أطلق ناقلون بالمنطقة الشرقية فكرة لمشروع ميناء الحوض الجاف بالمنطقة الشرقية، والذي سيرفع الضغط بحسب رأيهم عن الموانئ والمدن الصناعية. ويكون بمثابة منطقة تجميع صناعية كبرى تنطلق منها الشاحنات والمركبات الى مختلف مناطق المملكة، ويربطها بالموانئ والمدن الصناعية طرق مخصصة للشاحنات، مشددين على أن الوضع التي تمثله المنطقة الشرقية باعتبارها المنطقة الصناعية الأولى بالمملكة والازدحام الشديد في الموانئ والمنافذ يفرض وجود هذا الميناء الجاف الذي يمكن أن يكون ايضا ملاذا لشركات النقل، وفي استعراض لفكرة المشروع اشار هؤلاء الى ان مشروع الميناء الجاف سيكون بمثابة منطقة تجميع للبضائع المستوردة وتلك المعدة للتصدير والمنتجات التجارية والصناعية المراد شحنها لمناطق المملكة المختلفة وفي جميع الاتجاهات غربا وشمالا وجنوبا عدا عن كونه ميناء لاستقبال البضائع القادمة من المناطق الأخرى، لافتين الى أن الميناء سوف يفتح آفاقاً واسعة وفرصاً وظيفية حقيقية هائلة للسعوديين، ويمكن ان يكون مع الزمن نواة لمنطقة حرة على غرار منطقة جبل علي بدولة الامارات العربية المتحدة، حيث لا تنقصنا في المملكة الأراضي الشاسعة اللازمة لإقامة هذه المنطقة، وفي المنطقة الصناعية التي تعتبر عاصمة الصناعة الخليجية، وأشار المستثمر ورئيس لجنة النقل البري السابق عبد الرحمن العطيشان الى ان مشروع إنشاء الميناء الجاف بالمنطقة الشرقية سيرفع الضغط الشديد عن الموانئ والمدن الصناعية، كما سيخفف من إيقاف الشاحنات بمداخل الأحياء وأطراف المدن خصوصاً في مناطق غرب الدمام، وشدد العطيشان على أهمية إيجاد طرق خاصة للشاحنات على غرار السكك الحديدية من أجل انسيابية الحركة الى هذا الميناء، ثم منه الى مناطق المملكة المختلفة، ويمكن ربط الميناء الجاف مباشرة بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وميناء الجبيل وميناء العقير والهيئة الملكية للجبيل والمدن الصناعية وكذلك بالموانئ الأخرى لتكوين شبكة تخدم الاقتصاد الوطني بشكل كبير. أما عضو لجنة النقل البري عبد اللطيف الحمين فأشار من جانبه الى أن إنشاء ميناء جاف بالمنطقة الشرقية على غرار ما هو موجود بالفعل في منطقة الرياض سيحل الكثير من المشكلات التي تواجه قطاعات النقل والتجارة والصناعة والمقاولات وغيرها من القطاعات وسيفتح الباب واسعاً امام التوظيف وفرص العمل، ويمكن أن يحول الميناء مستقبلاً الى منطقة صناعية خدماتية كبرى أو منطقة حرة كما هو الحال بجبل علي الاماراتية، فكل المشاريع الكبرى بدأت بأفكار صغيرة على الورق ولدى المهندسين والمخططين قبل ان تتحول الخطط الى قطاعات تمثل أعمدة رئيسية في الاقتصاد الوطني . ويضيف الحمين: يجب ننتهي الى الابد من تحديد الجهة المختصة التي توكل اليها مهمة انشاء والاشراف على الميناء الجاف ولتكن جهة جديدة يمكن استحداثها .. ما المشكلة في ذلك، والمهم هو التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية، فنحن للأسف نفتقد التنسيق بين الكثير من الجهات الحكومية المسئولة عن القطاعات الفاعلة في الاقتصاد الوطني ومنها قطاع النقل . أما عضو لجنة النقل البري احمد محمد المقبل فرأى أن فكرة إنشاء ميناء جاف او منطقة حرة بالمنطقة الشرقية فكرة رائعة جداً وتناسب المنطقة الشرقية التي هي عاصمة الصناعة الخليجية بحق حيث توجد بها اكبر الشركات الصناعية، ولكن المشكلة في بلادنا أن الكثير من الأفكار الاقتصادية الرائدة وأفكار المشاريع الخلاقة تظل أفكاراً ولا تجد طريقها الى التنفيذ رغم أهميتها، أو تظل اسيرة للنقاشات العقيمة على مدى طويل من الزمن، فيصاب أصحابها بالإحباط، ويمكن ان تطبق بعض المشاريع على الواقع ولكن بصورة مهلهلة ومغايرة للفكرة الأساسية التي كان من الممكن لو طبقت على أساسها أن تخرج بصورة ممتازة، تدفع الاقتصاد الوطني الى الأمام، مضيفاً لا شك أن قطاع النقل وهو القطاع الأكثر فعالية واثراً في الاقتصاد الوطني باعتباره يخدم كافة القطاعات في هذا الاقتصاد يعاني في الوقت الحاضر من مشكلات متعددة، ويكفي أن تذهب لتتعرف على بعض هذه المعاناة سواء في المنافذ التي تربط المملكة بالدول الأخرى او في جسر الملك فهد، وفي الموانئ تتكتل المئات من الشاحنات لاستلام الحاويات بعد فحص ما فيها من بضائع عبر اجهزة فحص محدودة العدد وتعطيل للعمل بين النوبات المختلفة .