لنصبح ضمن العالم الأول علينا أن نتعلم من التجربة الأولى. أقول هذا بإعتبار أن التحديات التنموية هائلة لبلدٍ مترامي الأطراف ومتنوع التضاريس بين صحارى وسواحل وجبال ووديان. وعلى ذكر الوديان فقد مررنا باكثر من تجربة ذهبت فيها ضحايا وتفاقم تناولها إعلامياً بين تقليدي رسمي وجديد متمرد؛ حدث ذلك في سيول جدة الأولى ثم سيول جدة الثانية والآن في سيول تبوك. وهذا يستلزم أن نفكر في مقولة استخلاص العبرة من التجربة الأولى واستيعاب الدروس واتخاذ اجراءات لمنع تكرار ما سبق أن حدث. وبالقطع فإن أمر الله وقضاءه نافذ لا محالة، ويبقى اجتهاد الانسان واتخاذه للأسباب محدودا بما يمتلكه من موارد وتدبير. أذكر أني كنت أستمع لمسئول في دولة عربية متاخمة يتحدث عن متانة وموثوقية التقنية الكورية في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وكان الحديث يتمحور حول كيف تختار الدولة التقنية الكورية متجاوزة بلداً أخرى أعرق في هذا المجال كفرنسا؟ قال المسئول: إنه تلقى جواباً من الكوريين يفسر تقدمهم الاقتصادي والتقني وإرتقاء دولتهم بسرعة لمصاف الدول المتقدمة؛ وخلاصة الجواب الكوري للسؤال الخليجي: أننا في كوريا نتعلم الشيء مرة واحدة، فعندما اقتنينا التقنية النووية لأول مرة، وضعنا نصب أعيننا استخدامها واستيعابها بالتفصيل والعمق الضروريين لنتمكن من تشغيل وصيانة المفاعلات وكذلك بنائها، ولذلك فقد توسعنا في إنجاز المشاريع القادمة بأنفسنا ثم أخذنا نطور التقنية النووية ذاتياً وأصبحنا ننافس الدولة التي بنت لنا مفاعلنا الأول! والأمر ذاته ينطبق على صناعات وتقنيات عديدة تقدمت فيها كوريا الركب وتفوقت على العديد من الدول الغربية المتقدمة اقتصادياً. السؤال: إن كنا –نحن السعوديين- نرغب أن نسابق الأمم لنصبح في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً (العالم الأول) فعلينا أن نلزم أنفسنا بمنهجٍ قوامه: أن نتعلم مما يمرّ بنا وبغيرنا من تجارب من المرة الأولى، إذ أننا بحاجة لردم الفجوة مع العديد من دول مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مؤشرات منها البُنى التحتية من أنفاق وطرق وتصريف مياه الأمطار والسيول على سبيل المثال لا الحصر. توتير: @ihsanbuhulaiga