أعربت قيادات عدة في قوى «14 آذار»، خصوصا في «تيار المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» بزعامة سعد الدين الحريري وسمير جعجع على التوالي، عن اقتناع شبه تام بأن مذكرتي التوقيف اللتين اصدرهما القضاء السوري الثلاثاء الماضي في دمشق بحق الحريري والنائب عقاب صقر، قد تكونان مقدمتين لموجة اغتيال سورية جديدة في صفوف قوى التحرر والاستقلال التي صنعت «ثورة الأرز» العام 2006 وطردت بشار الاسد وعصاباته من لبنان بعد تخريبه وشقه سياسياً ومذهبياً وطائفياً. وأكدت القيادات بحسب السياسة الكويتية أن الرئيس السوري, المترنح الآن تحت ضربات الثورة العارمة التي تقرع حصون قصره في قلب دمشق، أدرك أنه غير قادر على الوصول إلى الحريري. وكشف مسؤول كبير في قيادة أحد أحزاب «14 آذار» المسيحية النقاب ل»السياسة» بأنه إلى جانب تمنع «حزب الله» وضغطه على حليفه ميشال عون القابض بواسطة احد وزرائه على وزارة الاتصالات لرفض تسليم داتا المخابرات الهاتفية الى الجهات الامنية اللبنانية منعاً لكشف اي اغتيال او محاولة اغتيال تقدم عناصره عليها بحق القيادات الوطنية في «ثورة الأرز»، وتجاهل الرئيس نجيب ميقاتي، آخر لائحة قدمتها عن مرشحين للاغتيال، فإن زعماء أمثال الحريري وجعجع وأمين الجميل وبعض مساعديهم الكبار «اتخذوا إجراءات حماية أكبر على أنفسهم إدراكا منهم أن شعور الأسد وحسن نصرالله باقتراب نهايتيهما قد يدفع بهما إلى إشعال الساحة اللبنانية عن طريق الاغتيالات للفت الأنظار إلى الساحة اللبنانية المتفجرة». وأماط المسؤول اللثام عن أن قيادة المعارضة السورية العسكرية في دمشق، أرسلت إلى بعض قيادات «14 آذار» الحليفة لها في بيروت إحدى شخصيات «الائتلاف الوطني السوري» من القاهرة تحمل معلومات من قلب نظام «البعث» وتؤكد إرسال مدير مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك فريقاً من معاونيه المجرمين الذين عملوا طويلاً في لبنان قبل وبعد العام 2006 للانضمام إلى فريق أمني لبناني سابق بقيادة ثلاثة من الضباط الأربعة السابقين الذين سجنوا أربع سنوات بتهمة المشاركة باغتيال رفيق الحريري، ينسق مع السفارة السورية في بيروت ويتلقى أوامره المباشرة من دمشق ومن السفير السوري علي عبدالكريم علي. وحذرت الشخصية السورية المعارضة, قادة «14 آذار» من مخطط خرج من مكتب المملوك لتصفية أكثر من عشرين مسؤولاً من نواب أحزاب وتيارات «14 آذار» والجماعة الإسلامية ورجلي دين كبيرين من المتوقع أن يؤدي اغتيالهما إلى ثورة فعلية في لبنان في الشارعين المسيحي والسني. وفي سياق آخر , رأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم ، «إننا سمعنا كلام نصرالله عن الذهاب إلى الانتخابات وتشكيل حكومة بعدها، قبل انتخابات العام 2009، لكنه بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية انقلب عليها»، مشدداً على أنّ «المؤمن لا يلدغ من الحجر مرتين، وفريقنا سيؤلف الحكومة، حتى لو انقلب عليها بقوّة السلاح، ولن نعطيه اتفاق «دوحة» جديداً لأنّ الزمن قد تغيّر».