استقرت أسعار النفط الجمعة دون 99 دولارا للبرميل مع ارتفاع العملة الأمريكية ومخاوف المستثمرين حيال آفاق النمو الاقتصادي العالمي. واستقرت أسعار عقود النفط الآجلة هذا الأسبوع بعد موجة بيع ضخمة في أوائل مايو ايار الجاري وبدأ المستثمرون في التطلع الى اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» الشهر المقبل الذي سيعيد تقييم سياسة الإنتاج. وحثت وكالة الطاقة الدولية أعضاء أوبك يوم الخميس على زيادة الإنتاج لحماية الاقتصاد العالمي وبدا أنها تلمح الى احتمال أن يفرج أعضاؤها عن مخزوناتهم الطارئة إذا ما تقاعست أوبك عن التحرك وقالت الوكالة إن أسعار النفط لا تزال عند مستويات مرتفعة برغم تصحيح بحوالي 10 بالمائة منذ بداية الشهر الجاري ، وارتفعت أسعار النفط بشكل قوي منذ بداية العام متأثرة بالاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتصل الى نحو 130 دولارا للبرميل. لكنها شهدت تصحيحا حادا في أوائل مايو الجاري لتتراجع الى ما دون 110 دولارات للبرميل بسبب مخاوف من أن يقوض ارتفاع الأسعار الطلب على النفط في أنحاء العالم. لكن كثيرا من المحللين ومن بينهم محللون في بنوك كبرى مثل جولدمان ساكس وباركليز كابيتال ودويتشه بنك قالوا انهم يتوقعون أن تعود الأسعار الى المستويات المرتفعة التي سجلتها مؤخرا أو تتجاوزها في نهاية 2011 بسبب نقص الإمدادات ، واستبعد المحللون بشدة أن ترفع أوبك الإنتاج. وبحلول الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش سجلت عقود الخام الأمريكي الخفيف تسليم يونيو حزيران التي ينتهي تداولها اليوم نحو 80ر98 دولار للبرميل مرتفعة 36 سنتا بعد أن سجلت أعلى مستوى لها خلال اليوم عند 60ر99 دولار. وصعدت عقود مزيج برنت تسليم يوليو تموز ستة سنتات إلى 48ر111 دولار للبرميل. وجرى تداول عقد أقرب استحقاق للخام الأمريكي في نطاق ضيق بين 02ر95 و99ر100 دولار هذا الأسبوع بعد أن انخفض عن ذروته التي بلغت 83ر114 دولار والتي سجلها في الثاني من مايو ايار. من ناحية أخرى قالت مؤسسة اويل موفمنتس الاستشارية البريطانية التي تتابع شحنات النفط المستقبلية إن الصادرات المنقولة بحرا من منظمة اوبك - مع استبعاد انجولا والإكوادور- ستزيد بمقدار 420 ألف برميل يوميا في الأسابيع الأربعة حتى الرابع من يونيو حزيران ، وأضافت المؤسسة في احدث تقديراتها الأسبوعية إن متوسط صادرات المنظمة سيرتفع إلى 91ر22 مليون برميل يوميا من 49ر22 مليون برميل يوميا في الأسابيع الأربعة حتى السابع من يونيو حزيران. وقال روي ميسون الخبير بالمؤسسة ، معظم الزيادة قادمة من الشرق الأوسط وبعضها من غرب أفريقيا وكلها متجهة شرقا. وأبقت المنظمة الحصص الإنتاجية للدول الأعضاء بلا تغيير منذ أعلنت تخفيضات قياسية في الإمدادات بلغت 2ر4 مليون برميل يوميا في ديسمبر كانون الأول 2008 في محاولة لدعم الأسعار الهابطة في ذلك الحين. لكن أعضاء كثيرين في اوبك زادوا الإمدادات بشكل غير رسمي منذ 2009 وتعافت الأسعار والطلب وتسبب الصراع في ليبيا في توقف صادرات البلاد النفطية في وقت سابق من هذا العام. وقالت اويل موفمنتس إن إنتاج اوبك يبقى منخفضا كثيرا عن مستواه قبل عام. وأضافت من المتوقع أن تكون صادرات اوبك في فترة الأسابيع الأربعة حتى الرابع من يونيو منخفضة 750 ألف برميل يوميا عن الفترة نفسها قبل عام بسبب فقدان الإمدادات الليبية.