المعلقون القدامى في منطقة الخليج يحملون العديد من الذكريات الجميلة في تاريخ دورات الخليج، واستطعنا أن نحصل على العديد من تلك الذكريات من المعلق محمد الفايز، الذي أكد أن بطولات الخليج تختلف عن بقية البطولات، لما تحمل من طابع خاص، وأن التعليق الحاضر لم يعُد مثل الماضي لثورة المعلومات واختلاف التقنيات الكبيرة في التعليق. وطلب من المعلقين الجُدد أن يكفّوا عن التصنع وبحث الإثارة المكشوفة والمعروفة للجميع وأن تصفيف الكلام قبل انطلاقة المباريات ليس بالجيد في حق المعلق، وتوقع ضيفنا أن يحصل منتخب الإمارات على اللقب بناء على المستويات الفنية الكبيرة التي يقدّمها في الدورة وتمنى أن يعود الأخضر مجددًا إلى تحقيق البطولات كما كان في السابق، وشكر مملكة البحرين على نجاحها في تنظيم بطولة ونجاح حفل الافتتاح، وإليكم تفاصل الحوار.. في البداية نود أن نرحّب بك ونسألك عن التعليق في بطولات الخليج وكيف كان؟ بصراحة التعليق في بطولات الخليج لا يمكن أن يتم وصفه لما تملكه المباريات من تواجدٍ إعلامي كبير واهتمام من جميع مسؤولي الرياضة في البلدان الثمانية وحضور جميع كبار المسؤولين في المباريات وإحساسنا بأن المباريات لها طابع آخر من ناحية التحضير المعلوماتي، ولابد أن نكون حذرين فيما نقول؛ لأن أيام دورات الخليج القديمة كان فيه اهتمام إعلامي كبير وعلى أشدّه ولا يمكن أن نغلط لدرجة أن الأمير فيصل بن فهد «يرحمه الله» كان لا يسمح لنا بأن نقول إن شاء الله يفوز منتخبنا على الهواء مباشرة من أجل عدم الحساسية من قبل إخواننا الخليجيين. اختلف التعليق بين الماضي والحاضر، فما الذي اختلف بينهما؟ التعليق في الماضي كان متعبًا جدًا من ناحية تحضير المعلومات والوصول إلى التفاصيل المفيدة للمشاهد، وفي الماضي لم تكن ثورة المعلومات كما هي في هذه الأيام، وكنا نبحث في الأرشيف ونتعب من أجل الحصول على معلومة أو معلومتين، وأيضاً تلك الأيام لم تكن كاميرات التصوير بدقة عالية والصورة ليست بذلك الوضوح، ولكن الآن أصبح كل شيء ميسَّرًا للمعلقين وأيضًا سقف الحرية لديهم تغيّر عن الماضي وهذا ما ساعد البعض في أن ينجح هذه الأيام، ولكن يبقى للتعليق رونق خاص في بطولات الخليج لا يمكن لغيره من البطولات أن يحصل عليه. ما رأيك في التعليق الحالي خصوصًا في بطولات الخليج؟ التعليق الآن أصبح صراخًا وإزعاجًا أكثر من الماضي وأصبح المعلقون يجهّزون الألقاب والأشعار قبل بداية المباريات ومن غير المعقول أن تتم تسميته تعليقًا، لأن المعلقين في الماضي كان تعليقهم وليد اللحظة ولم يكن لديهم تحضير للكلام أو أبيات القصائد، وإنما تحضير معلومات فقط وتفاصيل عن اللاعبين، أما الآن فقد اختلف الوضع كثيرًا.. والناجحون أصبح عددهم قليلًا، وأيضًا أصبح المعلقون في هذه الأيام يبعدون عن المباراة كثيرًا، ولم يعُد حديثهم يقتصر على ما يدور في المستطيل الأخضر بل عن لاعبين وأندية أخرى، وهذا ليس في صالح التعليق الرياضي. الكثير يطالب بإلغاء بطولات الخليج في هذه الأيام، ما رأيك في ذلك؟ لكي أكون صريحًا معك.. مَن يطالب بإلغاء بطولات الخليج لم يعرفها في السابق ولم يعش مع أيامها القديمة وبطولة الخليج لابد أن تستمر لما فيها من فائدةٍ كبيرة وأيضًا المنتخبات المشاركة تستفيد من خلالها فنيًا وتحضيرها للبطولات الأخرى سواء القارية أو تصفيات العالم، حيث يختلف المستوى الفني كليًا إذا سبقت هذه البطولات ولكن علينا تطويرها لكي تكون ذات فائدةٍ فنية كبيرة، صحيح أنها تحقق فائدة فنية ولكن ليس بالصورة التي نريدها، الكل يطمح لأن تكون على أعلى مستوى. هل هناك توقع خاص في البطولة الحالية؟ بصراحة أرى أن منتخب الإمارات يقدّم مستوى فنيًا كبيرًا وربما البطولة تذهب إليه، وهذا عطفًا على ما شاهدته في المباريات الماضية.. فريق مرتّب من جميع النواحي ويعطي كرة قدم ممتعة وأيضًا يملك مدربًا يُعتبر اسمًا كبيرًا في المنطقة، وعلينا أن نحترم ما يقدّمه هذا المنتخب، وبالنسبة للأمنيات لمنتخبنا وأن يحقق ما نطمح إليه ويعود مجددًا إلى منصات التتويج التي تعوّدنا عليها في السنين الماضية. كلمة أخيرة.. المجال مفتوح لك؟ إن كان هناك شكر يوجَّه، فإن مملكة البحرين تستحق ذلك الشكر؛ لأنها نجحت في التنظيم وجميعنا شاهدنا حفل افتتاح على أعلى مستوى وكان مختصرًا ويحكي واقعًا جميلًا عن الخليج، واستطاعت أن توفي بكل الوعود التي قطعتها على نفسها المؤسسة الرياضية بالبحرين، وهذا بصراحة يسعد جميع الخليجيين.