يُعتبر خليل بن إبراهيم الزياني أحد القلائل من أبناء الخليج العربي الذين عاشوا تجربة المشاركة في دورات كأس الخليج كلاعب ومدرب، وذلك حينما كان الزياني ضمن اللاعبين الذين اختارهم مدرب المنتخب السعودي وقتها الإنجليزي جون سميث للمشاركة في الدورة الأولى التي أقيمت في البحرين خلال الفترة من 27 مارس وحتى 3 إبريل من العام 1970، وعلى الصعيد التدريبي فقد صنع الزياني تاريخًا لن ينساه الخليجيون، وذلك عندما تسلّم زمام الأمور ودرب الأخضر السعودي في الدورة السابعة التي أقيمت في العاصمة العمانية مسقط في العام 1983م خلفًا للبرازيلي الشهير ماريو زاجالو والذي أقاله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» آنذاك من تدريب المنتخب السعودي بعد أن تجرّع المنتخب معه مرارة الخسائر، وكان يقبع في المركز الأخير إلى أن أتى ابن الوطن الذي حقق معجزة حينها عندما انتشل الأخضر من المركز الأخير؛ لينتهي به المطاف في المركز الثالث محققًا الميدالية البرونزية، وتكرر المشهد عندما أشرف على تدريب المنتخب في الدورة الثامنة التي أقيمت في البحرين في العام 1986م. بداية كابتن خليل الزياني.. مرحبًا بك في (الميدان) ونحن على مشارف بداية خليجي (21) بالمنامة حدّثنا عن ذكرياتك في الدورة الاولى؟ شاركت دورة الخليج الأولى في البحرين والتي أقيمت قبل 43 سنة، حيث كانت روح الأخوة هي السائدة بين جميع المشاركين في تلك الدورة ما بين لاعبين وإداريين وإعلاميين، فالكل كان فخورًا بهذه الدورة التي تجمع أبناء الخليج والسعادة كانت واضحة على محيَّا الجميع ورغم أن الدورة الأولى لم يشارك فيها سوى منتخبات السعودية والبحرين والكويت وقطر إلا أنه كان لها طعم خاص وطابع مميّز. ما هي مقوّمات نجاح دورة الخليج الاولى في البحرين في رأيك؟ ابرز مقومات نجاح دورة الخليج الاولى هي سعي الجميع من أجل إنجاحها على كافة الأصعدة الفنية والإدارية والإعلامية وبلا شك فقد كانت تلك الدورة حدثًا تاريخيًا فريدًا كان حديث المجالس والدواوين والمقاهي الشعبية وقد تشرّفت بأن كنت من ضمن خيارات مدرب المنتخب السعودي آنذاك بجوار بقية زملائي اللاعبين فخضنا معًا المعسكرات التدريبية التحضيرية لهذه المشاركة التاريخية وتواجدنا في حفل الافتتاح وشاركنا في مسيرة الفرق المشاركة ولكن للأسف لم تُتح لي فرصة المشاركة في تلك الدورة وفق قناعات المدرب التي احترمتها حينها، فكان يكفيني شرف التواجد في هذا العرس الخليجي الأول فقد عايشت حينها كافة أحداث الدورة عن قرب. من هم كابتن الزياني من تواجد في هذا الحدث الاهم؟ كنت شاهدًا على ولادة دورات كأس الخليج وممن تحضرني أسماؤهم من لاعبي المنتخب السعودي حينها عبدالله يحيى وسعيد غراب وأحمد عيد والنور موسى وسلطان مناحي وسلطان بن نصيب ويعقوب يوسف. هل كان منتخبنا الوطني مرشحًا للتتويج باللقب؟ نعم الاخضر كان يومها مرشحًا أول للفوز باللقب إلا أن الجميع فوجئ بالمستوى الكبير الذي ظهر عليه شقيقنا المنتخب الكويتي والذي تمكّن من تحقيق اللقب الخليجي الأول. ما سر الفوز بالألقاب في بطولات الخليج؟ اجاب الزياني إن سر الفوز بدورات كأس الخليج يكمن في العامل النفسي للاعبين أكثر من الجانب الفني خاصة في ظل تقارب مستويات المنتخبات المشاركة.. فمن المتعارف عليه في غالب دورات الخليج أن الفريق الأفضل على المستوى الفني لا يفوز غالبًا في كأس الخليج، حيث تتحكّم في نتائج المباريات الجوانب النفسية والتحضير الذهني للاعبين قبل وأثناء مباريات الدورة وقد يكون هذا سرًا من أسرار تفوّق المنتخب الكويتي وسيطرته على ألقاب الدورة، حيث ينجح الكويتيون غالبًا في هذا الجانب. بكل صراحة كابتن الزياني.. ما هي حظوظ المنتخب السعودي في الدورة الحالية؟ إن حظوظ الفرق متقاربة ومن الصعب التكهّن بهوية البطل وهذا هو ما يميّز دورات الخليج وهو ما اتضح جليًا للمتابعين، ولعل تعدّد الأبطال في الدورات الأخيرة يعتبر ميزة، حيث تعاقبت خمس دول على الفوز باللقب في السنوات القليلة الماضية.