كل ما أعرفه.. أن الإشارة الحمراء أضاءت بشدة عندما أمسكت قلمي لأكتب.. هزمت في أكثر من محاولة لإزاحة اليأس من طريقي.. واستسلمت حينها لمنطق السقوط.. كل ذلك حدث لي عندما أردت التطرّق للمستوى الفني لخليجي (21) وكأن المقام ليس مقامها وسط الصخب والضباب الكثيف في سمائها ..!! فجأة.. تذكّرت أن النهوض بعد السقوط.. يبعث على التصميم والإرادة.. ويفتح آفاقًا جديدة.. ويمنح الفكرة.. ويزيل العبرة ..!! بالتأكيد.. فالشوط الثاني من مواجهة البحرين والإمارات..أعادت لنا بصيصًا من الأمل في استعادة الهيبة الفنية داخل المستطيل الأخضر لدورات الخليج.. بعد أن تاهت الأقدام عن الشباك.. وغابت الرأسيات لهزّها.. وصمتت لغة الإبداع في ملاعبها.. وسلمت الرأية للغة الإعلامية..!! لا أعرف لماذا انتابني شعور بنشوة الانتصار.. وأنا أنتقل من ضفة الهزيمة التي مكثت بها لساعات طوال أحاول تمرير أحرفي وكلماتي بولادة قيصرية.. إلى الضفة الأخرى التي أمضيت فيها دقائق معدودة فقط.. وأنهيت الفكرة والعبارة والمضمون..!! لقد خيِّل إليّ مع ندمائي الأربعة القلم والورقة والفكرة والكيبورد.. أن اللغة الجميلة التي ننشدها في دورات الخليج لن تعود.. لكن العنابي بفوزه على عمان .. واستعادة توازنه في المجموعة بعد الخسارة بثلاثية من الأبيض الإماراتي.. أشعرني الخراب الذي تغلغل في هذه الدورة في الآونة الأخيرة.. بدأ يتقهقر وتعود الكلمة للمستطيل الأخضر بعنفوان النجوم والمستويات والإثارة الحقيقية داخل المستطيل الأخضر ..!! لقد أبرزت لنا الجولة الثانية وجوهًا شابة.. وأسماء جديدة.. ولغة خضراء.. لا تعتمد على النفخ الفضائي.. ولا على التزييف الإعلامي.. إنها اللغة التي نريد أن نتحدث بها في دورات الخليج ..!! دعونا نشجّع ونفتخر بالمستويات التي قدّمت في الجولة الثانية للمجموعة الأولى.. فقد كانت ثرية فنيًا .. ومثيرة فرصًا وأهدافًا .. وجميلة جماهيريًّا .. وبهذه العوامل تعود دورات الخليج لأهدافها الحقيقية ..!! لقد أبرزت لنا الجولة الثانية وجوهًا شابة.. وأسماء جديدة.. ولغة خضراء.. لا تعتمد على النفخ الفضائي.. ولا على التزييف الإعلامي.. إنها اللغة التي نريد أن نتحدث بها في دورات الخليج ..!! وقديمًا قالوا: «الشاطر من يضحك أخيرًا».. والقشمرة ليست هي الثوب الذي يلبسه أبناء الخليج على مدار تاريخهم كرويًّا وهم الذين وصلوا لنهائيات كأس العالم بفضل هذه الدورة..!! لن تهزم دورات الخليج بالقيل والقال.. ففي اللحظة التي جهّز فيها أصحاب النفوس المريضة للتشفي بها وحمل جنازتها فنيًّا.. ها هي تعود من جديد لوهجها الخليجي.. وفي اللحظة التي ارتفعت أصواتهم بموت المواهب.. واستمرار العقدة الإعلامية الفضائية.. جاء الرد صاعقة عليهم في خليجي (21).. !! لقد حان الوقت لعودة العربة للسكة في دورات الخليج.. وتعود كما كانت في السابق ولادة للنجوم.. ومقدّمة لانطلاق المواهب.. ومحطة لتطوير المنتخبات.. وألا تكون الكماليات هي الواجهة لها سواء الإعلام أو الجماهير ..!!