الأبيض.. بكل المقاييس جعل فرحنا ملونًا، وقدّر أن يصنع تلك الابتسامة طوال الأيام الماضية على وجوه المواطنين والمقيمين، يكفينا أن لدينا هذا المنتخب، ويكفيه ما قد يصل إليه، بكل المقاييس كان فخر ذلك العلم الموشّى بالأبيض والأسود والأخضر والأحمر، فخر الوطن والناس. - على الرغم من جمالية دورة الخليج وخصوصيتها، وتلك البهجة التي تولدها خلال إقامتها عند الناس، حتى أصبحت تقليدًا وعرسًا، رياضيًا وفنيًا وثقافيًا واجتماعيًا، إلا أنها كثيرًا ما تتبعها بعض المنغصات التي تتالت على دوراتها السابقة والحالية، وإن كانت بدرجاتٍ متفاوتة، وهذه طبيعة الحساسيات الخليجية التي لا تختلف عن الحساسيات العربية، المهم أنه كلما كانت هذه الدورات بعيدة عن السياسة، قريبة من الرياضة، كانت الغاية أسمى. - بصراحة.. أحيانًا كثيرة أقف في صف «الجماهير» ضد «الحكام»، خاصة ونحن في دورات الخليج كثيرًا، ودائمًا ما نشكو من الحكام، خاصة حاملي الشارة اللذين يظلان ساهيين، لاهيين، يركضان، وحالهما يقول: إلى متى سنظل «احتياط» و«على الخط»، لذا تكون إشارتهما مخالفة، ومغايرة، فقط لينتبه لهما الجمهور، ومباراتنا ضد الكويت خير شاهد على ما نقول، لذا نطالب بإشهار «كرت أصفر، وأحيانًا أحمر» في وجه الحكام الظالمين. - لا أعرف إن كنتم تشاركونني الرأي، زمان كان هناك نجوم في كل المنتخبات، ولاعبون، وتستطيع أن تفرق بينهم، اليوم أصبح كل مَن في الملعب لاعبًا، وغاب النجم، يكفي أن نتذكّر منتخب الكويت أو العراق في فترة من الفترات، حينما كان كل لاعبي المنتخب نجومًا، اليوم غاب وهج النجم، وحضرت لياقة اللاعب. - المشاحنات الإعلامية والصحفية تسبق دورات الخليج وتعقبها، ويزداد أوارها أثناءها، واليوم زادت «المجالس واستوديوهات التحليل» من تلك المشاحنات، خاصة أنها أشركت الجماهير الغاضبة والفرحة في حديثها غير الرياضي في الشيء الذي يلزم، والذي لا يلزم. - دورات الخليج في السابق، كانت عادة ما تصاحب بنشاط فني غنائي ومسرحي وثقافي، أيامها كانت وزارات الرياضة تابعة للثقافة، واليوم تألقت الرياضة، وتوارت الثقافة، وأصبحنا نجتر أغاني وأوبريتات وحفلات الزمن الجميل. - بعض المسؤولين الرياضيين الخليجيين ما زالوا على عهدهم القديم، ولم يتطوّروا كما تطوّرت دورات الخليج، فبعضهم اليوم يتصرف، ويغضب، ويحتج، ويصرّح، ويزعل كما في الثمانينيات. - الله يُعين على وجع بعض المذيعين الرياضيين، وصداع بعض المعلقين، وحجم الضجر الذي يسببه بعض المحللين، ليتهم يتركوننا نرى المباريات في التليفزيونات ذات الشاشات العملاقة، وبتقنياتٍ فنية عالية ومجسّمة، فهي أوضح دون كثير الكلام.