلك البرامج, وإن كانت تخضع للرقابة، إلا أنها كانت تستثني بعض السلوكيات التي قد تؤثر سلبا على المشاهد.