استغرب عدد من أبطال المملكة من ذوي الاحتياجات الخاصة في عدد من الألعاب التجاهل الكبير من قبل الإعلام الرياضي لهذه الفئة، حيث إن هناك عدة بطولات داخلية وخارجية لذوي الاحتياجات الخاصة في مسابقات كرة القدم وكرة السلة وألعاب القوى وغيرها من الألعاب التي يحقق فيها ذوو القدرات الخاصة الأرقام القياسية والإنجازات الذهبية المسجلة باسم هذا الوطن لكنها دائما خارج الأضواء، وبعيدا عن محيط الفلاشات التي تذهب لأشخاص لا يستحقونها، وطالب هؤلاء القناة الرياضية السعودية كونها المسؤول الإعلامي عن رياضة هذا الوطن بتخصيص إحدى قنواتها الست لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ونقل بطولاتها المختلفة تشجيعا ودعما لهذه الفئة الغالية على قلوب الجميع. من جانبه، حمل مدير القناة الرياضية السعودية عادل عصام الدين المسؤولية للاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة عن هذا الغياب الإعلامي لنشاطات الاتحاد، وقال: نحن في القناة الرياضية حريصون دائما على إبراز جميع رياضات الوطن وإنجازاته وبالأخص الإنجازات الباهرة لذوي القدرات الخاصة، والقناة الرياضية كانت في قلب الحدث عند تحقيق المنتخب السعودي لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة كأس العالم مرتين على التوالي، ولكن المشكلة تكمن في ضعف التنسيق مع الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي لا يبلغنا بجدول بطولاته ومواعيدها، ونتمنى أن يحدث ذلك في المستقبل حتى تلقى هذه الفئة ما تستحقه من التغطية الإعلامية. غياب المنشآت رغم أنهم حققوا العديد من الإنجازات في عدد من الألعاب الرياضية ورفعوا راية الوطن خفاقة في مختلف المحافل الدولية والقارية إلا أنهم ما زالوا في دائرة الظل. عكاظ التقت بذياب الحجيلي مدير مركز المدينةالمنورة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تحدث عن الكثير من الأمور التي يعاني منها أبطال الظلام. • في البداية دعني أطرح عليك سؤالا قد يبدو غريبا بعض الشيء ولكن كيف لمعاق أن يمارس الرياضة؟ • سؤالك هذا لا يعد غريبا بالنسبة لي فقد سئلته كثيرا من قبل المعاقين أنفسهم الذين يجهلون أن هناك رياضة خاصة بهم، ولكن الحقيقة أن المعاق قادر على ممارسة العديد من الألعاب الرياضية ومن بينها كرة السلة على الكراسي المتحركة وكرة الطائرة في وضع الجلوس، إضافة إلى رفع الأثقال وتنس الطاولة والسباحة وكرة القدم وغيرها من الألعاب التي تعتمد على نوع الإعاقة حركية كانت أو بصرية أو ذهنية. تجاهل إعلامي • في رأيك لماذا لا يعرف المجتمع والمعاقون أنفسهم بوجود هذه الرياضات وما أبرز أسباب غيابها عن الساحة الرياضية من وجهة نظرك؟ • أعتقد أن هناك عدة أسباب لكن أبرزها هو غياب المنشآت الخاصة برياضة المعاقين فنحن نستخدم منشآت الأندية ونواجه صعوبة كبيرة في التنسيق معها بسبب التزاماتها الخاصة، فعلى سبيل المثال نحن في مركز المدينةالمنورة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة نستخدم المرافق الخاصة بناديي أحد والأنصار مثل المسبح والصالات الرياضية لتدريب المعاقين ورفع مستواهم للمشاركة في البطولات المختلفة داخليا وخارجيا، أضف إلى ذلك أن نظرة المجتمع السلبية تجاه المعاق وتجاهل الإعلام الرياضي لبطولات المعاقين وغيرها من الأسباب التي لا تخفى على الكثيرين أدت إلى غياب أو ضعف رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمملكة، رغم أنها حققت العديد من الإنجازات في المحافل الدولية. • وأين يقف الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة من هذا المشهد وما هو دوره بالتحديد ؟ • في الحقيقة لا نستطيع أن ننكر المجهودات الجبارة التي يبذلها الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة بقيادة أمير الرياضة والشباب الأمير نواف بن فيصل، إضافة إلى المجهودات الكبيرة التي يبذلها الرجل المخلص في هذا الاتحاد وهو الأمين العام الدكتور ناصر الصالح الذي حقق نجاحات كبيرة من خلال فترة عمله في الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة، ولكننا يجب أن نعترف أن هناك قصورا كبيرا في لجان الاتحاد، وأعتقد أننا بحاجة إلى إعادة هيكلة وصياغة الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة ليتحول إلى لجنة شبه أولمبية تتفرع منها عدة اتحادات رياضية خاصة بالمعاقين، على غرار ما هو معمول به في الاتحاد الدولي للمعاقين فيصبح اتحاد السباحة للمعاقين واتحاد رفع الأثقال للمعاقين وهكذا حتى تتحقق الفائدة بشكل أكبر من خلال التركيز على كل اتحاد على حدة كل في مجال تخصصه. الفكرة ضاعت • تحدثت في ثنايا حديثك عن عدم وجود المنشآت الخاصة برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة فلماذا لم تطالبوا بها ولماذا لا يتم دمج المعاقين داخل الأندية الرياضية الموجودة بحيث يصبح في كل ناد فريق خاص بذوي الاحتياجات الخاصة؟ • في الحقيقة كانت الفكرة أن يتم دمج المعاقين في الأندية الرياضية، بحيث يصبح هناك فريق للمعاقين في كل ناد ويشرف عليه مدرب وطني تتكفل به الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولكن لم يفعل هذا الاقتراح خوفا من زيادة الأعباء المادية على الأندية التي تعاني من ضعف الميزانيات، أما عن المنشآت فقد أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشاء 5 مقرات أندية خاصة بالمعاقين في 5 مناطق مختلفة وهي المدينةالمنورة والطائف وحائل والأحساء وأبها وذلك في عام 1428 هجريا لكننا لم نشاهدها على أرض الواقع حتى الآن رغم أننا في أمس الحاجة إليها. نحتاج راعيا • هل تجد المراكز الرياضية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة الدعم المادي الكافي لأداء وظيفتها على أكمل وجه؟ • للأسف الدعم المادي لهذه المراكز ضعيف جدا مقارنة بما يصرف على الاتحادات الرياضية الأخرى، فنحن في مركز المدينةالمنورة وهو أحد المراكز الرئيسية نتلقى مبلغا سنويا من الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لا يتجاوز 84000 ريال فيما تصل الميزانية في بعض المراكز الفرعية الأخرى إلى أقل من هذا المبلغ بكثير، وقد سعينا جاهدين لتوفير مصادر دخل أخرى عبر عقود الرعاية مع القطاع الخاص لكننا لم نوفق، ونحن لا نلوم المستثمر على عدم خوضه في هذا المجال لأنه لم يجد البيئة الجذابة التي تدفعه للاستثمار ولكنني أتمنى أن يكون هناك راع رسمي للاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة وبطولاته على غرار ما هو موجود في الاتحادات الأخرى والأندية الرياضية، فهذه الفئة أولى من غيرها بالدعم والاهتمام. • بمناسبة الحديث عن المراكز الرياضية متى تأسس مركز المدينةالمنورة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ومنذ متى وأنت تعمل مديرا له؟ • تأسس مركز المدينةالمنورة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة عام 1417 هجريا وأنا أعمل كمدير له منذ ما يقارب 12 عاما، وأنا أعمل بشكل تطوعي طوال هذه الفترة ولي الفخر بذلك كوني أقدم خدمة جليلة لإخواني ذوي الاحتياجات الخاصة. إنجازات مهملة • الإنجاز البارز لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة هو تحقيق منتخب الإعاقة الذهنية لكرة القدم كأس العالم مرتين على التوالي في عام 2006 و2010 فهل هناك إنجازات دولية أخرى غابت عن الإعلام الرياضي؟ • نعم السبب الرئيسي لبروز الإنجاز الذي ذكرته هو تسليط الإعلام الضوء عليه ولكن هناك إنجازات كبيرة في ألعاب مختلفة حققها من أسميهم بأبطال الظلام من ذوي القدرات الخاصة، فعلى سبيل المثال هناك عدد من الميداليات الذهبية والفضية الأولمبية التي حققها هؤلاء الأبطال في ألعاب القوى والسباحة وغيرها، وأذكر من هؤلاء الأبطال أسامة شنقيطي وهاني النخلي وعبدالله بشاوري وغيرهم ممن رفعوا راية هذا الوطن عاليا في مختلف المحافل الدولية والقارية. 9 في الأولمبياد • ما هي استعداداتكم لأولمبياد لندن القادمة؟ • بفضل الله وتوفيقه نجح 9 لاعبين في الوصول إلى أولمبياد لندن 2012 وغالبيتهم في رياضة ألعاب القوى لكننا وللأسف لم نستطع التأهل للمشاركة في أي لعبة جماعية بأولمبياد لندن، وذلك لضعف مستوانا في الفرق الجماعية وقلة الخبرة فيها ولكننا نأمل تحقيق أرقام قياسية وميداليات أولمبية جديدة تسجل باسم هذا الوطن. • كلمة أخيرة تود قولها ؟! • أود أن أرفع خالص الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل رئيس الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة على تجاوبه معي مشكورا بتجهيز أحد الملاعب الرياضية وتغطيته ليكون ملائما لذوي الاحتياجات الخاصة، كما أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لصحيفة «عكاظ» التي تبنت موهبة رائعة ومميزة مثلك تتمتع بقوة الإرادة والعزيمة وهي نموذج للأصحاء قبل المعاقين وأسمح لي أن أشكرك شخصيا على هذا الحوار الشيق والممتع.