استطاع الاتفاق المتجدد أن يعرقل مسيرة الهلال لتقليص الفارق مع الفتح المتصدر ، بتعادلٍ بطعمِ الفوز بالنسبة للجماهير الاتفاقية ، ومُخيّب للآمال بالنسبة لجماهير الهلال . بعد عودة عجلة الدوري للدوران مجددا ،بعد توقف دام 23 يوماً لتواجد الاخضر في خليجي 21 ،وهي المشاركة التي جاءت مخيّبة للآمال والتوقعات الجماهيرية ، استطاع فارس الدهناء ان يستعيد شيئاً من هيبته مع اول إطلالة بعد العودة من معسكر دبي الذي استمر لعشرة ايام . فخلال مباراة الهلال التي جمعت الفريقين في الجولة ال17 على ملعب ستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، والتي آلت نتيجتها للتعادل الايجابي 2/2 ، ظهر الاتفاق بحِلةٍ جديدة من خلال الدفع بأسماء ظهرت لأول مرة على خارطة الفريق الاتفاقي . الأسماء الجديدة والمتمثلة في علي الزبيدي وعلي الزقعان وإبراهيم البراهيم ، استطاعت ان تثبت قُدرتها في تمثيل الفريق الاتفاقي من الطلة الاولى ، واذا حافظت على وهجها ستكون من ابرز الاسماء في الكرة السعودية خلال السنوات المقبلة . احمد عكاش ويحيى عتين المعار للأهلي قد عرفا طريقهما للفريق الأول لكرة القدم في الموسم الماضي وسبقهم يحيى الشهري واصبحوا من القوام الأساسي للفريق الأول . البولندي ماتشي سكورزا مدرب الفريق الاتفاقي اكد قبل الموقعة أنه يجهز للهلال مفاجأة ، وقد كان له ما اراد، حيث فاجأ الهلاليّين باسماء شابة احدثت الفارق امام فريق يبحث عن الصدارة . ما يميز الاتفاق عن غيره من الاندية أنّ اغلب تشكيلته من صنع يديه ، فهو من الفرق التي تُحبِّذ الانفاق على قاعدة الناشئين والشباب والاولمبي وتصعيدهم للفريق الاول حتى يكون ولاءهم الاول والأخير بدلا من الاتجاه من شراء اللاعب الجاهز توفيراً للنفقات ، وهي السياسة التي نجحت فيها ادارة الاتفاق خلال السنوات الماضية . لكن المشكلة الحقيقية التي تواجه الإدارة الاتفاقية تتمثل في أنها تتعب وتنفق على لاعبيها وبمجرد تألقهم يكونون مطمعا لأغلب الاندية التي تمتلك اموالا طائلة والتي تبحث عن اللاعب الجاهز ، إلا ان الشيء الذي يحسب لعبد العزيز الدوسري هو الوقوف بالمرصاد لأية محاولة لتشتيت اذهان لاعبي الاتفاق الشباب حتى لو كانت في الخفاء . وضوح موقف الدوسري وتمسّكه باللاعبين ورفضه التفريط فيهم تحت أيّ ظرفٍ جعل الدوسري إصراره على تكوين فريق بمقدوره الوقوف نداً لأعتى الفرق سيأتي ثماره في القريب العاجل لا سيّما وأن الفريق الاتفاقي تنتظره مشاركة في دوري أبطال آسيا 2013 . هدف المدرب الاتفاقي أصبح واضحاً للجميع ،والمتمثّل في إعداد فريقٍ قوي قوامه من اللاعبين الصغار السن ،يمكنه المنافسة خلال السنوات المقبلة وصنع تاريخٍ حديث للاتفاق ،والسير على خطى الجيل الذهبي للفريق الاتفاقي وهم قادرون على ذلك شريطة الاستمرار على نفس النهج وعدم تمكّن الغرور منهم . الشيء الذي يستحق الإشادة به هو المستوى الذي ظهر عليه مهاجم الاتفاق الحالي والهلال المقبل يوسف السالم امام فريقه الجديد ،فاللاعب لم يتخاذل وقدّم أفضل مالديه وكاد يسجل في الهلال، كان من الممكن ان يقلب الطاولة رأسا على عقِب ويكلّفه خسارة قد تُبعده كثيراً عن الصدارة ، وهذا نموذج للاعب الذي ينبغي ان يكون عليه المحترف الحقيقي . [email protected]