تنتشر في جنبات بلادنا عشرات من المطارات لكن المشهور منها ثلاثة .. مطار الملك خالد في الرياض , ومطار الملك عبد العزيز في جدة , ومطار الملك فهد في الدمام، أما بقية المطارات فنصيبها من الاستخدام محدود، ولذا فهي تعمل بجزء من طاقتها التشغيلية. وأخذاً بالاعتبار المساحة الجغرافية الممتدة للمملكة التي تتجاوز 2,2 مليون كم2 مما يعني تباعد المسافات بين المراكز الحضرية حيث تجمعات السكان. كما أن غياب منظومة متكاملة من النقل البري بين بلدات ومدن المملكة مثل رحلات متوالية بالحافلات أو القطارات ومحدودية عدد الرحلات الجوية..وهذا يعزز الاعتماد على نمط واحد هو الأقل كفاءة للفرد وللمجتمع ويتمثل في امتطاء كل منا سيارته الخاصة للتنقل داخل المدينة حيث يعيش وذلك استخدامها كأداة ليست بالضرورة الأكثر كفاءة ولكنها بالتأكيد الأعلى اعتمادية وموثوقية في ظل عدم وجود بدائل وخيارات. ولذا فإن توجه الهيئة العامة للطيران المدني للارتقاء بخدمات ومستويات تشغيل المطارات الإقليمية يكتسب أهمية حرجة إن لم يكن ضرورة لابد منها. وباعتبار أن تشغيل المطارات الإقليمية ضرورة ملحة أو فرصة واعدة يعزز أهمية عنصر الزمن فمع كل يوم لا توسع آفاق الاستفادة من تلك المطارات فهناك فرصة فائتة على طالبي خدمات السفر ومجتمعهم واقتصادهم المحلي والاقتصاد الوطني وبلدنا ككل..وعليه، فإن السؤال هو هل هناك ساعة صفر لإطلاق خدمات كل من هذه المطارات الإقليمية؟ بما في ذلك تحديد برنامج لاستكمال والارتقاء بخدمات المسافرين ضمن المطارات وكذلك تنوع وتعدد الرحلات من وإلى تلك المطارات محلياً وإقليميا (دول الجوار) ودولياً. وليس خافياً أن جزءا مهما ومتناميا من الطلب على خدمات الطيران الجوي يلبى من خلال شركات الطيران الخليجية اليافعة كالقطرية والاتحاد والإماراتية والعمانية وسلبية هذا الطلب المحلي تشمل المواطنين والمقيمين على حد سواء كما أنها تشمل السفر لقصد الإجازة أو العمل، كما أصبح مشهدا معتاداً في تلك الشركات اليافعة أن تستقطب لاختيارها آلافاً من الطلبة السعوديين المبتعثين وعشرات الآلاف من الأسر السعودية والمقيمة ومئات الآلاف من العمالة الوافدة للسفر من وإلى المملكة، فنشاهد مثلا هذه الأيام الرحلات المزدحمة بطلاب أولقضاء عطلة نهاية السنة قادمين من أسقاع الارض عبر مطارات دبي وأبوظبي والدوحة والبحرين ومسقط لكن العديد منهم يضطر أن يقطع مسافات عقب وصوله لأحد المطارات الرئيسية الثلاثة حتى يصل إلى بلدته حيث محل سكناه رغم أن الاحتمال وارد بوجود مطار محلي في تخوم بلدته لكن استخدامه «خفيف» !وبالقطع فإن تشغيل مطار محلي أو إقليمي يستقبل رحلات دولية يتطلب جهداً تنسيقيا على مستويين الحكومي والأهلي، ومع ذلك فإن الحاجة الماسة لإتاحة المزيد من الخدمات من خلال تلك المطارات تجعل من الأهمية بمكان تحديد «ساعة صفر» تأذن بانطلاق حقبة جديدة للطيران المدني في بلادنا قادرة على تلبية تطلعات المسافرين بخدمة مميزة وأسعارمنافسة حرصا على أوقاتهم وراحتهم. توتير: @ihsanbuhulaiga