أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس السبت البدء بتدخل عسكري تقوده فرنسا في ليبيا بالتعاون مع لندن وواشنطن وشركائها العرب اثر قمة في باريس. وقال ساركوزي في ختام قمة طارئة استمرت نحو ساعتين بمشاركة نحو عشرين مسؤولاً دولياً: (بالاتفاق مع شركائنا فإن قواتنا الجوية ستعترض أي اعتداء لطائرات العقيد القذافي على السكان في بنغازي. إن طائراتنا باشرت القيام بمنع الهجمات الجوية على المدينة). ووجهت المقاتلات الفرنسية أربع ضربات جوية مساء أمس في ليبيا ما أدى إلى تدمير مدرعات عدة تابعة لقوات معمر القذافي. وقال مصدر عسكري فرنسي في قيادة أركان الجيش الفرنسي إن الضربة الأولى استهدفت آلية ليبية تم التعرف إليها بشكل واضح على أنها تنتمي إلى القوات الموالية للقذافي وأضاف: قامت بعد ذلك طائرات فرنسية من نوع رافال وميراج -2000 بثلاث ضربات أخرى أدت إلى تدمير عدة مدرعات للقوات الليبية في منطقة بنغازي شرق ليبيا. كما أطلقت القوات الأمريكية والبريطانية دفعة أولى من حوالي 110 صواريخ توماهوك على ليبيا كما صرح الأميرال الأمريكي وليام غورتني للصحافيين، مشيراً إلى أن الصواريخ أطلقت من سفن وغواصات وأصابت اكثر من 20 هدفاً بينها أنظمة مضادة للطيران ونقاط اتصالات استراتيجية تقع جميعها على الساحل الليبي. وجاءت قمة باريس بعد يومين من إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً يسمح باللجوء إلى القوة لحماية المدنيين من هجوم قوات القذافي. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر القمة التي شاركت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون (لقد كذب (القذافي) على المجتمع الدولي ووعد بوقف إطلاق النار (لكنه) انتهك وقف إطلاق النار. انه يواصل ممارسة العنف بحق شعبه. حان إذاً وقت التحرك أنه أمر ملح). وفي نداء جديد إلى القذافي أعلن ساركوزي أن (باب الدبلوماسية) سيفتح في حال توقفت الاعتداءات على سكان ليبيا ودعا القذافي إلى الالتزام بقرار الأممالمتحدة (على الفور ومن دون تحفظ لتجنب الأسوأ). من جهته أكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس انه أذن للقوات الأمريكية للقيام بعمل عسكري محدود في ليبيا لفرض احترام قرار مجلس الأمن 1973. وقال اوباما في تصريح صحافي أدلى به في برازيليا لن تنشر قوات على الأراضي الليبية. كما حذر اوباما القذافي بأن (الأفعال لها عواقب). وشارك في القمة وزراء خارجية قطر والإمارات العربية المتحدة والمغرب والأردن وفق قائمة المشاركين. وحضر أيضاً وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بصفته رئيساً دورياً للجامعة العربية إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وعلى الصعيد الأوروبي شاركت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وبولندا والدنمارك وهولندا وبلجيكا واليونان والنروج.