"عدنان عنوان المحبة.. عدنان عنوان الحنان.. عدنان. عدنان..عدنان غالب".. بعد ثلاثين عاماً على ولادة هذا اللحن الطفولي الجميل.. هل يستطيع أحدٌ أن ينسى ترانيم أنغامه. الإجابة: لا. ولكن لماذا؟ هذا هو السؤال الذي ذهبنا به إلى دولة الكويت الشقيقة وتحديدا إلى المكان الذي دبلجت فيه أحد أهم كلاسيكيات مسلسلات الكرتون العربية المدبلجة، إنه "مغامرات عدنان"؛ هناك في مقر "مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي"؛ التقينا صاحب لحن مسلسل "عدنان" الفنان عبدالناصر الزاير، ليروي لنا بحنين ذكرياته مع تأليف لحن "عدنان ولينا" مطلع الثمانينات؛ قائلاً: عندما كنت طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، ذهبت مع الطلبة للسلام على الدكتور فائق الحكيم، المشرف – وقتها – على دبلجة أعمال الكرتون في "المؤسسة"، وهناك التقيت صدفة، بزميلنا في نفس الدفعة بالمعهد، فخري عودة مؤلف كلمات "عدنان ولينا" الذي قدم لي الكلمات لمعرفته أنني سبق ولحنت أعمالاً درامية ومسرحية في "المعهد" بالكويت. وقتها التفت لي فخري قائلاً: عبدالناصر هل تلحنها؟. وبعد إصراره، ذهبت ولحنت الكلمات على آلة العود. أما عن سر نجاح هذا اللحن يعلق الزاير مجيباً: سر نجاح الأغنية واللحن في بساطته رغم مرور ما يقارب الثلاثين عاماً على غنائه ولأن اللحن يخلو من التعقيد وقد نفذ بالإيقاع المحلي الأمر الذي ساهم في أن يتعلق به الأطفال ويصل إلى قلوب الناس، فضلاً عن أنه بث بشكل جيد، متذكراً أنه لحن مقدمة مسلسل "مغامرات آراغو" قبل مسلسل "عدنان" إلا أنه لم ينجح بسبب مساحة المسلسل وتوقيت عرضه بالنسبة للجمهور. أما عن لحن "عدنان" فيقول الزاير: "هو لحنٌ "نقازي" حسب التعبير الكويتي", مستعيداً اللحن عبر غناء أجزاء منه و"متكتكاً" بيده على الطاولة؛ تلك الإيقاعات التي سجلت في أستديو حامد حنفي على الشاطئ الكويتي (تحول الأستديو إلى مطعم يقولها الزاير متأسفاً). وعن تفاصيل التسجيل في الأستديو يتذكر الزاير قائلاً: سجلنا الأغنية وكانت على "تركين"؛ فرقةٌ كاملة تعزف (كمنجات وفلوت وإيقاعات..) بعد أن كتب النوتة الموسيقي منير الحريري. مشيراً إلى أنه أحضر الفتاتين اللتين غنتا الكورال.. إلا أن السؤال الأهم هو من هي الطفلة التي غنت أغنية مسلسل "مغامرات عدنان" خصوصاً وإن شارة المقدمة لا تذكر إلا اسم الملحن ومؤلف الكلمات. إنها "ابتسام فريج" يكشف عبد الناصر بعد ثلاثين عاماً، مضيفاً: هي أخت زميلنا في دفعة "المعهد" الفنان علي فريج. الفنان عبد الناصر الزاير الذي لحن فيما بعد مقدمات مسلسلات أطفال كثيرة مثل "جازورا" و"السيارة المغامرة" فضلاً عن إصدار أربعة ألبومات غنائية للأطفال خلال ثمانينيات القرن المنصرم؛ لا يتردد في تسجيل إعجابه بالمستوى الذي تطورت إليه، أغاني الأطفال في مسلسلات الكرتون العربية، مضيفاً: "أسمع أغاني الأطفال بحيادية وأركز على الكلام، لأنه الأساس"، مشدداً على أن ليس كل قديم جيدا وليس كل جديد جيدا، مؤكداً على أن أغنية الأطفال التلفزيونية تتطلب توفر عناصر مهمة من الكلمة واللحن والأداء إلى البث والعرض المتميز. عبدالناصر الزاير في مكتبه مع الزميل علي سعيد يذكر أن مسلسل "مغامرات عدنان" أنتج في اليابان، عام 1978 تحت مسمى "كونان.. فتى المستقبل" ودبلج بداية الثمانينيات إلى العربية من خلال مؤسسة البرامج المشتركة لدول مجلس التعاون الخليج العربي. والمسلسل كان باكورة أعمال مخرج الأنيمشن الياباني العالمي هايو مايازاكي بعد أن اقتبس العمل الكرتوني من رواية "المد المذهل" لألكسندر كي.