قليلة هي المرات التي تصل فيها الدول المنتجة والمستهلكة إلى حد كبير من الاتفاق بشأن مستوى الإمدادات النفطية في السوق، إذ أبدت المملكة وسائر دول أوبك المنتجة للنفط ووكالة الطاقة الدولية التي تعمل كمستشار لنحو 28 دولة مستهلكة من بينها الولاياتالمتحدة، موقفاً ثابتاً أمس بخصوص كفاية الإمدادات خلال اجتماع لمنتدى الطاقة الدولي شهدته الرياض بهدف الوصول إلى حل بخصوص تقلبات الأسعار. وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أمس إن المملكة وأوبك تريان أن النفط في السوق كافٍ والمخزونات في مستوى مطمئن جداً. وقال النعيمي: "الرسالة التي أريدها أن تصل إلى الأسواق اليوم هي أن هناك ما يكفي من النفط في السوق وإننا لن ندع مجالا لأي نقص في الإمدادات ولهذا أريد من المتعاملين أن يتوقفوا عن المضاربة ويذهبوا للنوم." وجاءت تصريحات النعيمي في ظل اضطرابات كبيرة يشهدها الشرق الأوسط ساهمت في رفع الأسعار إلى مستويات عالية جداً، حيث تجاوز سعر سلة أوبك أمس 100 دولار وبذلك وصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008، فيما تجاوز سعر برنت 105 دولارات أمس وقاربت أسعار النفط في بورصة تكساس 95 دولاراً للبرميل. وطمأن النعيمي الأسواق بخصوص المخاوف من اضطراب الإمدادات بعد التوتر السياسي الذي تعيشه ليبيا عضو منظمة أوبك وصاحبة أكبر مخزون نفطي في إفريقيا، والذي أدى لسحب العديد من الشركات النفطية هناك موظفيها. وقال إن أوبك لديها احتياطي كافٍ من النفط لسد أي نقص من النفط الليبي في حال حدوث أي انقطاع من الإمدادات في ليبيا، حيث يوجد نحو 4 ملايين برميل من النفط كسعة احتياطية في المملكة وحدها. وشهد أمس توافقاً كبيراً بين وجهات نظر المستهلكين والمنتجين بخصوص الإمدادات، حيث أكد كل من النعيمي والمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، نوبو تاناكا أن الأسواق لا تعاني من أي نقص. وأوضح النعيمي وتاناكا رداً على سؤال ل"الوطن" حول أسباب الارتفاع في أسعار النفط رغم الوفرة الكبيرة التي يشهدها المعروض في السوق، أن ما يحدث ليس متعلقاً فقط بالمضاربات بل هناك أسباب أخرى دفعت بالأسعار للوصول إلى ما هي عليه. وقال تاناكا: "في كل مرة ترتفع الأسعار نلقي باللوم على المضاربين، ولكن كانت هناك عوامل أخرى مثل تقلبات المناخ الشديدة في الفترة الأخيرة من العام الماضي، كما أن الأرقام حول العرض والطلب ينقصها الكثير من الشفافية." وأضاف تاناكا أنه يتوقع أن يساهم اجتماع الرياض الذي انتهى أمس في دفع الشفافية للأمام من خلال مبادرة بيانات النفط المشتركة التي يشرف عليها منتدى الطاقة الدولي والذي تدعمها المملكة. وأوضح النعيمي أمس في خطابه النهائي عقب الاجتماع أن منتدى الطاقة سيتطور من المبادرة وسيصدر نشرة بيانات عن الغاز بحلول نهاية العام إضافة إلى نشرة عن المواد البترولية المكررة والاحتياطات بحد أقصى العام القادم. وأبدى النعيمي وجهة نظره فيما يحدث في السوق حالياً بقوله إن هناك منظمات وجهات تقدم نصائح للمشترين بالشراء في أوقات معينة وهو ما أدى إلى زيادة الطلب بصورة مفاجئة مما دفع بالأسعار إلى الأعلى في بعض الأوقات. من جهة أخرى قال نائب وزير الطاقة الأميركي دانييل بونمان في مؤتمر صحفي أمس إن الولاياتالمتحدة ترى أن الأسواق مستقرة بشكل كبير وأن الإمدادات كافية ولم تتأثر بما يحدث في ليبيا. وأضاف: "إذا ما حدث أي اضطراب في ليبيا فإن السوق العالمية تستطيع الحصول على النفط من أي مكان آخر فهناك الكثير من الإنتاج الفائض لدى دول أوبك وهناك العديد من المصادر الأخرى." وقال بونمان رداً على سؤال ل"الوطن" إنها لا توجد أية أدلة حتى الآن تؤكد حدوث أي شح في المعروض النفطي من قبل الدول المنتجة. ورفض بونمان التعليق على مستوى الأسعار الحالية وقال إن الولاياتالمتحدة لن تهتم بالارتفاعات إلا إذا أثر هذا سلباً على نمو اقتصادها. وكان بونمان يتحدث في إطار منتدى الطاقة الدولي الذي يجمع ممثلين من أكثر من 90 دولة منتجة ومستهلكة وتستضيفه المملكة.