قالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»: إن نحو 40 عنصرًا من عناصر مخابرات الاحتلال الإسرائيلي اقتحموا صباح امس الأربعاء المسجد الأقصى المبارك على دفعتين. وعدت المؤسسة في بيان لها تكرار اقتحامات عناصر المخابرات للأقصى خلال الأسبوع الحالي أنه يحمل إشارات خطيرة قد تندرج في مخططات الاحتلال لتصعيد استهدافه للأقصى. وأشارت إلى أن نحو 80 عنصرًا من عناصر المخابرات اقتحموا هذا الأسبوع الأقصى، ونظموا جولات في أنحاء متفرقة منه، خاصة الجامع القبلي المسقوف والمسجد الاقصى القديم والمصلى المرواني وقبة الصخرة. وذكرت أنه ومن خلال الرصد المتواصل يتبيّن أن هناك تزايداً في عدد عناصر مخابرات الاحتلال الذين يقتحمون المسجد الأقصى في الاسابيع الأخيرة، والذين ينظمون جولات استكشافية واسعة في كل أنحاءه، خاصة الأبنية المسقوفة، وتقوم وحدات خاصة بحراسة هذه الفرق من المخابرات. ولفتت إلى أن مجموعات إسرائيلية أعلنت مطلع الأسبوع تأسيسها لحركة شبابية باسم «نعود لجبل المعبد»، ويقصدون به العودة إلى المسجد الأقصى، وتدعو هذه الحركة - التي تُضاف إلى الكثير من المنظمات الاحتلالية- إلى تكثيف اقتحامات الأقصى، وأداء الصلوات اليهودية فيه كخطوة لبناء الهيكل المزعوم. وأكدت أن الاحتلال يحاول بكل وسيلة فرض تواجد شبه يومي في الأقصى، من خلال حملات الاقتحامات لأفراد وجماعات المستوطنين، ومحاولتهم أكثر من مرة أداء شعائر يهودية توراتية وتلمودية عند أنحاء المسجد، والتي عادة ما تجابه من قبل المصلين، وتعتلي أصوات التكبير. وأضافت: إن هذه الممارسة الاحتلالية تواجه بالرفض ومحاولات التصدي لها بالتواصل والرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى، حيث تحرص «مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات» على تواجد المئات من طلاب وطالبات مشروع «إحياء مصاطب العلم في المسجد». وكذلك حرص «مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الأقصى» على توفير وتسيير الحافلات اليومية بهدف رفد الأقصى بأكبر عدد من المصلين، في فترات الصباح على وجه التحديد، وفي باقي الصلوات، يُضاف عليها تنظيم الدروس العلمية والوعظية والفقهية الصباحية والمسائية. وشددت مؤسسة الأقصى على أن أهل القدس والداخل سيواصلون رفدهم الأقصى بالمصلين والمرابطين، للتأكيد على رفض كل ممارسات الاحتلال، والتصدي لمحاولات تكريس الاقتحامات شبه اليومية. ودعت المؤسسة الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني للتنبه جيدًا إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات وانتهاكات، الأمر الذي يستلزم السعي الحثيث لحمايته وانقاذه من الاحتلال. من جانبه قال الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك: إن ما تناقلته وسائل الإعلام عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن السور الغربي للأقصى هو نتيجة إفلاس ثقافي وحضاري وسياسي وأن السور الغربي لم ولن يكن في يوم من الأيام ملكاً لليهود ولن نعترف بسيادة إسرائيل عليه. وأوضح الشيخ صبري أن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي مغاير ومعارض للحقيقة والتاريخ ولن نقر أو نعترف بما ادعاه فمن الأمور البدهية أن السور الغربي هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى بما فيه حائط البراق والذي يرتبط بالمسلمين ارتباط عقيدة وإيمان. وأشار الدكتور صبري إلى أن عصبة الأممالمتحدة أقرت في عام 1930م أن الحائط الغربي هو وقف إسلامي وأنه جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك. وأكد الشيخ عكرمة ان المسجد الأقصى خط أحمر لن نسمح بتجاوزه وأن الاقتحامات المتكررة للأقصى من اليهود المتطرفين بحماية الشرطة الإسرائيلية لن تعطيهم أي حق في الأقصى وسيبقى المسلمون المرابطون سدنة للأقصى. وشددت مؤسسة الأقصى على أن أهل القدس والداخل سيواصلون رفدهم الأقصى بالمصلين والمرابطين، للتأكيد على رفض كل ممارسات الاحتلال، والتصدي لمحاولات تكريس الاقتحامات شبه اليومية. 4600 أسير فلسطيني في السجون والمعتقلات من ناحية ثانية قال الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة: إن سلطات الاحتلال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها ( 4600 ) أسير ومعتقلاً من كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، وان قرابة ( 83 % ) منهم هم من الضفة الغربية و(10 % ) من قطاع غزة، والباقي من القدسالمحتلة وال 48 وهؤلاء موزعون على قرابة 17 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف أبرزها نفحة وريمون، عسقلان وشطة وجلبوع وهداريم وايشل وأهلي كيدار والرملة والنقب وعوفر ومجدو. وأضاف: إن من بين مجموع الأسرى يوجد ( 182 ) طفلاً لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر، و( 11 ) أسيرة أقدمهن لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948والمعتقلة منذ الثامن عشر من ابريل عام 2002 و( 184 ) معتقلاً إداريا دون تهمة أو محاكمة، و( 13 ) نائباً بالإضافة إلى ثلاثة وزراء سابقين وعشرات المعلمين والقيادات السياسية والأكاديمية والمهنية. وأوضح فروانة أن من بين مجموع الأسرى أيضا هناك قرابة ( 1200 ) أسير يعانون من أمراض مختلفة ويتعرضون للإهمال الطبي، بينهم ( 20 ) أسيرا مقيمون بشكل دائم في ما يُسمى «مستشفى الرملة» و( 18 ) أسيراً يعانون من أمراض خطيرة وخبيثة كأمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي، و ( 85 ) أسيراً معاقاً يعانون من إعاقات حركية وذهنية وحسية. وأشار إلى وجود ( 531 ) أسيراً من بين الأسرى صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة. وذكر ان عدد الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية قد انخفض إلى ( 109 ) أسير، بينهم ( 70 ) أسيراً قد مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح «عمداء الأسرى»، فيما «جنرالات الصبر» وهو مصطلح يُطلقه الفلسطينيون على من مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن قد وصل عددهم ل ( 23 ) أسيراً فلسطينياً، ويُعتبر الأسير كريم يونس من قرية عرعرة في المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقل منذ ثلاثين عاماً هو عميد الأسرى وأقدمهم عموماً. وبيّن فروانة إلى أن من بين الأسرى هناك مجموعة مضربة عن الطعام بشكل فردي منذ فترات طويلة أبرزهم الأسير أيمن شراونة والمضرب عن الطعام منذ ( 172 ) يوماً، والأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ ( 142 ) يوماً بسبب إعادة اعتقالهما دون تهمة بعد تحررهما في إطار صفقة التبادل الأخيرة والتي تُعرف ب «وفاء الأحرار»، وأربعة آخرون مضربون عن الطعام منذ قرابة الشهر ضد الاعتقال الإداري.