في ظل الظروف التي تعيشها بعض الدول العربية، وما يعصف بها من أخطار أدت إلى مزيد من الخلافات والفرقة والتناحر، وما تبع ذلك من انعدام للأمن والأمان، وعدم الاستقرار في كافة نواحي الحياة، بشكل أشبه بمظاهر الحروب الأهلية. وبنظرة تحليلية لذلك الواقع، نجد أن معطياته تختلف تمام الاختلاف عن الظروف التي تعيشها بعض دول الخليج العربي، التي تنشط فيها بعض الجماعات ضمن أجندة خارجية، تفرض عليهم إملاءات غير واقعية، ولابُد أن نشير إلى أن عقلية التطرف المراد إخضاع الواقع الوطني لها تفرز التنافر والانغلاق والتصادم بين مكونات المجتمع الواحد. لا شك في أن ما يحدث من حولنا خروج عن اللحمة الوطنية، لذلك فمن واجبنا جميعاً مواطنين، ومؤسسات دولة، ومؤسسات مجتمع مدني، وكل غيور على أمن واستقرار هذه الأرض المباركة بعمقها الإسلامي والعربي الأصيل، أن نقف يداً واحدة من أجل ترسيخ حس المواطنة في نفوس الشباب والناشئة، بحيث لا ينساقوا وراء الدعوات المضللة والأفكار الهدامة في بعض المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية، ويسقطوا في شَرَك خيانة الوطن. تعميق المسئولية الوطنية واجب يمليه الضمير، وتفرضه الظروف المحيطة. كما أن الشعور بحس المواطنة الحقة، والالتفاف حول القيادة الرشيدة، يضفي على النفس الاطمئنان والاستقرارإن تعميق المسئولية الوطنية واجب يمليه الضمير، وتفرضه الظروف المحيطة. كما أن الشعور بحس المواطنة الحقة، والالتفاف حول القيادة الرشيدة، يضفي على النفس الاطمئنان والاستقرار، والعيش بأمن وأمان، ويجعلنا نمارس حياتنا بكل كرامة وعزة، ولعل ما جاء في كلمة الوالد، خادم الحرمين الشريفين الملك / عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله مخاطباً بها أبناءه وبناته، يوم الجمعة (13/4/1432ه)، وقوله: ( كم أنا فخور بكم، والمعاني تعجزعن وصفكم.. أقول ذلك ليشهد التاريخ، وتكتب الأقلام، وتحفظ الذاكرة الوطنية بأنكم صمام الأمان لوحدة هذا الوطن، وأنكم صفعتم الباطل بالحق، والخيانة بالولاء، وصلابة إرادتكم المؤمنة.. يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائماً وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم)؛ خير دليل على التفاف الشعب حول القيادة، والتفاف القيادة حول الشعب. ولكننا في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز ذلك الالتفاف المتبادل بوضع البرامج والخطط والاستراتيجيات الفاعلة التي تشترك فيها مؤسسات المجتمع، ومؤسسات المجتمع المدني، التي تتوزع من خلالها الأدوار، وتتحدد بها الوسائل المناسبة، في التوجه نحو ترسيخ حس المواطنة، والمحافظة على مكتسبات الوطن، وبناء حضارته. إن المواطنة الحقة هي شعورنا بأن الوطن هو روح ٌ نعيش بها، وهواء ٌنتنفسه، وسماءٌ نستظل بظلالها، وترابٌ يذكرنا غباره بطفولتنا البريئة. يقول الشاعر: بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ وأهلي وإن ضَنّوا عليّ كرام [email protected]