المعلقون القدامى في بطولة الخليج يحملون ذكرياتٍ خاصة في تعليقهم على المباريات ومن خلال رجوعنا إلى هؤلاء نجد أن لديهم العديد من الحكايات التي كانت تتحدث عن الزمن الجميل في تلك الأيام وتستحق أن نكشف أوراقها. المعلق يوسف سيف يحكي لنا معاصرته لبطولات الخليج التي علَّق عليها مؤكدًا أنها فرصة كبيرة لأي معلق للظهور، ورفض الانجراف وراء الأصوات التي تطالب بإلغاء البطولة. وأبدى يوسف حزنه الكبير على فقدان الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» وأن بطولات الخليج تفتقد تواجده. بطولات الخليج لا يمكن أن تخلو من الذكريات حدثنا عن ذلك.؟ لا يمكن لأي شخص عاصر بطولات الخليج أن ينسى أيامها الجميلة التي اتسمت بالبساطة وكانت بدايتي عندما أعلنت إذاعة قطر 1975م عن فتح باب القبول وحظيت بإعجاب المسؤولين وقتها. متى كانت أول دورة علقت عليها .؟ كانت أول دورة لي عام 1976م في الدورة الرابعة والتي حققتها العراق من أمام الكويت وحقق منتخبنا العنابي المركز الثالث وكنت أعتبرها هي الانطلاقة الحقيقية لمسيرتي في التعليق وتعتبر بطولات الخليج نقطة بداية مهمة لأي معلّق يستطيع من خلالها خطف الضوء وتحقيق شهرة والأدلة كثيرة في هذا الموضوع. اختلف التعليق في الماضي والحاضر.. كيف ترى ذلك؟ الاختلاف في الماضي كان البحث عن المعلومة صعبًا جدًا، وكنا نقضي أيامًا طويلة من أجل جمع المعلومات في ظل انعدام وسائل الاتصال الحديثة، أما حاليًّا فإن الوصول للمعلومة سهل جدًا، ولكن نطمح للمزيد ونطلب من المواقع العربية الرسمية للبطولات والدوريات أن تطوّر مواقعها لكي نستطيع الوصول إلى معلومة وأن يكون موقع الاتحاد الأوروبي مثالًا لهم. بطولات الخليج في الماضي كان لها دور في إبراز النجوم، أما حاليًّا فلا تملك هذه الميزة.. فما تعليقكم؟ بصراحة الآن نعيش في وقت ندرة نجوم ولا نستطيع القول إن هناك نجمًا بارزًا أنتجته بطولات الخليج، وبالرجوع للماضي نجد بطولات الخليج أبرزت لنا ماجد عبدالله وجاسم يعقوب ومنصور مفتاح وهؤلاء ظاهرة لا تحدث في الحياة إلا مرة واحدة، ونأمل في المستقبل أن تنتج لنا هذه الدورات نجومًا أمثالهم. الاختلافات كثيرة بين مَن عاش دورة الخليج في السبعينيات والألفية الجديدة.. فما رأيكم؟ في الماضي كانت الحساسية أكبر، حيث تشعر بحماس عالٍ مثلما كان يحدث بين السعودية والكويت والعراق، ولكن في الحاضر افتقدنا هذا الحماس الذي كان يُجبر الجميع على مشاهدة المباراة ورغم الخلافات الكبيرة بين المسؤولين وقتها إلا أنها لم تؤثر على حياتهم ونجدهم في جميع الاجتماعات بابتسامة وصدر يتسع لحديث الكل. هل هناك أشخاص تشعر بأن دورات الخليج فقدتهم فعلًا؟ لو تحدثنا عن الفقد فإن الجميع لن ينسى سمو الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» الذي كان رمزاً من رموز البطولة وكان بوجوده دورات الخليج لها طعم آخر من تصريحاته الجميلة والاتزان الرائع ومبادرته لحل المشاكل بين الإخوان الخليجيين وكان ذا سؤالٍ دائم عن الجميع، والمعلومة التي لا يعرفها الجميع أنه هو مَن تنبَّأ بنجاحي وتعليقي على البطولات العالمية أنا وزميلي خالد الحربان من خلال حفل عشاء في منزله، حضره كبار المسؤولين في الرياضة العالمية. الكثيرون يطالبون بإيقاف بطولات الخليج.. فما رأيك في ذلك؟ من يُطالب بذلك أصوات نشاز، حيث إنه يكفي مشاهدة إخواننا في بقية الدول الخليجية، ولا ينسى الجميع أن بطولات الخليج كانت الاستعداد الأفضل لجميع المنتخبات التي حققت إنجازات قارية أو عربية أو حتى التأهل لكأس العالم لأنها كانت بطولة تحمل قيمة فنية عالية، وما زالت ولكن علينا أن نطوّر منها للأفضل في النسخ القادمة. ما الحدث الذي لا يمكن أن تنساه من خلال معاصرتك بطولات الخليج؟ الأحداث كثيرة لكن أبرزها كان في الدورة السابعة 1984م عندما انتصرت العراق على قطر في النهائي بركلات الترجيح أصابتني وقتها نوبة بكاء شديدة لم استطع إكمال التعليق، وتولى أحد الزملاء المتبقى من مراسم التتويج، ولأن ذلك اللقب كان قريبًا جدًا للعنابي ولكن لم يشأ الله ولم نحقق اللقب إلا النسخة الحادية عشرة عام 1992م، وأيضًا بطولة الخليج 15 المباراة الحاسمة كانت أمام السعودية، وخسر العنابي بثلاثية آنذاك، وكنت أعمل في تليفزيون «أوربت» وتلقينا عزيمة من الأمير سعود بن خالد بن عبدالله في مخيمه بعد المباراة وكانت القناة تُعيد اللقاء، ورفضت أن أنزل من السيارة حتى تتغيّر القناة واستجاب الأمير لطلبي. لابد أن لك توقعًا خاصًا ، اللقب 21 لمن .؟ الأمنية بصراحة للعنابي، ولكن إذا لم تتحقق هذه الأمنية فأتمنى من كل قلبي أن يحققها المنتخب البحريني الذي احتضن أول منافسة خليجية عام 1970م، ولم يحققها منذ ذاك الوقت إلى هذه الأيام وأهالي البحرين يحملون معزةً وتقديرًا خاصًا لدي.