رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة تعتبر من الرياضات المهمة في جميع البلدان، ولكن في بلدنا تكاد أن تكون معدومة رغم انها رياضة ذات انجازات عظيمة على المستوى القاري والعالمي وهذا مما يجعل الجميع يتساءل عن الاهتمام بهذه الفئة التي تعتبر ممارسة الألعاب الرياضية من وسائل الترفية والتسلية التي تنسيهم نقصهم عن البقية من خلال إعاقتهم والتي يجب أن يكون الاهتمام بها على أعلى مستوى من جميع الجهات المختصة، وتكاد أن تكون تلك الرياضات معدومة الاهتمام من قبل المسئولين عنها، فهم مغيبون في كل الأحوال، كيف تغيب تلك الفئة وهي من أتت بالإنجازات للوطن من كل حدب وصوب فمنتخب ذوي الاحتياجات الخاصة يكفي فقط أنه يحمل في خزائنه بطولتي كاس العالم التي حققها على التوالي، بالتأكيد إنهم يحتاجون إلى وقفة الجميع وأن يكونوا جزءا من المجتمع الرياضي وأن يصبح دورهم كبيرا بيننا إلا أن الواقع الحالي لا يحكي ذلك حيث إن دورهم لا يتجاوز ذكر قصصهم في بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية مما يجعل تلك الفئة في معزل تام عن بقية الوسط الرياضي، فلماذا لا نشاهدهم مندمجين ضمن أجزاء هذا الوسط. اختلف المؤرخون في تاريخ رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن اتفق أغلبهم أنها تعود إلى الحرب العالمية الثانية التي خلفت الكثير من الاعاقات بمختلف أنواعها فولدت فكرة تلك الرياضة للترفيه عنهم وتسليتهم وعدم إحساسهم بالعجز والكآبة ونقصهم عن بقية المجتمع وتطورت تلك الرياضة إلى أن أصبحت رسمية وتم وضع قوانين وأسس لها اتحاد خاص ينظم العديد من المسابقات وأقيم بعد هذا التأسيس البطولات وأصبح المعاقون يتحدون إعاقتهم. وإشارات الكاتبة الشهيرة هيلين كيلر التي تعاني من فقد أغلب حواسها الخمس " إن العمى ليس بشيء وان الصمم ليس بشيء فكلنا في حقيقة الأمر عمي وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم، وانه على الرغم من امتلاك الإنسان خمس حواس ضئيلة عاجزة، هناك حاسة سادسة هي التي وحدها تستطيع أن ترى ما لا تراه العيون، وتسمع ما لا تسمعه الآذان، وتدرك ما لا تدركه العقول، وهذه الحاسة التي تغنينا عن الحواس الأخرى هي دليلنا في هذه الحياة وعزاؤنا في العالم " فحققت هذه المقولة شهرة واسعة رغم إعاقتها. ومن خلال هذا الموضوع نستطلع أراء الخبراء والمسئولين عن هذه الرياضة ولماذا غيبت وكيف ذلك ؟ وكيف نستطيع أن نجعل تلك الرياضة جزءا من أجزاء المجتمع وأن لا تشعر تلك الفئة بالنقص عن الآخريين. أصحاب إنجازات أوضح بندر الصالح عضو مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين أن الجمعية تبذل جهدا كبيرا من أجل مساعدة رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن العقبات كثيرة ومن ضمنها دمج الطفل المعاق منذ الصغر مع المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم وقد وقع الأمير سلطان بن سلمان رئيس جمعية الأطفال للمعاقين عقداً مع الوزارة ولكن هناك من رأى أن هذا لن ينجح وقد وقفوا عثرة في نجاح هذه الخطوة التي لو تمت لما حصل فجوة كبيرة بين هذه الفئة والوسط الرياضي. وطالب الصالح بإيجاد منشآت رياضية داخل مراكز الأطفال للمعاقين تحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية بالتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب بممارسة جميع الألعاب الرياضية ولأن هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع تحتاج إلى اهتمام ودعم كبير وهذا لن يتم إلا بتضافر الجهود وتعاون الكل. سلطان بن سلمان: هؤلاء ذو «قدرات خاصة» وليس احتياجات خاصة الصالح: لاتوجد منشآت رياضية مخصصة لممارسة نشاطهم النخلي: نفتقد إلى أدنى مقومات الرياضة والأندية تحاربنا وشدد الصالح على أن العمل التطوعي يجب أن يكون حاضرا لأن هذه ثقافة نحتاج أن تنتشر بين أفراد المجتمع في مساعدة هؤلاء ذوي الاحتياجات الخاصة ونطالب بوجود هيئة للعمل التطوعي لتوضح للجميع أهمية هذا العمل النبيل فالقائم عليه له أجر كبير. وأكد الصالح أن ذوي الاحتياجات الخاصة حققوا إنجازات كبيرة وما تحقق في كأس العالم بالفوز باللقب مرتين في كرة القدم إلا أكبر دليل على نجاحهم وأنهم يملكون قدرات خاصة وما هؤلاء إلا فئة من ضمن مجموعة كبيرة تملك مواهب في الوطن وهذه أدلة مشجعة لكل المسئولين بتطوير هذه الرياضات والاهتمام بهذه الفئة. وقال الصالح: إن الأمير سلطان بن سلمان دوماً يحب أن يطلق على هذه الفئة " ذوي القدرات الخاصة " وليس الاحتياجات والمعاقين وهذا دليل على نبل وحب حامل هموم هذه الفئة. وشكر الصالح الأمير نواف بن فيصل الذي يبذل جل جهده في تقديم رياضة ناجحة لذوي الاحتياجات الخاصة رغم قلة الإمكانيات الموجودة لتحقق إنجازات كبيرة للبلد وإنجاز كاس العالم أسعد الجميع من رياضيين وغيرهم. العبدي: المنشآت الخاصة مطلوبة والتبرعات موجودة أوضح محمد العبدي مدير تحرير الشؤون الرياضية بجريدة الجزيرة أن أي تقصير حاصل حيال هؤلاء ينسب إلى الجهات المسئولة وإلا فالأندية متعاونة ومتعاطفة معهم وأيضاً الملاعب وما تخصيص مقاعد خاصة لهم في الملاعب الآن إلا دليل على الاهتمام الحاصل ولكن يفتقرون إلى وجود ملاعب رياضية مخصصة لجميع المواهب الحاصلة لديهم وبالنظر إلى دول مجاورة نجد أن لديهم ملاعب خاصة وحتى مدرجاتهم والمنصة الموجودة في نفس المنشآت نجدها صممت لهم وهذا ما يجعلنا دوماً نطالب بالاهتمام بهم وجعل لهم الأولوية في الأشياء. وقال العبدي: إن العمل التطوعي يبقى ثقافة وفي أوروبا منتشر كثيراً ولدينا موجود ولكن يحتاج إلى توجيه هؤلاء وتوعيتهم بهذا العمل المطلوب منهم وكانت هناك تبرعات حاصلة في السابق من نواف التمياط والشلهوب والفريدي وما هؤلاء إلا دليل على أن الوسط الرياضي يؤمن بهذا الدور والعمل الخيري الكبير. صاحب الرقم القياسي مستاء من الاندية أوضح هاني النخلي صاحب الرقم القياسي في رمي القرص أن ممارسي الرياضة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون إلى اهتمام من قبل المسئولين في الدولة، وانهم يفتقدون إلى أدنى مقومات ممارسة هذه الرياضة، ولا يعرفون أين يمارسون رياضتهم في ظل عدم توفر الملاعب والصالات المخصصة لذلك ورفض الأندية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب استقبالهم حيث إن نادي الأنصار رفض تواجده في النادي واستخدام مرافقه بحجة عدم وجود مساعدين له في ممارسة رياضته وتواصل رفض وجودهم حتى في الأندية الرياضية الخاصة التي تقدم الاشتراك فيها مقابل مبلغ مادي بحجة عدم مقدرتهم على استخدام الأجهزة وصالات الحديد المتوفرة فيها وأن هذا يشكل تحطيما كبيرا لكل المواهب الموجودة رغم تحقيقهم منجزات عالمية للوطن إلا أن هذا الرفض تواصل من قبل الأندية والتجاهل من المسئولين أصابهم في مقتل وأصبح محطماً لكل الطموحات . السبيعي: حققنا حلم الحمدان والعمل التطوعي مطلوب كشف سعود السبيعي مدير إدارة المسئولية الاجتماعية بنادي الهلال أن على الأندية أن تقدم دورا اجتماعيا نحو هذه الفئة وأن لا يكون دورها فقط إحضار هؤلاء إلى الأندية والتصوير معهم وبثها إلى وسائل الأعلام، علينا أن نتعاون ونضعهم في أي مكان مناسب لهم في النادي، فالهلال استطاع أن يوظف الشاب عبدالرحمن الحمدان الذي قال: إن حلمه أن يدرب ذوي الاحتياجات الخاصة في السباحة وحقق له الهلال ذلك وسوف يبدأ معنا بعد انتهاء موسم الشتاء حسب طلبه. وطالب السبيعي توعية الشباب بأهمية العمل التطوعي الذي يجب أن يتواجد فيه الشاب السعودي ونستغل طاقات هؤلاء في تجنيدهم لكل الأعمال الخيرية ومساعدة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تستحق كل خير وأن العمل التطوعي يجب أن يكون حاضرا مع هذه الفئة. العنزي: نحتاج تعاون الجهات المسئولة قال محسن العنزي أحد المعاقين على الكراسي المتحركة: إنهم بحاجة إلى أن يندمجوا مع الوسط الرياضي ولن يتحقق ذلك إلا بوجود تعاون مشترك بين الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة ووزارة الشئون الاجتماعية وزيارتهم إلى تلك الدور التي يوجد بها الكثير من المبدعين ومساعدتهم على البروز ودعمهم، وهم بأمس الحاجة إلى وجود ملاعب مهيأة لممارسة رياضتهم التي تعتبر مغيبة في الوسط الرياضي وفي ظل رفض الأندية لوجودنا إلا بصرف إعانات مالية لهم من قبل الاتحاد أو وزارة الشئون الاجتماعية وهذا يعرقل ويدفن العديد من المواهب التي منعتها الإعاقة من البروز والاندماج ضمن المجتمع الرياضي.