في ظل تداعيات الأزمة الليبية على السوق النفطية والأوضاع الكارثية التي تمر بها اليابان، لم تعط الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» حتى الآن أي إشارة إلى عقد اجتماع استثنائي قبل موعد الاجتماع المقبل للمنظمة المخطط له في شهر يونيو لمناقشة زيادة أو خفض معدلات الإنتاج في إطار ضبط آليات السوق والحفاظ على ثبات الأسعار ضمن المعدلات المقبولة. ثوار قبالة مصفاة رأس لانوف الليبية (رويترز) ويتوقع محللون زيادة صادرات أعضاء منظمة أوبك من النفط الخام ما عدا انجولا والاكوادور 100 ألف برميل يوميا خلال فترة الأسابيع الاربعة التي تنتهي في الثاني من ابريل في ظل تخوف الدول المستهلكة من حدوث نقص في الإمدادات. وفي هذا الاطار قالت مؤسسة (اويل موفمنتس الاستشارية البريطانية) ان صادرات النفط الخام المحمولة بحرا لاعضاء اوبك سترتفع في فترة الاسابيع الاربعة في المتوسط الى 23.65 مليون ب-ي من 23.55 مليون ب-ي في الاسابيع الاربعة حتى الخامس من مارس. في الوقت الذي يقول فيه وزير النفط الايراني مير كاظمي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة، ان أي زيادة انتاجية يقوم بها أعضاء أوبك كل على حدة لخفض ضغوط أسعار النفط الناجمة عن الازمة الليبية لن تحقق الاثر المنشود، مشددا على موقف بلاده بأنه لا حاجة الى عقد اجتماع استثنائي لمنظمة أوبك لمعالجة سعر النفط، حيث كانت منظمة اوبك قد اتفقت على ابقاء سقف انتاجها المستهدف دون تغيير في محاولة لتحقيق استقرار الاسعار. يتوقع محللون زيادة صادرات أعضاء منظمة أوبك من النفط الخام ما عدا انجولا والاكوادور 100 ألف برميل يوميا خلال فترة الأسابيع الاربعة التي تنتهي في الثاني من ابريل في ظل تخوف الدول المستهلكة من حدوث نقص في الإمدادات. وقالت مصادر تجارية ان العقوبات الدولية تجعل تصدير النفط من ليبيا شبه مستحيل، حيث توقفت الصادرات الليبية منذ أسبوع على الأقل بسبب تزايد صعوبات التمويل والعقوبات ونقص إمدادات الخام. ومنذ ذلك الحين قررت شركات أمريكية كبيرة مثل اكسون موبيل ومورجان ستانلي وقف التجارة مع ليبيا ورفضت البنوك تسوية مدفوعات بالدولار بسبب العقوبات. وقال شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا ان المؤسسة لا تزال تبيع أي كميات متاحة من النفط الخام رغم الانخفاض الحاد في الإنتاج والعقوبات، في الوقت الذي يرى فيه ان ليبيا تدرس ترسية عقود امتيازات نفطية بشكل مباشر على الصين والهند ودول أخرى تعتبرها صديقة في ظل أزمتها الداخلية. من جانبه نفى وزير النفط وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد العبدالله وجود نية لدى الكويت لزيادة إنتاجها النفطي حاليا بسبب انخفاض أسعار النفط عالميا، لافتا الى أن النفط الكويتي يحظى بطلب متزايد من العملاء وبالتالي ان كان هناك عدم قدرة من قبل اليابان على استقبال النفط الكويتي فهناك الكثير من العملاء الراغبين في الحصول على هذه الحصة، منوها بأن هذا لا يعني أننا سنعمل على زيادة الإنتاج النفطي أو مخالفة الكوتا الخاصة بها في «اوبك». وقال العبدالله «سوق النفط حاليا تواجه مشكلة ولا تعتمد حاليا على العرض والطلب ولا يوجد لها مؤشر واضح بناء عليه تعمل دراسات الأسعار بالنسبة للدول المنتجة حيث ان سوق النفط تتأثر بأي خبر سياسي»، مؤكداعلى «أن أساسيات العمل على العرض والطلب انتفت الآن وما يدور الآن هو اما مضاربة أو أخبار سياسية هي ما يحدد الأسعار بالارتفاع والانخفاض». وأضاف فيما يخص اجتماع أوبك المقبل «اننا كدول أعضاء رأينا انه عندما ارتفعت أسعار النفط بشكل متذبذب كانت هناك اتصالات مع الدول الأعضاء لاحتمال تنسيق موعد للاجتماع ولكن عندما انخفضت الأسعار حاليا انتفت أسباب الاجتماع الطارئ لذلك». أما وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي فقد استبعد أن تعقد منظمة (أوبك) اجتماعا خلال هذا الشهر لبحث عروض النفط الخام في السوق العالمية، مؤكدا ان السوق العالمية للنفط ممونة بالقدر الكافي بالنفط. ويرى ان الاستثمارات الجزائرية في ليبيا ستواصل العمل بمجرد تحسن الوضع، موضحا أن هناك عدة شركات جزائرية مختصة في الخدمات النفطية غادرت ليبيا بسبب الأحداث الأخيرة فيها. وأن الشركة الجزائرية للمحروقات سوناطراك ستستأنف نشاطها بليبيا المعلق حاليا فور تحسن الوضع بهذا البلد.. من جانب آخر يرى وزير الخارجية النيجيري أن منظمة أوبك قد تجتمع لتقييم موقف العرض والطلب على النفط الخام بعد أزمة اليابان وذلك رغم قول أعضاء خليجيين في المنظمة إنه لا حاجة إلى الاجتماع قبل يونيو. وقال الوزير أودين أجوموجوبيا في معرض رده عما إذا كانت منظمة أوبك ستجتمع لتقييم الموقف بعد أزمة اليابان ‹›أتوقع أنهم سيجتمعون نظرا لمقتضيات الموقف››. وتابع ‹›هذا وقت جيد لتقييم الموقف››. من جانبه أكد نوبو تاناكا رئيس وكالة الطاقة الدولية، أنه ما زال يشعر بالقلق إزاء ارتفاع أسعار النفط في انتعاش الاقتصاد العالمي. قائلا «إذا استمر عند مستوى 100 دولار خلال العام فإنه سيكون بالتأكيد مؤثرا في انتعاش الاقتصاد على مستوى العالم وإذا واصلت الأسعار الارتفاع فإن ذلك بالتأكيد سيخلق المزيد من المشكلات». وأوضح تاناكا كذلك أنه «ليس قلقا بدرجة كبيرة» بشأن إمدادات النفط اليابانية في أعقاب زلزال مدمر وأمواج مد عاتية «تسونامي» ضربت ثالث أكبر اقتصاد في العالم لكن الوكالة مستعدة للسحب من مخزوناتها الاستراتيجية إذا ما طلب منها ذلك. وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على النفط سيكون أبطأ من توقعات سابقة.