انتظر الشارع الكروي السعودي عودة الكرة السعودية إلى مكانتها (المفقودة) عبر مشاهدة ما يبشره بذلك في دورة الخليج العربي إلا انه احبط بعدما شاهد الأداء الفني والنفسي السيئ جدا للمنتخب في مباراته الأولى أمام المنتخب العراقي . أكثر من عام وأربعة أشهر قضاها النجم العالمي الكبير ريكارد مع المنتخب الا ان خلال تلك الفترة لم يستطع هذا النجم العالمي الكبير ( ايجاد) توليفة مناسبة ومنسقة ومتجانسة ومترابطة . أعلم ان الكرة السعودية تفتقد للنجوم (اللي عليهم الكلام ) والذين يجعلون الشارع الكروي السعودي متفائل بهم وربما لا نحمل ريكارد كل شيء فهو بحاجة إلى لاعبين يحرثون الملعب حرثا والى لاعبين يمتلكون الإبداع والروح القتالية والحماس ولديهم تحمل المسئولية وكسب الرهان ومع الأسف فان الكرة السعودية أصبحت غير قادرة على (انجاب) نوعية مميزة من اللاعبين وهي بدون شك تعود لأسباب كثيرة أهمها الاحتراف والأندية وبعض من الإعلام . ومع ذلك فان أبسط ما يطلبه الشارع الكروي السعودي أن يكون لدى ريكارد منهجية واضحة تبين للشارع الكروي أي الطرق يسلكها ريكارد للعودة بالكرة السعودية إلى توهجها فهو لم يستطع أن يلعب (مباراتين) رسميا أو وديا بتشكيلة واحدة منذ استلام المنتخب وهذا ليس في صالح عملية الانسجام والترابط. شاهدنا منتخبا سعوديا في مباراته الأولى مع المنتخب الشقيق العراقي ركيكا غير مترابط ويفتقد للتجانس وهذا ان دل فإنما يدل على ان المنتخب يقوده (مجرب) وليس مدربا له اسم كبير وخبرات عالمية. المنتخب (بالأسماء) التي شاهدناها في المباراة الأولى ليس لديها القدرة على ان تكون لديها تكتيكات قوية في الشقين الدفاعي والهجومي وبالتالي فان التركيز على شق واحد قد يكون مقدورا عليه بغض النظر عن قوة المنتخبات التي سوف يقابلها. المشكلة الكبرى لم تكن في ريكارد بل في (الكيفية) التي تم من خلالها اختيار الجهاز الفني فعملية اختيار جهاز فني لابد ان تكون خاضعة لمعايير تعتمد أولا على (الإمكانيات) التي يمتلكها اللاعبون فهم المعنيون بالأمر . من الطبيعي الا نشاهد أي تقدم فني على المنتخب فهناك (فجوة) يختلف حجمها بين الجهاز الفني وبين اللاعبين وهذا يعني عدم التكافؤ واعتقد ان المنتخب بحاجة الى جهاز فني متوافق مع امكانيات اللاعبين بمعنى ما تمتلكه الكرة السعودية الحالي من نجوم . لا ريكارد يستطيع صناعة منتخب قوي له هيبته ومكانته ولا المنافسات المحلية الكروية لديها القدرة على ولادة نجوم كبار قادرين على الإبداع والإمتاع وتحمل المسئولية فالمشكلة مشتركة وعلى الشارع الكروي المزيد من (الانتظار) . [email protected]