لا يزال الكثير من المتعاملين في أسواق المال حول العالم في حالة صدمة من استمرار تأثيرات الأزمة المالية التي حدثت عام 2008 حيث كان البعض يتوقع أن تنتهي بخطى أسرع من تلك التي يمشي بها الآن بل ان ارتدادات الأزمة لا تزال تؤرق الكثير منهم ويزيد عليها التوقعات الأكثر من سلبية لبعض اعلام الاقتصاد حول العالم بأن العام القادم سيكون أسوأ مما كان عليه في العام 2011 وعليه فإن ردة فعل هؤلاء العملاء بشتى فئاتهم قد تكون سلبية أيضا نتيجة المخاوف مما يعطي المشترين فرصة الانتظار لاقتناص الأسعار عند أدنى نقطة ممكنة وذلك بإزالة الطلبات القريبة مما قد يخلق حالة من الفراغ وبالتالي بعض الانزلاقات السعرية. اليورو مقابل الدولار الأمريكي انخفض اليورو مقابل الدولار الأمريكي في أول أسبوع من تداولاته في العام الجديد وبلغت قيمة هذه التراجعات مئتين واثنتي عشرة نقطة مدفوعة بإغلاق شهري سابق دون مستويات المقاومة الرئيسية الأولى حاليا عند 1.3170 والواقعة على حاجز 38.2 بالمائة من الموجة الإجمالية الصاعدة من الإطار الزمني الشهري وعليه فإن السيناريو القادم قاتم اللون حيث ان احتمالية استهداف السعر لمستويات الدعم الرئيسي الأول حاليا والواقع على حاجز 50 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه والواقع على مستويات 1.2291 هو الأكثر ترجيحا خصوصا وأن افتتاح العام الجديد جاء دون مستويات مهمة في مسيرة الزوج الصاعدة هذا فضلا عن عدم ارتياح المتعاملين بشتى فئاتهم من فكرة الاحتفاظ باليورو بعد الأزمات المتتالية التي تعصف ببعض دول الاتحاد الأوروبي والمخاوف من انتشارها بشكل سريع مما يسبب مشكلة مالية أكبر داخل هذا الاتحاد الأمر الذي ينعكس سلبا على أداء وقيمة اليورو بشكل عام وهذا ما يدفع المتعاملين إلى التوجه لعمليات بيع اليورو على حساب العملة الرئيسية المقابلة والتي يأتي الدولار الأمريكي طرفها الآخر في حديثنا عن هذا الزوج . قد يواجه الهبوط الحالي مستويات دعم فرعية مثل 1.2598 ولكني لا أعتقد أنها ستكون ذات تأثير كبير في كبح الهبوط الحالي حيث أنه مدعوم فنيا وأساسيا ونفسيا أيضا. اليورو مقابل الجنيه الاسترليني افتتح اليورو تداولات العام الحالي أمام الجنيه الاسترليني في يومين هادئين نسبيا إلى أن أغلق الفجوة السعرية التي حدثت مع عطلة نهاية العام وما أن حدث ذلك حتى استكمل الزوج هبوطه إلى أن وصل إلى أسعار إغلاقه الأخيرة عند مستويات 0.8245 ليكون بذلك قد أنهى أسبوعه الأول بتراجع وصل إلى 92 نقطة وهو ما نسبته 1.1 بالمائة من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية عند 0.8337 وبهذا التراجع أصبح واضحا أن الحركة السعرية للزوج تستهدف بشكل مباشر مستويات الدعم الرئيسي الأول والواقع على مناطق 0.8171 المتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والتي لا أعتقد أنها ستصمد كثيرا في وجه الهبوط الحالي وما أعتقده حقا أن المستوى سيتم كسره عاجلا أم آجلا وسيتجه إلى مستويات الدعم التالي الواقع على مناطق 0.7785 المتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها . إن دخول الزوج في موجته التصحيحة بعد أن فشل في نهاية العام 2008 من اختراق مستويات 0.9805 أدى إلى تكوين مسار جانبي مائل إلى الهبوط بشكل تصحيحي لموجته الأخيرة الصاعدة والتي استمرت لمدة سنتين فقط ولكن حجم الارتفاع الذي حققه فيهم وصل قرابة الثلاثة آلاف وثلاثمائة نقطة ولكننا لو تحدثنا على الموجة الكلية الصاعدة منذ منتصف العام 2000 أي من أدنى نقطة لليورو إلى أعلى نقطة أمام الجنيه الاسترليني لوجدنا أن سعر الدعم الرئيسي الأول يقع على بعد أقل من ست عشرة نقطة من الإغلاق الأخير وتحديدا عند مستويات 0.8229 والمتمثلة بحاجز 38.2بالمائة من الموجة الكلية الصاعدة . إن كسر هذه المستويات يفتح الباب على مصراعيه للهبوط لمئات النقاط الإضافية . اليورو مقابل الين الياباني حقق اليورو أدنى سعر له أمام الين الياباني خلال تداولات الأسبوع الماضي وذلك خلال الاحدى عشرة سنة الماضية حيث انخفض مائة وثماني وخمسين نقطة وذلك بعد أن أغلق الفجوة السعرية التي تحققت في بداية التداولات ومن ثم بدأ الانخفاض المستمر للأيام الثلاثة الأخيرة ليصل إلى مستويات الإغلاق الأخيرة عند 97.94 وبهذا الانخفاض بدأ المتعاملون في ترجيح كفة الهبوط إلى مستويات الدعم الرئيسي الأول حاليا عند مستويات 92.50 والواقع على مستويات أدنى إغلاق شهري للزوج والذي حصل في الشهر العاشر من العام 2000 والذي يعتبر من الدعوم المهمة أمام أي انخفاض سعري قادم .. إن مؤشر ال MACD يدعم بشكل واضح الهبوط المستمر للدعم الأول المذكور أعلاه كما أن الأزمة التي تحيط ببعض دول اليورو لها التأثير الأكبر كما ذكرنا سابقا على نفسيات المتعاملين كما أن الضغوط الكبيرة التي يواجهها الين الياباني من خلال الارتفاعات التي حققها خلال الفترة الماضية ساعدت كثيرا في تكوين هذا الانزلاق السعري الذي لم يتم كبحه إلى الآن ولكن يبقى السؤال الأهم حاليا هل يتوقف السعر عن الهبوط عند الدعم الأول أم أنه سيتجه إلى مستويات أدنى قاع سعري للزوج عند مستويات 88.88 ين لكل يورو؟. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري ارتفع الدولار الأمريكي أمام الفرنك السويسري خلال الأسبوع الماضي بما قيمته مائة وسبع وأربعون نقطة وهو ما نسبته 1.5 بالمائة من سعر افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 0.9401 والتي بدأ من مستوياتها لمدة يومين ومن ثم انطلق إلى أن وصل إلى مستويات 0.9578 قبل أن يرتد في اليوم الأخير قليلا ليغلق عند مستويات 0.9548 ليكون بذلك قد اقترب بشكل كبير من مستويات المقاومة الأولى له حاليا والواقعة على خط الميل السعري الهابط والقادم منذ منتصف العام 2001 وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة هذه المقاومة التي تلامس السعر خلال تداولات الشهري الحالي عند مناطق 0.9618 والتي تبعد عن المناطق الحالية بما مقداره سبعون نقطة فقط وقد تتحقق في يوم واحد إن لم يكن أقل ولكن هل يستطيع الزوج اختراق هذه المقاومة والتوجه إلى المقاومة التي تليها والواقعة على مناطق 0.9735 المتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري أم لا ؟ هذا ما سنشاهده خلال تداولات الأسابيع القليلة القادمة . الذهب بعد أن كسرت أسعار أونصة الذهب خط الميل السعري الصاعد قبل أربعة أسابيع من الآن انخفض سعر أونصة الذهب في الأسبوع ما قبل الماضي إلى مستويات 1522 دولارا قبل أن يتراجع حينها إلى مستويات 1558 دولارا ليغلق أسبوعه عندها ولكن الأسبوع الماضي كان مخالفا للتوقعات حيث كان من المتوقع أن تستمر الأسعار في الهبوط إلى مستويات الدعم الرئيسي الأول حينها عند مستويات 1482 دولارا والواقعة على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي ولكن ما حدث كان عكس ذلك حيث ارتفعت أسعار الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بما يقارب 53 دولارا وهو ما نسبته 3.4 بالمائة حيث صعد من أسعار افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 1563 وتوجه بشكل مباشر إلى أن وصل لمستويات 1630 قبل أن ينخفض قبل إقفال التداولات إلى أسعار إغلاقه الأخير عند 1616 دولارا لكل أونصة ولكن هل يمكن اعتبار أن هذا الصعود هو من باب إعادة اختبار المنطقة المكسورة أم أنه سيدخل في مسار جانبي لفترة من الزمن قبل أن يقرر أي الاتجاهات سيسلك . إن الأحداث التي نشاهدها في شتى أنحاء العالم تساعد في المحافظة على أسعار الذهب عند هذه المستويات وتدعم صعودها رغم تضخم الأسعار حسب رأي الكثير من المتعاملين وهو بسبب المخاوف الكبيرة من العملات الورقية وما يمكن أن يحدث لها في حال تعرض ذاك الاقتصاد لهزات عنيفة فقد تفقد تلك العملة الكثير من قيمتها كما حدث مع كثير من العملات سابقا.