ساهمت المخاوف من تفاقم الأزمة النووية في اليابان جراء الزلزال الذي ضرب البلاد يوم الجمعة الماضي والذي صاحبه أمواج من المد العاتية (تسونامي) مخلفا أضرارا جسيمة في اليابان في تراجع النفط والذهب وبعض العملات. حيث تراجع الذهب أكثر من واحد بالمائة أمس الثلاثاء بسبب عمليات بيع على نطاق واسع من جانب مستثمرين في السلع بدوا أكثر قلقا إزاء الأزمة النووية المتصاعدة في اليابان، وارتفعت أسعار ملاذات آمنة أخرى مثل سندات الخزانة الأمريكية والفرنك السويسري بعد أن سجلت الأسهم اليابانية أسوأ أداء في يومين منذ 1987وواجهت البلاد أسوأ كارثة بعد انفجار منشأة نووية شمالي طوكيو. وفي الساعة 09:53 بتوقيت جرينتش نزل سعر الذهب 2ر1 بالمائة إلى 05ر1409 دولار للأوقية بعد ارتفاعه بنسبة واحد بالمائة يوم الاثنين، ونزل سعر العقود الآجلة للذهب الأمريكي 1ر1 بالمائة إلى 10ر1409 دولار للأوقية، وهبط سعر الذهب المقوم بالين 4ر1 بالمائة موشكا على تسجيل اكبر انخفاض في يوم واحد منذ يناير كانون الثاني الماضي بعد أن ارتفع الأسبوع الماضي إلى اعلى مستوياته منذ عام 1983، ونزل سعر الفضة التي عادة ما تعتبر ملاذا آمنا أرخص سعرا من الذهب إلى 83ر34 دولار للأوقية بانخفاض 3 بالمائة، وهبط سعر البلاتين بنحو 2 بالمائة إلى أدنى مستوى في شهرين بعد أن أوقفت شركات السيارات اليابانية ومنها تويوتا ونيسان وهوندا الإنتاج في أعقاب الزلزال الذي أعاق الحركة على الطرق وفي القطارات والموانئ. وهبط سعر البلاديوم 3ر2 بالمائة إلى 732 دولارا بعد انخفاضه على مدى خمسة أيام متتالية. وهبطت أسعار النفط للعقود الآجلة في أعقاب انفجار جديد في محطة نووية يابانية وتزايد مستويات الإشعاع، حيث هبط سعر خام برنت أربعة دولارات مع تنامي تفادي المخاطرة في الاسواق العالمية وتأثر أسعار النفط جراء الازمة النووية اليابانية والمخاوف من انتشار الاشعاع، وتراجعت عقود خام برنت تسليم ابريل نيسان أكثر من أربعة دولارات الى 39ر109 دولار للبرميل. مقياس الجرعات الإشعاعية يشير إلى 0.6 في طوكيو حيث دفعت المخاوف النفط والمعادن للهبوط. (رويترز) وتراجع الخام الأمريكي ثلاثة دولارات إلى 81ر97 دولار. وقال نوبو تاناكا رئيس وكالة الطاقة الدولية لرويترز إن إمدادات النفط لليابان تبدو كافية، وأضاف: إن الوكالة مستعدة للسحب من مخزونها الاستراتيجي إذا طلب منها ذلك، وقال تاناكا في حديث لرويترز انه مازال يشعر بالقلق إزاء أثر ارتفاع أسعار النفط على انتعاش الاقتصاد العالمي، مضيفا لا نشعر بقلق كبير إزاء إمدادات النفط لليابان، وإذا تطلب الأمر فإننا مستعدون لاستخدام مخزوننا الاستراتيجي لكنهم لديهم مخزونات كبيرة جدا تغطي استهلاك 170 يوما - لذلك لا نشعر بقلق كبير، وقال انه لا يتصور حدوث مشكلات تتعلق بإمدادات النفط العالمية نتيجة للصراع الدائر في ليبيا والاضطرابات في دول عربية أخرى ما دفع سعر الخام إلى أعلى مستوياته في عامين قرب 120 دولارا للبرميل. واصل بنك اليابان المركزي ضخ سيولة في سوق النقد أمس الثلاثاء بينما يسعى كبار صانعي السياسة إلى احتواء موجة بيع حادة للأسهم اليابانية بإلاعلان عن مراقبة حركة السوق عن كثب وتقديم تطمينات بشأن سلامة الاقتصاد بوجه عام ، وضخ المركزي الياباني 8 تريليونات ين (70 مليار يورو) على دفعتين في الأسواق المالية لدعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات الزلزال.وقال تاناكا إذا استمر الخام عند مستوى 100 دولار خلال العام فانه سيكون بالتأكيد مؤثرا على انتعاش الاقتصاد على مستوى العالم وإذا واصلت الأسعار الارتفاع فان ذلك بالتأكيد سيخلق المزيد من المشاكل، وأضاف: إن الاضطرابات في ليبيا جاءت في وقت تجرى فه أعمال صيانة في المصافي الأوروبية ولم تطلب أي من الدول الأوروبية السحب من المخزون الاستراتيجي. وعلى جانب آخر واصل بنك اليابان المركزي ضخ سيولة في سوق النقد الثلاثاء بينما يسعى كبار صانعي السياسة إلى احتواء موجة بيع حادة للأسهم اليابانية بإعلان أنهم يراقبون عن كثب الحركة في السوق وتقديم تطمينات بشأن سلامة الاقتصاد بوجه عام ، وضخ المركزي الياباني 8 تريليونان ين (70 مليار يورو) على دفعتين في الأسواق المالية لدعم الاقتصاد في مواجهة تداعيات الزلزال ، وذلك غداة خطوة مماثلة ضخ فيها 15 تريليون ين ، وبهذا يرتفع إجمالي ما تم ضخة في الأسواق إلى 23 تريليون ين (202 مليار يورو) منذ الاثنين. وكانت كمية الأموال الهائلة التي ضخها المصرف في الأسواق الاثنين غير مسبوقة في تاريخه. ويهدف المصرف من خطوته هذه إلى تجنيب المصارف في المناطق المتضررة من الزلزال المدمر الذي ضرب شمال شرق البلاد خطر نفاد السيولة، وبموجب هذه الإجراءات سيشتري المصرف بقيمة خمسة تريليونات ين (44 مليار يورو) أصولا مختلفة وسيبقي معدله الرئيسي للفائدة بين صفر و0,1 بالمائة، وذلك بهدف تسهيل عمليات التمويل وتأمين الاستقرار. وهوت الأسهم اليابانية 55ر10 بالمائة مسجلة أكبر تراجع منذ أكتوبر تشرين الأول 2008 حيث دفعت الانفجارات الجديدة المستثمرين للتخلص من الأصول التي تنطوي على مخاطر في مختلف الأسواق الآسيوية، وتراجع مؤشر نيكي القياسي 55ر10 بالمائة إلى 15ر8605 نقطة في حين فقد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 47ر9 بالمائة مسجلا 73ر766 نقطة. كما سجل المؤشران ثالث أكبر انخفاض لهما بالنسبة المئوية على الإطلاق. وصعد الين مما أثار تكهنات بالسوق بأن السلطات قد تتدخل لمنع صعود العملة من إلحاق مزيد من الأضرار باقتصاد يئن تحت وطأة الزلزال.