أكد مساعد مدرب المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة السلة (كراسي متحركة) مدرب مركز جدة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ولاعب كرة السلة بفريق الوحدة سابقا عبد الرزاق فلاته، أن الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة برئاسة الأمير نواف بن فيصل يبذل جهودا جبارة لتطوير رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن اليد الواحدة لا تصفق فهناك العديد من العقبات والصعوبات التي تواجه الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وكشف فلاته العديد من الأمور الغائبة عن الكثيرين فيما يتعلق بهذا المجال وقدم العديد من المقترحات التي يرى أنها ستسهم في تطوير رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وأوضح الكثير من خلال الحوار التالي: • في البداية أطلعنا على سر اهتمامك بذوي الاحتياجات الخاصة؟ أبدا ليس هناك أي سر خاص، بل على العكس فأنا أرى أن المفترض على كل شخص مسلم سوي الفطرة أن يكون مهتما بهذه الفئة الغالية، لأنها تستحق منا كل الدعم والاهتمام، ومن يرى غير ذلك فأنصحه بمراجعة طبيب نفسي على الفور، لأنه يعاني من مشكلة حقيقية. • متى بدأت العمل كمدرب رياضي لذوي الاحتياجات الخاصة؟ كما تعلم كنت لاعبا في فريق كرة السلة بنادي الوحدة وقد تدرجت في المراحل السنية ناشئين وشباب حتى لعبت في الفريق الأول، وقد واصلت اللعب حتى عام 1420 هجريا، ثم تعرضت لحادث مروري نتج عنه تركيب سيخ في يدي اليسرى فاضطررت للتوقف عن اللعب حينها، وفي إحدى زياراتي لمدينة الطائف شاركت في دورة تدريبية على الكراسي المتحركة بدعوة من الصديق العزيز حسين هوساوي الذي يعتبر الأب الروحي للمعاقين في مدينة الطائف، فهو حريص كل الحرص على دعمهم ومساندتهم عبر تشجيعهم على ممارسة الرياضة، ومنذ ذلك الحين وأنا أتلقى الدورة تلو الأخرى في هذا المجال حتى أصبحت مدربا في مركز جدة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة. • وما هي اللعبة التي اخترت أن تكون مدربا فيها ؟ بما أنني كنت لاعبا لكرة السلة، فقد آثرت أن أنقل كل ما اكتسبته من خبرات وتجارب في هذه اللعبة لإخواني من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع ذلك لا أتردد إطلاقا في التدريب لأكثر من لعبة مثل تنس الطاولة ورفع الأثقال وغيرها من الرياضات التي يمارسها ذوي الاحتياجات الخاصة. طريقة اللعب • سأتحدث معك عن لعبتك المفضلة .. فما أبرز الاختلافات بين رياضة كرة السلة للأصحاء وكرة السلة لذوي الاحتياجات الخاصة عبر الكراسي المتحركة، كونك عاصرت اللعبتين الأولى كلاعب والثانية كمدرب؟ بشكل عام لا يوجد اختلاف كبير فالقوانين نفسها لا تتغير، وإن اختلفت طبيعة اللعب فعجلات الكرسي المتحرك بمثابة أقدام اللاعب في عدد الخطوات فلا يسمح للاعب المعاق أن يحرك كرسيه أكثر من دفعتين قبل أن يضرب الكرة بالأرض على غرار الخطوات المسموح بها للاعب كرة السلة السليم، كما أن هناك قدرا مسموحا من الاحتكاكات بين العربات على غرار ما هو مسموح به بين أكتاف اللاعبين وهناك تصنيفات مختلفة للاعب كرة السلة من ذوي الاحتياجات الخاصة فكل إعاقة لها تصنيف معين حتى يتحقق العدل والمساواة بين اللاعبين. • إنجازاتك في مركز جدة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة قادتك للعمل في المنتخب الوطني لكرة السلة لذوي الاحتياجات الخاصة.. حدثنا عن ذلك وعن أبرز مشاركاتك مع المنتخب؟ تم استدعائي للعمل في المنتخب الوطني كمساعد مدرب في عام 2002 م وقد شاركت مع المنتخب من خلال عملي كمساعد مدرب في ثلاث بطولات خليجية، وقد حصلنا فيها جميعها على مرتبة الوصافة. التواصل مستمر • ولماذا لم نحقق البطولات في هذه اللعبة حتى الآن؟ أعتقد أننا في تصاعد في المستوى الفني للمنتخب من بطولة لأخرى، والدليل أننا كنا نخسر أمام المنتخبات الأخرى بفارق نقطي كبير، أما اليوم فنحن نخسر أمام ذات المنتخبات بفارق النقطة والنقطتين، وكنا في أكثر من مرة قاب قوسين أو أدنى من تحقيق البطولة. • ما هي أبرز الصعوبات والعقبات التي تواجهها رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة من وجهة نظرك؟ الصعوبات كثيرة ولا حصر لها لكنني أستطيع أن ألخصها في عدة نقاط لعل أبرزها غياب الأندية الخاصة بالمعاقين فنحن نتدرب على ملاعب وصالات رعاية الشباب وبعض الأندية والمرافق الخاصة بها عبر اجتهادات شخصية من خلال علاقاتنا مع بعض المسؤولين هنا وهناك إضافة إلى غياب الأندية الخاصة بالمعاقين نقص شديد في أطقم الملابس الرياضية والمعدات التدريبية والكراسي المتحركة الخاصة برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أن قيمة الكرسي الواحد تتجاوز 14000 ريال ورغم أن الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة بقيادة الأمير نواف بن فيصل يسعى جاهدا لتوفير كافة هذه المستلزمات، إلا أننا لا نستطيع أن نلوم الاتحاد على الخلل والقصور الموجود لأن اليد الواحدة لا تصفق. مكافآت مجزية • وماذا عن المكافآت والمبالغ المادية التي تحصلون عليها من خلال عملكم كمدربين للمراكز والمنتخبات لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة؟ في عملنا نحن جميعا مدربون متعاونون ولسنا متعاقدين حتى فضلا عن تفرغنا وتعييننا بشكل رسمي، أما عن المكافآت فنحن نحصل على مكافأة سنوية مقطوعة من الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لا تتجاوز 8000 ريال بعيدا عن الانتدابات التي لا تتكرر كثيرا. • إذا كانت مكافآت المدربين متواضعة إلى هذا الحد فماذا عن مكافآت اللاعبين؟ في الحقيقة لا أحبذ الإجابة على هذا السؤال؛ لأنها ستكون مخجلة كثيرا؛ ولكن بما أننا نتحدث بصراحة فاللاعبون يحصلون على مكافآت سنوية في حال تحقيق البطولات بواقع 500 ريال لكل لاعب، وأنا أحزن كثيرا وأنا أشاهد محترفي الأندية يتقاضون الملايين، فيما يضحي هؤلاء المعاقون بالغالي والنفيس لتحقيق الإنجازات باسم الوطن من أجل الملاليم. • هل تقتصر مشاكلكم واحتياجاتكم على الناحية المادية فقط؟ بالطبع لا ولو فكرنا في المادة لتركنا هذا المجال منذ زمن؛ لكننا نحتسب في عملنا الأجر عند الله كوننا نقدم خدمة جليلة لهذه الفئة العزيزة على قلوبنا؛ لكننا نواجه مشاكل أخرى تتمثل في التهميش الإعلامي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة. • أنت تحرجني بهذا الكلام كوني عضوا في اللجنة التي تتحدث عنها؟ بما أنك أحد أعضاء اللجنة الإعلامية أتمنى أن توصل صوتي ورسالتي لباقي أعضاء اللجنة، لأن هذه الفئة تستحق اهتماما إعلاميا أكبر لتسليط الضوء على إنجازاتها. • كيف تقيم نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة في الوقت الراهن؟ نظرة الشفقة والتعاطف ما زالت موجودة في مجتمعنا، ومن وجهة نظري فهي نظرة طبيعية لكل من لم يقترب من هذا العالم ويتعايش معه لكن النظرة سرعان ما تتغير بمجرد دخولك لعالم ذوي القدرات الخاصة، الذي ترى فيه العجب العجاب من قوة الإرادة والتصميم والصبر والمثابرة وأنا أعتبر نفسي أحد طلاب هذه المدرسة مدرسة التحدي وقهر المستحيل. ما يحتاجه الأسوياء • ما أبرز الحلول والمقترحات برأيك لتطوير رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة؟ ينبغي المسارعة بإنشاء الأندية الخاصة بالمعاقين، وأود هنا أن أشيد بالخطوة التي قامت بها أمانة الرياض عبر تخصيص أحد المباني ليكون مركزا رياضيا متكاملا لذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع البلديات المجاورة، وأتمنى من جميع أمانات المناطق أن تحذو حذوها، كما أتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تخصص جانبا من الأندية المسائية التي اعتمدتها مؤخرا لتكون ملائمة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن مشاركة القطاع الخاص ضرورية جدا لدعم هذه الفئة من الناحية المادية، أما على الصعيد الفني فأتمنى أن يتم إبرام اتفاقيات مشتركة للتعاون الرياضي في مجال رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة مع الدول المتقدمة في هذا المجال لرفع المستوى الفني للاعبينا وإكسابهم المزيد من الخبرة عبر الاحتكاك مع لاعبين محترفين مما سيساهم في رفع مستوى المنتخبات الوطنية في كافة الألعاب للوصول بها إلى المحافل الأولمبية والعالمية. • كلمة أخيرة؟ بعد شكر الله عز وجل أود تقديم شكر خاص لزوجتي العزيزة على تحملها وصبرها على تقصيري بسبب انشغالي بالمعسكرات والبطولات، كما أوجه شكرا خاصا لصحيفة عكاظ على تخصيصها لصفحة أسبوعية تسلط الضوء على رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة فلها ولك منا كل الشكر والعرفان.