باشر الائتلاف الدولي تدخله العسكري السبت في ليبيا مع اول عملية قصف جوية تشنها مقاتلة فرنسية في هذا البلد الذي يشهد تمردا داميا منذ شهر ضد نظام معمر القذافي. فبعد تردد استمر اسابيع، ادى تفويض دولي ودعم عربي واجتماع طارئ في باريس ضم اوروبا والولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة ودولا عربية الى اعلان هذا التدخل الذي طالبت به المعارضة الليبية. واستهدفت اول عملية قصف جوية فرنسية في الساعة 16,45 ت غ آلية عسكرية تابعة لقوات القذافي في مكان غير محدد فيما حلقت نحو عشرين مقاتلة من طرازي رافال وميراج فوق الاراضي الليبية. أوباما : ائتلافنا جاهز للتحرك بصورة عاجلة * ساركوزي : قواتنا ستعترض أي اعتداء لطائرات القذافي وكانت قوات القذافي قصفت منذ الفجر مدينة بنغازي احد اخر معاقل المعارضة الليبية. وفي المرج على بعد مئة كلم شمال شرق بنغازي، اطلقت العيارات النارية وعلت ابواق السيارات احتفاء باعلان القصف الفرنسي. وعقب انتهاء القمة الدولية حول ليبيا في باريس أمس السبت، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "بالاتفاق مع شركائنا فان قواتنا الجوية ستعترض اي اعتداء لطائرات العقيد القذافي على السكان في بنغازي.ان طائراتنا بدأت القيام بمنع الهجمات الجوية على المدينة". بدوره، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "الشعب الليبي يجب ان ينعم بحماية، وفي غياب نهاية فورية للعنف ضد المدنيين، فان ائتلافنا جاهز للتحرك، وللتحرك بصورة عاجلة". ووعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ب"قدرات فريدة"، اي بوسائل عسكرية لا يملكها حلفاء الولاياتالمتحدة، وقالت في باريس ان "القذافي يواصل تحدي العالم، والهجمات على المدنيين تتواصل، واي تاخير اضافي سيعرض مدنيين لمزيد من الخطر". شافيز يصف التدخل ب «غير المسؤول» وهدفه الاستيلاء على النفط الليبي..والخارجية الروسية تعرب عن أسفها لكن وزارة الخارجية الروسية اعربت عن اسفها للتدخل العسكري بعدما امتنعت موسكو عن التصويت على قرار الاممالمتحدة. واعتبر الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ان التدخل العسكري الدولي في ليبيا امر "غير مسؤول"، لافتا الى انه يستهدف فقط الاستيلاء على النفط الليبي. في المقابل، اكد ساركوزي ان "باب الدبلوماسية" سيفتح في حال توقفت الاعتداءات على السكان في ليبيا. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون السبت ان "الوقت حان للتحرك" في ليبيا وذلك في مقابلة مع التلفزيون البريطاني اجريت معه لدى اختتام قمة باريس. وفيما تبادلت قوات القذافي والثوار الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار، سمع في الفجر دوي قصف عنيف وخصوصا من الجو جنوب غرب بنغازي من حيث شوهد تصاعد اعمدة دخان، واشتعلت النيران، بحسب مراسلي فرانس برس.وشوهدت طائرة حربية تهوي في اجواء المدينة تبين لاحقا انها تابعة للثوار. وفي طرابلس تجمع مئات الليبيين في المقر العام للقذافي "تحسبا للضربات الفرنسية" وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي، فيما نظمت السلطات الليبية جولة لنحو خمسين صحافيا اجنبيا. وفي محاولة لايجاد "حل افريقي"، اعلن اعضاء في لجنة الاتحاد الافريقي حول ليبيا انهم سيتوجهون الاحد الى طرابلس. وافاد مصدر عسكري فرنسي ان المقاتلات الفرنسية وجهت اربع ضربات جوية السبت في ليبيا ما ادى الى تدمير مدرعات عدة تابعة لقوات معمر القذافي. واعلن الكولونيل تييري بوركهارد المتحدث باسم قيادة اركان الجيش الفرنسي ان نحو " عشرين طائرة" حربية تشارك في العملية التي بدأها الجيش الفرنسي السبت في ليبيا، كما اعلن ان حاملة طائرات فرنسية ستتوجه الاحد الى قبالة الشواطئ الليبية. وقال المتحدث العسكري الفرنسي في مؤتمر صحافي ان حاملة الطائرات شارل ديغول التي تعمل بالدفع النووي ستبحر مع الفرقاطتين دوبليكس واكونيت وسفينة الامداد بالنفط لاموز. كما افادت وسائل اعلام اميركية نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع انه تم السبت اطلاق صواريخ توما هوك اميركية على اهداف لم تحدد في ليبيا، فيما سمعت اصوات انفجارات في شرق طرابلس.